قصة المسجد العمري الكبير في الأقصر: مملكة حفظ القرآن بجنوب الصعيد

الأربعاء، 31 أكتوبر 2018 10:00 م
قصة المسجد العمري الكبير في الأقصر: مملكة حفظ القرآن بجنوب الصعيد
مسجد العمرى

 

يعد مسجد «العمري الكبير» بشارع البحر بمدينة إسنا جنوبي محافظة الأقصر، مملكة حفظ القرآن الكريم والقراءات وعلوم الدين المختلفة منذ مئات السنين، فالمسجد الذي يحتفظ بتاريخ كبير في مسيرة العلوم الدينية وحفظ القرآن الكريم، سمى بهذا الاسم نسبة إلى الصحابي الجليل عمرو بن العاص.

ومنذ عصر الدولة الفاطمية حتى 2018 مازال المسجد العمرى الكبير منارة العلم التاريخية بجنوب صعيد مصر. وجرت العادة في مصر بأن يطلق على أقدم مسجد بالمدينة بـ «المسجد العمري» نسبة إلى اسم أول مسجد أنشئ في مصر وإفريقيا باسم عمرو بن العاص، وذلك وفقا لما ذكره أحمد حسن أمين مدير آثار إسنا وأرمنت.

المسجد العمرى أو المسجد العتيق بني منذ فتح المسلمون لمصر في عهد الصحابى عمرو بن العاص، ويوجد بجانب محراب المسجد لوح من الرخام قديم مكتوب عليه بالخط الكوفي بسم الله الرحمن الرحيم (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين).

ومازالت قواعد المسجد القديمة التي بني عليها إبان فتح المسلمون لمصر متواجدة حتى الآن رغم تعرضه للهدم أكثر من مرة، لكنه أقيم مجددا في عهد الدولة الفاطمية وتم تطويره أكثر من مرة حتى أغسطس 2017، رغم أن المسجد القديم تغيرت معالمه ولم يبق منه سوى المئذنة التاريخية المتواجدة في الواجهة الغربية باتجاه الجنوب.

تم تغيير العمارة في الباب الغربي عام 1295 هجرية، وأقيمت داخله مزولة لمهندس الخريطة الفلكية خليل أفندي إبراهيم في 1287 هجرية، ومئذنة المسجد تعتبر واحدة من أقدم المآذن التاريخية في مصر الإسلامية، وذكر ابن كثير في كتاب البداية والنهاية، أن مسجد إسنا العمري العتيق، كان يعد داخله العلماء وحفظة القرآن ومتلقى العلوم الدينية.

من كان يحفظ القرآن داخله ويتلقى علوم الدين داخل المسجد يتم إرساله لبلاد دول إفريقيا لتعليم أهلها القرآن وعلوم الدين، وتم مؤخراً تنظيم مسابقة لحفظ القرآن الكريم داخل المسجد برعاية الشيخ محمد صالح وكيل وزارة الأوقاف بالأقصر.

شهد المسجد العمري الكبير بإسنا على مدار الأيام الماضية استقبال أكثر من 4000 طفل وفتاة وشاب لحفظ القرآن، وتعقد مسابقة القرآن بصفة دائمة منذ 5 سنوات بالمسجد لتحفيظ القرآن والتجويد على مستوى الأقصر.

يشرف على المسابقة الشيخ منصور صقر مدير أوقاف بندر إسنا، تحت رعاية محمد علي عبد العزيز العديسي مشرف المسابقة، والشيخ علي يوسف محمد علي، ويشارك فيها على مدار عام كامل أكثر من 10 آلاف شاب وفتاة وطفل من مختلف المراحل التعليمية الابتدائي والإعدادي والثانوي والجامعي بمختلف أنحاء المحافظة.

يتم خلال المسابقة تقسيم حفظ القرآن على مستويات، ثم تعتمد الجوائز للأول والثاني في كل مستوى فيحصل الأول والثاني في كل مستوى لحفظ القرآن على رحلة عمرة والباقين على جوائز مالية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق