في ذكرى ميلاد عبد الرحمن الشرقاوي.. حكاية صاحب "الأرض" و"الحسين ثائرا" والشوارع الخلفية

السبت، 10 نوفمبر 2018 01:00 م
في ذكرى ميلاد عبد الرحمن الشرقاوي.. حكاية صاحب "الأرض" و"الحسين ثائرا" والشوارع الخلفية
عبد الرحمن الشرقاوى
وجدي الكومي

تحل اليوم السبت، ذكرى ميلاد الكاتب الإسلامي الأديب عبد الرحمن الشرقاوي، المولود عام 1920، في العاشر من نوفمبر، والراحل عن عالمنا في العام 1987.

عبد الرحمن الشرقاوي
عبد الرحمن الشرقاوي

 

اشتهر بكتاباته المسرحية، وأعماله الداعية للتحرر الوطني، وكذلك روايته "الأرض" التي حولها يوسف شاهين إلى فيلم شهير لعب بطولته محمود المليجي، وعزت العلايلي، ويحي شاهين، وآخرون.

 

في العام 1943 تخرج عبد الرحمن الشرقاوي في كلية الحقوق جامعة فؤاد الأول، وعمل بعدها بالمحاماة، ثم قرر أن يتركها، ليعمل بالصحافة، حتى نشر قصيدة بعنوان "رسالة من أب مصري إلى الرئيس ترومان" عام 1951، ثم تبعها بنشر روايته الأولى الأرض عام 1954.

 

تدور أحداث رواية "الأرض" في قرية مصرية يعود إليها الراوي، كما اعتاد كل إجازة يحصل عليها من دراسته، ليجد أحوالها قد انقلبت، بعدما طمع أحد الموسرين بالقرية في انتزاع أراضي الفلاحين، لتوسيع رقعة سرايته، وتمهيد طريق يؤدي إليها، يقول عبد الرحمن الشرقاوي في استهلال الرواية:

أنا أعرق قريتي تماما..وأعرف أنها لم تكن تستطيع أن تقف عند شيء، أو تشغل بشيء على الإطلاق، في تلك السنوات التي يلهبها دائما صراع لا يهدأ من أجل القوت.

وأنا أعرف أن القلائل الذين يملكون أرضا في القرية، كانوا وحدهم يشغلون بالضرائب المتجمدة على الأرض، وبالصراف الذي يطالبهم بمال الحكومة، ويهددهم دائما بالحجز على الأطيان، على أن بقية الرجال والفتيان لم يعنيهم أن تنتزع الأرض من أيدي الملاك أم تظل، ما دام كل واحد منهم يجب أن يبحث آخر الأمر عن حقل يعمل فيه طول النهار.

غلاف كتاب عبد الرحمن الشرقاوي الفلاح
غلاف كتاب عبد الرحمن الشرقاوي الفلاح

 

كانت رواية عبد الرحمن الشرقاوي "الأرض" إشارة مهمة في الخمسينات لما يحدث في الريف من استبداد، وطغيان من تآمر النافذين من الملاك الكبار، على الفلاحين الذين يستأجرون الأرض، الذين لا حول لهم ولا قوة، كما تحمل الرواية رموزا عديدة للطغيان والاستيلاء على الأرض، وكان أشهر الرموز التي تم تأويل أن الرواية تشير إليها، هي القضية الفلسطينية، التي كانت حاضرة في قلوب المصريين في فترة الخمسينات، بعد مرور سنوات على حرب 1948.

في حوار تلفزيوني له قبل رحيله بثلاث سنوات، كان يتحدث عبد الرحمن الشرقاوي عن نشأته ووعيه في قرية الدلاتون بمحافظة المنوفية، وتفتح وعيه على ثورة 1919، التي كانت آثارها باقية، إذ وُلد بعدها بعام، وشب في القرية، فوجد أهلها لا يزالون يغنون في شوارعها بقولهم: الله حي سعد جاي.

التحق عبد الرحمن الشرقاوي بمدرسة أولية تعلم القرآن الكريم، وكان المرسوم له في طريقه أن يلتحق بالتعليم الآزهري، لكنه سار في غير هذا الطريق، وعاد للالتحاق بالمدرسة الابتدائية في شبين الكوم، ثم تحولت دراسته إلى القاهرة مع أشقائه.

يقول عبد الرحمن الشرقاوي: عندما جئت القاهرة في صباي، والتحقت بالمدرسة المحمدية، سكنت في الحلمية الجديدة، ورأيت لأول مرة الجنود الإنجليز، وشاهدت مظاهرة تهتف ضد الإنجليز، فسرت فيها، تأثرا بأن القاهرة ارتبطت في ذهني بمعركة نضال، وكانت القرية أيضا قد ارتبطت في ذهني بنفس الفكرة، حيث كان يأتي من خارجها من يقهرها، وهو مندوب الحكومة، وأحيانا يكون مصري، لكنه مضطر لقهر أبناء القرية، أو إنجليزي يتدخل في شؤون الحياة اليومية.

ويضيف الشرقاوي: دخلت مدرسة الخديوية، وظهرت عندي ميول التمثيل، فأصبحت رئيسا للفرقة، ثم ظهرت عندي ميول شعرية، فكتبت شعرا، وتلقيت تشجيعا بالالتحاق بجمعيات التمثيل والخطابة، وغيرها، وهو ما لم يعد موجودا في مدارس اليوم.

كان من المصادفة أن التقى عبد الرحمن الشرقاوي في الجامعة التي التحق بها ليدرس الحقوق، الطلاب العائدين من البعثات، والذين كونوا جماعة أدبية داخل الجامعة، ومنهم محمد مندور، وهو ما جعل عبد الرحمن الشرقاوي أن يحضر محاضرات في كلية الآداب، بينما هو ملتحق بالحقوق، وكان الشرقاوي محظوظا أن فتح له عميد الأدب العربي الباب ليكتب في الثقافة، بمجلة الرسالة، وأذن له أن يحضر محاضراته في كلية الآداب، ومحاضرات آخرين، مثل أحمد أمين وعبد الوهاب عزام، والشيخ مصطفى عبد الرازق.

ترك عبد الرحمن الشرقاوي آثارا في فن المسرح، أكثر مما ترك في فن الرواية، إذ كتب مسرحيات "الفتى مهران" و" الحسين ثائرا" ومأساة جميلة" وعرابي زعيم الفلاحين" كما صدرت له كتب إسلامية، منها "محمد رسول الحرية" و"على إمام المتقين، والفاروق عمر، وأئمة الفقه التسعة، وابن تيمية الفقيه المعذب.  

من رواية الأرض
من رواية الأرض

اقرأ أيضا:

عبد الرحمن الشرقاوي.. الأرض تحّن للعطشانين (بروفايل)

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق