منحرفون أم مرضى.. كيف يحلل خبراء علم النفس شخصيات مغتصبى الأطفال؟

الأربعاء، 24 أكتوبر 2018 11:00 م
منحرفون أم مرضى.. كيف يحلل خبراء علم النفس شخصيات مغتصبى الأطفال؟
حبس - صورة أرشيفية

دائما ما يوسوس الشيطان فى نفوس الناس ليغويهم وراء شهواتهم التى طالما تأخذهم إلى شر أعمالهم، وخلال الآونة الأخيرة، تفشت فى المجتمع ظاهرة غريبة وجدية جدا عليه، وهى ظاهرة اغتصاب الأطفال، والتى لم نكن يوما نتوقع أن يصل مداها إلى هذا الحد، حيث تعددت وقائع اغتصاب الأطفال خلال الفترة الماضية إلى درجة تستعدى البحث والتمحيص، فى محاولة لفهم أسباب تلك الظاهرة، ومن ثم محاولة تحجيمها أو السيطرة عليها.

2

حالات كثيرة لاغتصاب الأطفال ظهرت مؤخرا وتداولتها صفحات الحوادث بمختلف الصحف، منها "طفلة البامبرز" صاحبة الـ6 سنوات، والتى لم تدرى أن جسدها الصغير سيغوى عيون بالشهوة القاتلة، ولم تعلم أنها تعيش بين بشر يحيى فيه الشيطان داخل ثياب بنى أدم، ففى واقعة مؤلمة هزت مدينة بدر بمنطقة القاهرة الجديدة، أقبل عامل على التحرش بطفلة أثناء عودتها من "الحضانة" داخل منزله قبل صعودها إلى مسكنها.

 

تلقي قسم شرطة بدر، بلاغًا من "محمد. س" يتهم فيه "بهاء. م" عامل، مقيم معه بنفس العقار، بالتحرش بطفلته أثناء عودتها من الحضانة، حيث أنكر المتهم أمام النيابة تحرشه بالطفلة أو ملامستها، مشيرا إلى أن هذا ادعاء بسبب خلافات مع والدها، بينما قال والد الطفلة "م . م" إنه فوجئ بانهيار ابنته موضحة أن المتهم لامس أجزاء حساسة من جسدها وهددها بعدم الإفصاح.

 

تحريات الأجهزة الأمنية بقسم شرطة بدر حول الواقعة أثبتت أن المتهم "بهاء. م " عامل، يسكن بالطابق الأرضي بذات عقار المبلغ، وأنه ذو أخلاق سيئة، ولم يكن تحرشه بالطفلة أول واقعة من هذا النوع، حيث اصطحب من قبل طفلا بالعقار المجاور وتحرش به، ونشبت مشاجرة كبيرة حينها، وأنكر المتهم أيضا، فقررت نيابة القاهرة الجديدة، حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، بتهمة التحرش بالطفلة.

 

فى واقعة مؤسفة أخرى، حاول "منجد" هتك عرض طفلة تبلغ من العمر نحو 4 سنوات داخل المحل الخاص به فى مدينة السلام، وذلك بعدما تحرش بها، إلا أن صرخاتها أنقذتها من مصير مجهول، حيث تلقى قسم شرطة السلام ثاني، بلاغًا من "أميمة. ع" تتهم فيه "محمد. م" منجد، بالتحرش بطفلتها، محاولًا هتك عرضها.

1

وبإجراء التحريات اللازمة تم ضبط المتهم، وقررت النيابة حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، بتهمة التحرش بالطفلة ومحاولة هتك عرضها، حيث أثبتت التحريات أنه استدرجها بحجة إعطائها بعض الشيكولاتة، ولامس أجزاء حساسة من جسدها، وحاول هتك عرضها، إلا أنها داومت الصراخ، ما جعله يتركها تذهب خارج المحل قبل فضح أمره.

 

واقعة أخرى بمدينة السلام أيضا، حيث تلقى قسم شرطة السلام بلاغا من "آمال. ا" والدة الطفلة "ندى"، تتهم فيه "مكوجى" باغتصاب ابنتها أثناء ذهابها لكي فستانها بمنطقة المحمودية، حيث لاحظت تأخر ابنتها فذهبت للاطمئنان عليها، فوجدتها تبكي قائلة: "عمو قلعنى هدومى"، وأمرت النيابة بحبس المتهم "م. ط" مكوجى، 4 أيام بتهمة اغتصاب طفلة 6 سنوات.

 

وفى محاولة لتفسير أسباب تلك الأزمة الكبيرة، قال الدكتور محمد أنور، أستاذ علم النفس، إن الشخصية التى تقدم على ذلك الفعل تجاه الأطفال هى شخصية مضادة للمجتمع، وأن تلك الشخصية لا تكون فى وعيها أثناء الاعتداء أو الاغتصاب، ولا تفكر سوى فى تحقيق المتعة اللحظية فقط، مؤكدا أن من يقدم على تلك الجرائم شخصيات منحرفة بعيدة عن الدين والأخلاق.

3

كما أكد الدكتور هانى هنرى، أستاذ علم النفس، أن مرتكبى تلك الجرائم مرضى نفسيين، مشيرا إلى أن هناك أبحاث ودراسات عديدة على مرض يُسمى "Pedophilia" وأن من يصاب بذلك المرض ينجذب عقله وتفكيره للأطفال، حيث يتحول إلى نوع من الإدمان، ويصبح لديهم شذوذ فى الرغبة الجنسية.

 

ومن الناحية القانونية، فتنص المادة 267 من قانون العقوبات، على أن "كل من اغتصب أنثى بغير رضاها يعاقب بالإعدام أو السجن المؤبد، ويعاقب بالإعدام كل من تعدى جنسيًا على طفل (ذكر أو أنثى) لم يتجاوز سنه 18 عاما، ويكون التعدى باغتصاب أو هتك عرض أو استخدام الطفل لإشباع الرغبات الجنسية، لبالغ أو مراهق، وهو يشمل تعريض الطفل لأى نشاط أو سلوك جنسي، وذلك فى ضوء تعديل المادة 269.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق