وزارة الثقافة تحتفل بمئوية رجل الحرب والسلام.. السادات خلق ليحلق خارج السرب

الإثنين، 24 ديسمبر 2018 09:12 م
وزارة الثقافة تحتفل بمئوية رجل الحرب والسلام.. السادات خلق ليحلق خارج السرب
من احتفالية وزارة الثقافة بمئوية السادات

احتفلت وزارة الثقافة، الاثنين، بمئوية ميلاد السادات بطل الحرب والسلام، بحضور الدكتور سعيد المصرى، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، والدكتور على الدين هلال، والدكتور حسام بدراوى، والعديد من النقاد والمثقفين، فى المجلس الأعلى للثقافة.

أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، قال إننا نشهد احتفالية بطل الحرب والسلام، الذى قدم لمصر الكثير على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية، فله بصمة لا تنكر فى تاريخ مصر المعاصر، مضيفًا أن السادات شريك أساسى فى ثورة 23 يوليو 1952 إذ كان مؤمنًا بأهداف الثورة تمامًا، وكان يعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية، خاصة بعد فشل التجربة الليبرالية، مضيفا أن السادات قام بمحموعة من التدابير التى كانت بمثابة علامة فارقة فى تاريخ مصر المعاصر. 
 
 
وزارة الثقافة احتفالية بمئوية ميلاد السادات بطل الحرب والسلام (8)
 
وأشار المصرى إلى أن السادات عقب وفاة عبد الناصر كشف نقاط محنة الثورة، وقدم بدائلا حقيقة لخوض معارك الحرب والسلام والبناء والانفتاح الاقتصادى، مضيفًا ما نحيا فيه اليوم به بفضل السادات. 
 
في سياق متصل، قال الدكتور علي الدين هلال، وزير الشباب والرياضة الأسبق، إن لهذه الاحتفالية دلالة كبيرة على أن الشعوب الحية لا تنكر ولا تنسى قياداتها، متابعًا أن الرئيس محمد أنور السادات كان شخصية مركبة وفريدة وقليلا ما نجد فى التاريخ شخصية مثلها، فبداية كان ضابطا بالجيش، ثم طرد من الجيش، ثم عمل شيالا وتباعا وعمل فى البناء، ثم سجن وتعلم اللغة الفارسية وقرأ الشعر الفارسي، ثم اتهم فى قضية اغتيال أمين عثمان.
 
 
وزارة الثقافة احتفالية بمئوية ميلاد السادات بطل الحرب والسلام (3)
 
 
وتابع: "كانت لدى السادات ثقافة واسعة، قرأ فى الدين والتصوف وجمع بين الثقافة العربية والغربية الحديثة، وجاءت فرصة توليه رئاسة الجمهورية مفاجأة، ولم يكن معروفًا إن كان يستطيع أن يملأ الفراغ الذى تركه جمال عبد الناصر أم لا، وتعاملوا معه لفترة على أنه رئيس لفترة مؤقتة"، مشيرًا إلى أنه ملء الدنيا خوفًا بقرارات خطيرة، ففى أول خمس سنوات غير اسم الدولة والنشيد الوطنى وعلمها، وعلى مدى 10 سنوات، غير فى السياسات الداخلية والخارجية وترك بصمة فارقة فى الحياة السياسة والاجتماعية والاقتصادية، فلم يتردد فى اتخاد قرارات جريئة وحاسمة، لذا دفع حياته ثمنا لما قام به.
 
الدكتور مصطفى الفقى، رئيس مكتبة الإسكندرية قال إن الزعيم جمال عبد الناصر عاش ومات فقيرا، وسعى للوصول إلى العدالة الاجتماعية، وأن لديه العديد من الانجازات والإخفاقات، مضيفًا: عبد الناصر توفى وأرض مصر محتلة والأوضاع غير مستقرة، لكن القيادات السياسة تحاسب على مجمل حكمها وليس على النهايات الأخيرة، مثلما نذكر نابليون ومحمد على.
 
وأكد مصطفى الفقى، أن السادات ثانى رجل سياسى بعد محمد على باشا جاء فى تاريخ مصر الحديث، فالسادات استطاع أن يحرك القوى الكبرى والقوى الإقليمية، لذا فهو سياسى حتى النخاع.
 
 
وزارة الثقافة احتفالية بمئوية ميلاد السادات بطل الحرب والسلام (4)
 
وتابع الفقى، أن السادات اتسم بالشجاعة والجرأة، فهو من أعلن عن ثورة 23 يوليو فى الإذاعة المصرية وكان من الممكن أن يعدم بعد إذاعة بيان الثورة، لذا فهو صاحب فكر ورؤية بعيدة، فهو من استشرف المستقبل سواء اتفقنا معه أو اختلفنا، لافتًا إلى أن جميع القيادات السياسية كانت وطنية ولايوجد خائن غير الخديوى توفيق، أما الملك فارق فكان ملكا وطنيا.
 
وسرد الفقي،  قصة جمعته مع السيدة جيهان السادات، حيث قال لها ذات مرة: "إنك امرأة جميلة ومثقفة لماذا وقعتى فى غرام السادات؟"، فقالت له إنها قبل أن تلتقى السادات كانت تسمع عن بطولاته وقصصه لذا أعجبت به قبل أن تراه، وعندما شاهدته قال لها إنه ليس معه أي شىء يستطيع أن يقدمه لها، غير أنه يغنى وبالفعل غنى أغنية لفريد الأطرش، ومن بعدها تزوجت جيهان السادات. وأضاف: "بعد هذه الجملة شاء القدر أن تكون جيهان السادات سيدة مصر الأولى".
 
وقال الدكتور حسام بدراوى، إنه من المعروف فى سجل التاريخ، أن الرئيس محمد أنور السادات رجل سياسة، لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن السادات رجل فن وخيال، موضحًا أن السادات كان قادرا على تغيير ما حوله وإقناعه بما يريده، وخلال فترة حكمه حدثت تغيرات غير عادية واستثنائية، فقد أعد قوة عسكرية لا تقهر، واستطاع أن يعيد الأحزاب السياسية، ورغم انتصار مصر فى حرب أكتوبر إلا أنها كانت محطمة اقتصاديا، لذا دخل المفاوضات ووقع معاهدة سلام مع العدو، وانتهت حياته بمشهد درامى.
 
وتابع حسام بدراوي، أن الذين لا يملكون الخيال لا يستحقون أن يكونوا رجال سياسية، لذا فالسادات يحلق خارج الاطار التقليدي.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق