زورونا تجدوا ما يسركم

الجمعة، 21 ديسمبر 2018 03:19 م
زورونا تجدوا ما يسركم
شيرين سيف الدين

 
إذا ذُكرت السياحة فلابد أن تُذكر مصر .. فمصر زاخرة بالمقاصد السياحية المتنوعة والتي تناسب جميع الأذواق ، وجوها معتدل على مدار العام وتعتبر زيارة مصر حلما للعديد من سكان العالم ، لكن للأسف ينقصها الاهتمام وحسن الإدارة ، فكم من زائر يصدم أثناء زيارته بكم الإهمال وسوء الطرق المؤدية للمزارات السياحية وافتقارها للنظافة بالإضافة للعديد من السلوكيات المُنفِرة من بعض القائمين على إدارة تلك المزارات ، لذا وجب البحث عن حلول عملية وواقعية لإحداث نقلة نوعية لمصر سياحيا خاصة مع استقرار الأوضاع وبدء عودة السياح مرة أخرى.
 
فالمتابع لوسائل الإعلام العالمية والمواقع المهتمة بالسياحة في الفترة الأخيرة يجد أخبارا وتناولا إعلاميا دوليا لوضع السياحة في مصر مبشرا وداعيا للتفاؤل ، فعلى سبيل المثال وسائل الإعلام الأمريكية في الأسبوع الماضي أشادت بالمقاصد السياحية المصرية وعلى رأسها شبكة (سي إن إن ) التي أكدت أن السياحة في ذروة إزدهارها في مصر خاصة مع كثرة المتاحف التي سيتم افتتاحها الفترة المقبلة ومنها مجموعة في شرم الشيخ والغردقة مما يمكن السياح من التعرف على الآثار القديمة مباشرة دون الحاجة للتنقل بين المدن ، كما أفرد موقع (أطلس بسكورا ) الأمريكي المهتم بالآثار حول العالم تقريرا عن ( قبة الهوا ) المعروفة بمقابر النبلاء في أسوان التي تجمع بين المنحوتات الفرعونية والجداريات المسيحية والآثار الإسلامية ودعا الموقع إلى زيارة تلك المنطقة ، فيما قال موقع (سكيفت) الأمريكى المتخصص فى أخبار السياحة إن اهتمام الأمريكيين بالسياحة فى مصر بدأ فى العودة مجددا ، ومن المتوقع أن يكون عام 2019 عاما قويا للسياحة الأمريكية فى مصر وذلك وفقا لمشغلى الرحلات السياحية ومستشارى السفر المتخصصين بالسياحة فى مصر.
 
وقال روبرت درام رئيس شركة (ألكساندر  روبرتس ) الأمريكية للسياحة "لقد زادت الحجوزات إلى مصر خمسة أضعاف لدينا فى العام الماضى حيث نفذت العديد من رحلاتنا سريعا وأصبحت الأمور تزدهر الآن".
 
من جهة أخرى نجد دعوات في المملكة العربية السعودية لمقاطعة السياحة في تركيا - التي تعتبر منافسا قويا - والتوجه إلى مصر ، وجميعنا يعلم أهمية جذب سياح دول الخليج لما لهم من قوة شرائية وقدرة على الإنفاق أثناء زياراتهم ، وقد كانوا في الماضي من أهم زوار مصر التي فقدتهم بشكل تدريجي لأسباب عدة ويجب استعادتهم وجذبهم مرة أخرى بشتى الطرق .
 
وها قد بدأ مطار سفنكس العمل واستقبال الرحلات السياحية التي تنشط سياحة اليوم الواحد وتسهل على السياح وزائري مدن مصر المختلفة زيارة أهرامات الجيزة والمنطقة الأثرية المجاورة .
 
لست متأكدة من أن هناك من اهتم بتلك الأنباء وبدأ في التحرك السريع لتحقيق مكاسب حقيقية ومجدية منها.
 
ومن هنا نناشد المسؤولين بضرورة الاستفادة من تلك الحالة الإيجابية العامة تجاه مصر والقيام بحملات دعائية قوية وتجهيز خطط سريعة لجذب سياح كل دولة بما يليق مع رغباتهم واتجاهاتهم ، وإعطاء امتيازات للشركات التي تجلب عددا أكبر من السياح ،  فمصر لا ينقصها كي تصبح الوجهة الأولى لسياح العالم سوى حسن الإدارة وتعظيم الموارد والاستفادة بكل ما حبانا الله به من كنوز للأسف أغلبها غير مصان ولا يوجد أدنى اهتمام به .
 
 في الحقيقة وفي ظل إصرار أغلب المسؤولين من موظفي الحكومة على نفس الرتم البطئ والأسلوب الغير مجدي في الآداء ، وفي ظل ما تواجهه مصر من سوء إدارة للآثار ولكثير من المناطق السياحية فقد يكون الحل الأمثل والأوقع هو ما بدأت الدولة في الاتجاه إليه بإفساح المجال لشركات القطاع الخاص التي أبلت بلاء حسنا في مجالات السياحة وإدارة المشروعات واستطاعت تحقيق نجاح في مجالات مختلفة ومنحها حق إدارة تلك المناطق بعقود مشروطة على أن يكون للدولة نسب جيدة من الأرباح وأن يشترط على الشركة المستفيدة من أي منطقة أثرية أن تقوم بتطوير المناطق المجاورة وتمهيد الطرق المحيطة والقيام بأعمال النظافة الخاصة بالمناطق القريبة والمؤدية إلى مناطق حق الامتياز مما سيؤدي لعموم الفائدة على الجميع وعودة البريق لمصر مرة أخرى ، فمن المعلوم أن الدولة لا تستطيع قانونا تسريح الموظفين واستبدالهم بموظفين أكفاء ، كما أنها لن تستطيع دفع الأجور التي يدفعها القطاع الخاص من أجل الحصول على الكفاءات ، ولن يستطيع فرد واحد تغيير كل شيء فلا أحد يمتلك عصا سحرية لتحقيق جميع الانجازات منفردا ولا بد من تضافر الجهود وإشراك القطاع الخاص المصري تحديدا مع قطاعات الدولة من أجل سرعة الإنجاز وتحقيق النجاح على أرض الواقع ، لذا فلا أعتقد أن هناك ما يمنع من حصر الآثار المصرية في جميع بقاع مصر وخاصة المهمل منها وعرضها على رجال الأعمال المصريين لتكون كل مجموعة أو حتى كل قطعة أو منطقة واحدة تحت إشراف وإدارة إحدى الشركات لإعادة اكتشافها وتطويرها وإبرازها كمقصد سياحي يوضع على جدول المزارات الخاص بالسياح .
 
 أعلم أن هناك إعتراضا من البعض على الفكرة واعتبارها بيعا لآثار مصر وهو بالطبع كلام مرسل وغير حقيقي ، لذا فعلى الدولة ووسائل الإعلام شرح الفوائد التي ستعود على جميع المواطنين من تلك الخطوة ، وشرح أسباب الاتجاه للاستعانة بالقطاع الخاص والفائدة من ورائه باعتباره حلا بديلا سريعا ومنجزا للارتقاء بمصر كمقصد سياحي عالمي خيره سَيَعُم على الجميع .
 
إن أي وسيلة أو خطوة تساعد في عودة مصر لسابق عهدها والوصول بها للوضع الذي تستحقه هي بالتأكيد خطوة في الاتجاه الصحيح وحينها فقط سنستطيع رفع شعار زورونا تجدوا ما يسركم . 

 

تعليقات (7)
ولما لا
بواسطة: Hadil
بتاريخ: الجمعة، 21 ديسمبر 2018 03:37 م

بالفعل لما لا فأي وسيلة تفيد هي وسيلة هامة الفكرة جيدة وضرورية

روعة
بواسطة: Adel
بتاريخ: الجمعة، 21 ديسمبر 2018 03:40 م

روعه الروائع فكر وقلم محترم محب للوطن يقدم افكارا إيجابية ونقدا بناء

مطلب شعبي
بواسطة: Amina
بتاريخ: الجمعة، 21 ديسمبر 2018 03:43 م

ده مطلب شعبي لانقاذ البلد من موظفين الحكومة والناس المسيطرين على المزارات وسوأوا سمعة مصر

ياليت قومي يعلمون
بواسطة: كاريمان
بتاريخ: الجمعة، 21 ديسمبر 2018 04:04 م

ياريت الناس تبطل تعترض على كل شيء بدون دراسة وفهم حقيقي للأمور ويصبح اعتراض من اجل الاعتراض فقط

الحل الأمثل
بواسطة: Ahmed
بتاريخ: الجمعة، 21 ديسمبر 2018 04:06 م

هو ده الحل الأمثل ويكاد يكون الأمل الوحيد ..

أين المسئولين
بواسطة: سارة
بتاريخ: الجمعة، 21 ديسمبر 2018 04:16 م

أين المسؤولين من مثل هذه الأفكار البناءة منذ سنوات ..يعني مافيش حد فكر في الحلول دي من سنين فاتت لغاية ما ضيعونا وتركوا البلد خرابة ..الله يكون في عون الرئيس بجد

فعلا تستحق القراءة
بواسطة: سلوى
بتاريخ: الجمعة، 21 ديسمبر 2018 04:46 م

المقالة تستحق الدراسة فعلا ويمكن ارسالها الي وزارة السياحة والهيئات السياحية والقائمين عليها لكي يستفيدوا من المقترحات والحلول المطروحة بعد الافتتاحات الأثارية والمتاحف الجديدة لتحقيق الهدف الذي نسعي الية

اضف تعليق