أبو سمبل من حملة الإنقاذ لحفلة هز الوسط.. هكذا عاش أهم معابد مصر آخر 50 سنة

الإثنين، 22 أكتوبر 2018 07:00 م
أبو سمبل من حملة الإنقاذ لحفلة هز الوسط.. هكذا عاش أهم معابد مصر آخر 50 سنة
معبد أبو سمبل
وجدي الكومي

تحتفل مصر اليوم 22 أكتوبر، بالذكرى الخمسين لإنقاذ معابد أبوسمبل، التي تتزامن مع تعامد الشمس اليوم الاثنين، واللافت أن الاحتفال باليوبيل الذهبي لإنقاذ معابد أبوسمبل في الستينات، يأتي اليوم وسط حالة متردية، وشديدة البؤس للآثار المصرية، والمعابد التي تحولت إلى صالات أفراح، وقاعات مناسبات، لكل من هب ودب باسم زيادة موارد وزارة الآثار.

قطع المعبد بالمناشير

قطع المعبد بالمناشير

في الستينات، وخلال البدء في إنشاء مشروع مصر الطموح السد العالي، كان من الضروري نقل معابد أبوسمبل، التي كانت مزدوجة، منحوتة من الجبال في عهد الملك رمسيس الثاني، في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، كنصب دائم له وللملكة نفرتاري، للاحتفال بذكرى انتصاره في معركة قادش.

كان مشروع السد العالي سيتطلب إنشاء غمر المنطقة الضخمة التي تسبقه بما عرف فيما بعد ببحيرة ناصر، لتشكل خزان المياه الاصطناعي الضخم، فأطلقت مصر حملة تبرعات دولية لإنقاذ المعبد عام 1959، وبدأ إنقاذه عام 1964، وتكلفت هذه العملية 40 مليون دولار.

إنقاذ معبد أبوسمبل

على موقعها وضعت السفارة السويدية تقريرًا يحتفي بمناسبة إنقاذ معبدي أبوسمبل، ذكرت فيه أن سفير السويد لدى مصر، جان ثيسليف، سينضم إلى وزير الآثار خالد العناني، في حفل تذكاري لإحياء اليوبيل الذهبي لعملية إنقاذ معبدي أبوسمبل، التي شارك فيها مهندسون سويديون.

وذكرت السفارة السويدية في تقريرها، أن منسوب المياه الذي كان منتظر بلوغه في موقع المعابد، كان سيصل لنحو 60 مترا، مما يهدد معابد أبوسمبل بالغمر الكلي، فبدأت حملة الإنقاذ التي أطلقتها الحكومة المصرية، واليونيسكو، وعلماء الآثار من شتى أنحاء العالم، وتم تسليم هذه المهمة الصعبة إلى مجموعة شركات سويدية، منها شركة "أطلس كوبكو" و"ساندفيك إيه بي" وغيرها.

عملية إنقاذ معبد أبوسمبل
عملية إنقاذ معبد أبوسمبل

كان التحدي الصعب أمام تجمع المهندسين والأثريين هو تنفيذ الفكرة الجريئة التي اتفق عليها المشاركون في عملية الإنقاذ، وهي قطع المعابد إلى عدة كتل، ونقلها إلى موقع جديد أعلى مستوى الماء.

8 سنوات استغرقت عملية قطع ونقل المعابد، وتمكن الخبراء السويديون من حل معظم العقبات الفنية، التي تواجه المهمة، باستخدام أفكار وحلول هندسية مبتكرة، مع ضغط الوقت، واستمرار العمل في السد العالي، وارتفاع منسوب المياه.

في كتابه المهم "إنسان النوبة" يحكي وزير الثقافة الأسبق ثروت عكاشة، ملابسات ما قبل عملية إنقاذ النوبة، حيث كان ثروت عكاشة وزيرا للثقافة بدءا من عام 1958، أي قبل التفكير في إنقاذ المعابد بعام، وتلقى زيارة من السفير الأمريكي ومعه مدير متحف المتروبوليتان، يعرضان عليه شراء معبد أو اثنين من معابد النوبة، التي ستغرق بعد مشروع السد العالي، وقتها غضب ثروت عكاشة، وقال: إنه كان يتوقع أن يعرضا عليه المساعدة في إنقاذ المعبدين، بدلا من التفكير في تحويل هذا التراث لسلعة تباع وتشتري.

حينما سافر ثروت عكاشة إلى أسوان عام 1959، فوجئ أن الأثريون اكتفوا وقتها بتوثيق وتسجيل الآثار التي ستتعرض للغرق، فعاد إلى القاهرة، واتصل بمنظمة اليونيسكو، ودعاها لحماية آثار النوبة من الغرق، واستجابت المنظمة بإعلان باريس الشهير في مارس 1960، الذي أطلقت نداءا عالميا لمساندة مصر، في إنقاذ آثار أبوسمبل قبل الغرق.

قبل التفكير في نقل المعبد، طُرحت فكرتان للإبقاء عليه، الفكرة الأولى اتجهت لإقامة سد حول المعبد لحمايته من مياه البحيرة من الغمر، لكن تم رفض هذه الفكرة بسبب التكلفة الباهظة للمشروع، في وقت كانت مصر تبني فيه السد العالي بتمويل ذاتي تقريبا، ولا تتحمل ميزانيتها المزيد، أما الفكرة الثانية، فكانت ترك المعبد لتغمره المياه تماما، وإقامة بانوراما زجاجية أعلاه، يمكن مشاهدته عبرها، لكن هذه الفكرة تم رفضها أيضا لأن المعبد والجبل المنحوت فيه من الحجر الرملي لن يتحمل المياه وسيتلاشى وينهار خلال سنوات.

نقل معبد أبوسمبل

نقل معبد أبوسمبل

كانت فكرة نقل المعبد قطعة واحدة عبر استخدام 250 رافعة تتحرك معا، إحدى الأفكار الأولية المطروحة، لكن ظهرت 50 ألف احتمالية لانهيار أي جزء منها، فتم استبعاد هذه الفكرة، أما الفكرة الثانية، فكان تقطيعه ونقله وإعادة تركيبه في مكان آخر، وهي الفكرة التي لاقت قبولا بعد شهور من دراستها فنيا وهندسيا، وقدمها العلماء الإيطاليون، وتولت 6 شركات تنفيذ هذا العمل الضخم، شركتان سويديتان، وشركة إيطالية، وشركة ألمانية، وشركة فرنسية، وشركة أطلس المصرية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة