قاعة خاوية في احتفالية فوز محفوظ بنوبل.. كيف تفشل وزارة الثقافة في تنظيم ندوة؟

الإثنين، 22 أكتوبر 2018 09:00 م
قاعة خاوية في احتفالية فوز محفوظ بنوبل.. كيف تفشل وزارة الثقافة في تنظيم ندوة؟
متحف نجيب محفوظ غير المكتمل
وجدي الكومي

لماذا تبدو وزارة الثقافة مكتوفة الأيدي؟ مقيدة؟ وعاجزة عن التحرك في الوقت الذي يكون مطلوبا منها تحركات كبرى وخطوات واسعة بمناسبة أحداث كبرى؟.

نطرح هذا السؤال بمناسبة ما فجرته الكاتبة الصحفية ماجدة الجندي في مقالها المنشور حديثا والذي «شيرت» سطوره عبر صفحتها في موقع فيسبوك، عن القاعة الخاوية التي وجدتها في احتفالية مرور ثلاث عقود على نيل نجيب محفوظ جائزة نوبل في الثمانينات.

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

 

تقول الكاتبة الصحفية ماجدة الجندي في مقالها: كان الحاضرون فى قاعة المسرح الصغير، بالأوبرا، يوم ١١ أكتوبر، لا يزيد عددهم على سبعة أو ثمانية أفراد، بمن فيهم الحقيقة أستاذ فاضل من العلاقات الخارجية، وثلاثة متحدثين على منصة المسرح، احتفاءً بمرور ثلاثين عاماً على حصول نجيب محفوظ على «نوبل».

تضيف ماجدة الجندي: صالة وتكييف وعلى الأقل ١٥ صندوقاً نحاسياً فيها زرع على المسرح، وإضاءة، ولكن وللأمانة لم تكن هناك لافتة واحدة من المدخل الرئيسى للأوبرا وحتى القاعة، تشير إلى أن هناك احتفاءً بلحظة خاصة فى مسار الأدب أو الثقافة العربية بالداخل.

نجيب محفوظ بالسيجارة
نجيب محفوظ بالسيجارة

 

وتتابع: اتخذت مقعداً إلى جوار أستاذنا حسين حمودة، قبل الصعود إلى المنصة التى بلا جمهور! سألتنا الدكتورة فوزية العشماوى، أستاذ الأدب العربى بجامعة جنيف: نعمل إيه؟ نبدأ أو نلغى؟ كان السؤال يعبر عن إحباطنا، وإحباطها.. فعالية بهذه الأهمية ولا أحد!

وتضيف: اتخذ الدكتور حسين حمودة قراراً شجاعاً بأن تتم الفعالية حتى لو كانت صالة المسرح الصغير بالأوبرا خاوية تقريباً. قبل أكثر من تسعة أشهر، تواصلت الأستاذة الدكتورة فوزية العشماوى، الأستاذة المعنية بالأدب العربى بجامعة جنيف، مع المستشارة الثقافية فى سفارتنا بباريس وكان الغرض اقتراحاً من الدكتورة فوزية بأن تنظم وزارة الثقافة نوعاً من الاحتفاء يوم ١١ أكتوبر، الذى سوف يصادف مرور ثلاثين عاماً بالتمام والكمال على حصول أستاذنا وقطبنا، نجيب محفوظ، على جائزة نوبل.

وتشير ماجدة الجندي في مقالها إلى أن الأستاذة الدكتورة فوزية العشماوى بالمناسبة صاحبة أول رسالة دكتوراه عن الأستاذ نجيب محفوظ فى أوروبا، حصلت عليها قبل «نوبل محفوظ» بعامين أو ثلاثة، أيامها، كما قالت، لم يكن أرشيف أوروبا الثقافى يحوى غير ثلاثة أسطر عن نجيب محفوظ كتبها العالم الفرنسى والمستشرق «أندريه ميكائيل» ذكر فيها أن نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وطه حسين أسدوا خدمات جليلة للثقافة المصرية، مضيفة أنه بعد حصولها على الدكتوراه عن نجيب محفوظ تعبت فى البحث عن ناشر يطرحها ككتاب، وأن نشرها تم حين بدأ تنامى أخبار عن حصول محفوظ على نوبل لواحدة من دور النشر الفرنسية، التى أيقظت الدكتورة بتليفون فى عز الليل. حرصت دكتورة فوزية على ألا تمر مناسبة مرور ثلاثين عاماً على «نوبل محفوظ» جعلها تبدأ سعيها مبكراً مع الأجهزة المصرية. وتضيف ماجدة الجندي: السيدة الفاضلة المسئولة عن الثقافة فى سفارتنا بباريس طمأنت الدكتورة أن كل شىء تمام وأن الاتصالات جرت مع العلاقات الخارجية بوزارة الثقافة المصرية، واعتذرت المسئولة عن عدم حضورها لانشغالها. يبدو أنها ليست الوحيدة المشغولة فى وزارة الثقافة، فرغم كل جهود دكتورة فوزية، فمحصلة جهد أجهزة وزارة الثقافة كانت المشهد.. المشهد الذى بدأت به.. لا يوجد مدعوون ولا إعلام وبالتالى لا جمهور!!

الحقيقة حتى كاتب هذه السطور لم تصله أية أنباء من وزارة الثقافة تشي باستعدادهم لعقد احتفالية بهذا الشأن في دار الأوبرا، وعلى ما كتبت من عدة مقالات في الأسبوع الأول من أكتوبر، بمناسبة ذكرى مرور ثلاثة عقود على نيل محفوظ على جائزة نوبل، إلا أنه بدا أن أجهزة وزارة الثقافة في سبات عميق، ونعاس غريب، ولا ندري، ما هي أولويات القائمين على هذه الوزارة، وإن كان حدث مثل حصول محفوظ على نوبل يتم الاحتفال به في قاعة مقصية، وبدون لافتات، وبدون تعليق صور أديبنا الكبير على مداخل الأوبرا، وبدون التنويه عن الحدث في صفحات وزارة الثقافة النشطة في نشر أخبارها وفعاليات الأجهزة المختلفة بالوزارة، وكذلك أنباء الوزيرة الدكتورة الفنانة إيناس عبد الدايم، فلماذا تجاهلت الوزارة هذا الحدث؟ لا يمكننا أن نتهم الوزارة عمدا بالتجاهل، لكن نتهمهم بالتقصير إزاء حدث كبير، إذ أن الوزارة لم تقصر فقط في حق نجيب محفوظ، بل قصرت في حق نفسها، إذ اكتفت بالاحتفال بمرور ستة عقود على إنشائها – الوزارة- بحفلة جمعت وزراء الثقافة العرب الذين كانوا في مصر بالصدفة لحضور مؤتمر من تنظيم منظمة الإليكسو، حفلة وطابع بريد، وكفى.

هل هو ضعف ميزانية؟ هل نسيت وزارة الثقافة أن تضع في أجندتها هذه الاحتفاليات المهمة العملاقة بينما تعد ميزانيتها الجديدة قبل عرضها على وزارة المالية في مطلع العام المالي..؟ ماذا يقيد أيدي وزارة الثقافة، ويمنعها من استكمال متحف نجيب محفوظ، الذي كانت ذكرى حصوله على نوبل مناسبة جليلة لافتتاح المتحف؟ ماذا يقيد أيدي وزارة الثقافة عن الاحتفاء برموز التنوير؟ من المسؤول عن هذا السقوط الإعلامي مع جيش الإعلاميين والمستشاريين الصحفيين الموجودين بقطاعات الوزارة المختلفة؟ كيف تعج الوزارة عن إرسال "إيميلات" تذكيرية للصحفيين بالمناسبة؟ وكيف لم تعد العدة المناسبة للاحتفال بالرجل الوحيد الذي صنع مكانة للأدب المصري والعربي؟ كيف؟.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق