حكومة الـ«تكنوقراط».. هكذا تسعى لبنان للتغلب على صعوبات التأليف

الإثنين، 31 ديسمبر 2018 02:00 م
حكومة الـ«تكنوقراط».. هكذا تسعى لبنان للتغلب على صعوبات التأليف
سعد الحريرى رئيس الحكومة اللبنانية

تشهد لبنان حاليا حالة من الصراع السياسي، التي أنتجت عدة عقبات حالت دون تشكيل الحكومة منذ مايو الماضي، وهو مادعا سياسيون وقيادات دينية في لبنان إلى العمل على تشكيل حكومة مصغرة أو حكومة من الاختصاصيين «تكنوقراط» كحل بديل لتجاوز أزمة تعثر التأليف الحكومي.

من جانبه أعرب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عن امتعاضه الشديد جراء تأخر تشكيل الحكومة الجديدة، مشيرا إلى أن هذا الأمر يعطل عمل مؤسسات الدولة ويعرقل نهوض البلاد في ظل ظروف اقتصادية شديدة الصعوبة انعكست بإغلاق مئات الشركات والمؤسسات التجارية والصناعية، قائلا في عظة الأحد: «إن الوضع يقتضي العمل على تشكيل حكومة مصغرة من أشخاص يتسمون بالحيادية السياسية وذوي الاختصاص، لإجراء الإصلاحات اللازمة وفق ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر دعم الاقتصاد اللبناني "سيدر" الذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس خلال شهر أبريل الماضي والذي أسفر عن قرابة 12 مليار دولار من المساعدات لصالح مشروعات اقتصادية منتجة».

واعتبر الراعي أن الإصرار على تشكيل حكومة وحدة وطنية في ظل الظروف الراهنة بين المكونات السياسية اللبنانية، يؤدي إلى تعطيل رسمي لإنجاز الحكومة ومؤسسات الدولة، ويزيد خناق الأزمة الاقتصادية والمعيشية.

بينما قال النائب شامل روكز، عضو مجلس النواب عن التيار الوطني الحر، إن تشكيل حكومة مصغرة، يمثل مدخلا للخروج من الأزمة الحالية، معتبرا أن حكومات الوحدة الوطنية التي كانت موجودة في لبنان على مدى السنوات الماضية "لم تصل إلى نتائج ملموسة، مشيرا إلى أن الوضع الداخلي اللبناني مرتبطا بما يدور من تقاسم نفوذ في منطقة الشرق الأوسط، مشددا على أن مهمة تشكيل الحكومة منوطة برئيس الجمهورية ورئيس الوزراء المكلف، وأنه لا ينبغي على كل فريق سياسي أن يتعامل وكأنه هو من يشكل الحكومة.

من جهته، طالب النائب إلياس حنكش، عضو مجلس النواب عن حزب الكتائب اللبنانية، بتشكيل حكومة اختصاصيين «تكنوقراط» وأن يتم في موازاة ذلك إجراء حوار عميق بين رؤساء الكتل النيابية في البرلمان في ضوء الأزمة التي يشهدها النظام السياسي اللبناني والتي تعكسها العرقلة والعقبات التي تطرأ عند تشكيل كل حكومة، لافتا إلى أنه حتى لو تشكلت الحكومة الجديدة في الغد، فإنها لن تكون منتجة في ظل الصراعات السياسية بين الفرقاء والقوى السياسية والرغبة لدى الجميع في تحجيم الخصوم.

وكُلف سعد الحريري في 24 مايو الماضي بإعادة تشكيل الحكومة الجديدة في أعقاب إجراء الانتخابات النيابية، غير أن الخلافات بين الفرقاء السياسيين حول الحصص الوزارية وحجم ونوعية الحقائب، تعرقل الانتهاء من التأليف الحكومي، حيث تتبقى أزمة التمثيل الوزاري لكتلة اللقاء التشاوري «النواب الستة السُنّة من فريق 8 آذار السياسي حلفاء "حزب الله"»، فضلا عن رغبة بعض القوى السياسية الفاعلة - خلال الأيام الأخيرة - في إجراء عملية تبادل للحقائب الوزارية التي تتضمنها الحصص الوزارية لكل منها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق