إيران تبحث عن رئيس قبل ثلاثة أعوام على الانتخابات.. الاقتصاد والاحتجاجات يُطيحان بـ«روحاني»

الإثنين، 10 ديسمبر 2018 04:00 م
إيران تبحث عن رئيس قبل ثلاثة أعوام على الانتخابات.. الاقتصاد والاحتجاجات يُطيحان بـ«روحاني»
الرئيس الايرانى حسن روحانى

بعد نحو عام من المظاهرات التي شهدتها إيران في نهاية 2017، احتجاجًا على الوضع الاقتصادي المتردي والحياة المعيشية الصعبة للمواطنين، فيما عرفت إعلاميًا بـ «احتجاجات الفقراء»، باتت اليوم طهران تعج بأزمات أكثر في ظل اتساع العقوبات المفروضة عليها من قبل الولايات المتحدة، لتعيش البلاد بين مطرقة ضغوط الخارج وسندان أزمات الداخل.

وشهدت المظاهرات الإيرانية في بدايتها خلال العام الماضي، خروج عددًا كبيرًا من الطبقة الفقيرة بعد تلويح حكومة روحانى برفع أسعار الوقود، وإبعاد 30 مليون من الدعم النقدى، ليثير الفقراء ضد الغلاء المعيشى والوضع الاقتصادى المتردى والكساد وتفشى الفساد، وبدأت المظاهرات رقعتها تتسع يومًا وراء الآخر، لتشمل محافظات مختلفة، مطالبة بضرورة إيقاف استنزاف أموال البلاد وانفاقها فى سوريا ولبنان واليمن.

ورغم مرور إيران في هذه الفترة التي شهدت احتجاجات واسعة، لم تكن العقوبات الأمريكية قد دخلت حيز التنفيذ، في حين أطلق وقتها المحتجين شعارات مناهضة لهرم النظام (الولى الفقيه)، الأمر الذي يوضح اجتياح الغضب في الشارع الإيراني.

 

 

ومع بداية هذا العام استمرت المظاهرات الإيرانية، ورغم هدوئها نسبيًا بعد أسابيع، ولكن الحراك الشعبي ومطالب الجماهير لم تعرف خط للنهاية في الأشهر التى تلتها حتى وقتنًا هذا، وبين الفترة والآخرى تشهد إيران تظاهرات فئوية، وأخرى في الأهوار غرب إيران، لتتأثر طهران أكثر بالقرارات الأمريكية الصادمة للاقتصاد الإيراني، لاسيما بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووى وتوعده لطهران بعودة العمل بالعقوبات.

وجراء هذه الخطوات الأمريكية تأثر الاقتصاد الإيراني وسوق العملة، فتدهورت العملة المحلية (التومان) أمام الدولار وارتفعت الأسعار، فضرب الكساد البازار وأضرب رجالاته وعلقوا أنشطتهم التجارية وطوق محتجين مبنى البرلمان، وطالبوا بحل لتدهور الحالة الاقتصادية للبلاد.

ولكن اليوم باتت إيران تمر بأزمات أكثر وخاصة من وجهتين الأولي ضغوط الخارج والثانية أزمات الداخل، لاسيما بعد فرض أمريكا الحزمة الثانية من العقوبات 4 نوفمبر، ضد قطاعات أكبر حساسية لطهران وهما القطاع النفطي والمصرفي بهدف تقويض سلوكها فى المنطقة وعرقلة تطوير برنامج الصواريخ الباليستية، عبر تصفير صادراتهها من النفط وحرمانها من أهم مصادر دخولها التى تتمثل فى عائدات مبيعات النفط، من أجل الانصياع والعودة لطاولة المفاوضات وإبرام اتفاق جديد يحظى بقبول الرئيس ترامب، 

 

بات الرئيس الإيراني في موقف محرج، لاسيما وأنه يقف حائرًا بين وعود انتخابية لم تر النور، وازديات الضغوط الخارجية والداخلية على حكومته، فيما تلقى التيار الاصلاحى المعتدل ممن دعم روحانى واستغل رصيده الاجتماعى والسياسى لإنجاحه، ضربة كبري يدرك جيدا أنه سيكون لها تداعياتها فى المستقبل فقد تقصيه من المشهد السياسى الإيرانى ويتم تهميشه مجددا السنوات المقبلة لاسيما بعد انهيار الصفقة النووية أمام أعينهم .

 

بعد كل هذه الأزمات وبدأ الحديث فى الداخل الإيراني يتجه نحو السؤال حول التركيبة الانتخابية للمرشحين، والكوادر التى سيقدمها كل معسكر لخوض السباق الانتخابي الذي ستشهده إيران عام 2021.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق