سوريا من حربها على الإرهاب إلى كسر جليد عزلتها عربيا

الإثنين، 31 ديسمبر 2018 11:40 ص
سوريا من حربها على الإرهاب إلى كسر جليد عزلتها عربيا
سعيد محمد أحمد

 
سبع سنوات عجاف مرت على عالمنا العربى، وعلى سوريا بصفة خاصة حملت معها كل أنواع المرارة، والحقد والكراهية والانتقام والانقسام، والرعب والخوف والغربة القسرية والتشتت والهروب والتوتر، مما هو قادم من أفعال كنا نحسبها أن لها علاقة بقوى خفية شيطانية، وإذ يفاجئ الجميع بأنها أفعال بشرية، بل وتفوقت على الشياطين من انتشار الخيانة والمؤامرات، وليصبح القتل بدم بارد لتجرى بحور من الدماء من قبل" شياطين فى شكل بشر"  تزرعت بدعاوى فاسدة أساءت فيها إلى سماحة اسلامنا، واختلط فيها الحابل بالنابل، ودمرت بمزاعمها أوطانا وشعوبا، وقتل فيها من قتل وأصيب فيها من أصيب، واغتصب فيها من اغتصب وغاب عنها من غاب.
 
تبين أن ما جرى ويجرى بأيدينا، وبعون ومساعدة ممن تربصوا بالمنطقة العربية لتصل الأمور لما نحن فيه، ولتبد والصورة كاملة واضحة وشفافة، فى ليبيا والعراق واليمن، .. وفى سوريا شهدت مالم تشهده دوله من دمار شامل طال البشر والحجر معا وبلا رحمة، سعيا لإسقاط الدولة فى نار الفتنة الطائفية، والكراهية، وفى نار التقسيم مرات ومرات، وجميعها محاولات أصابها الفشل على مدار أزمتها.
 
وبرغم عنف الحرب المدمرة المتعددة الأطراف على سوريا، والتى استمرت على مدار سبع سنوات متصلة ظن " خلالها المتأمرون "، سواء فى الداخل أو الخارج أنهم قاب قوسين وأدنى لإسقاط الدولة السورية، ولتؤكد أنها كانت عصية على السقوط، وعصية أيضا على الهزيمة، وتمكنت عبر تحالفاتها من الصمود فى وجه كل أنواع المعارضة المسلحة المعتدلة منها والمتطرفة من تطهير واستعادة سيطرتها لأكثر من ثلثى أراضيها، من قبضة تلك "التنظيمات المسلحة الإرهابية سواء" القاعدة أو الدواعش أو جبهة النصرة وكل الفصائل بكافة مسمياتها"، وباستثناء مناطق فى شمال شرق سوريا وتحديدا المناطق القريبة من الحدود التركية، وذلك فى أعقاب إعلان الولايات المتحدة الأمريكية والمفاجئ أيضا للعديد من القوى المتصارعة بانسحاب قواتها " 2000 جندى" من سوريا وتحديدا فى منطقة " البادية ".
 
فيما تقترب دمشق اليوم، وأكثر من أى وقت مضى، وبعد نحو ثماني سنوات من نزاع مدمر، من إحكام قبضتها على الصعيد الميداني وبدء تعاونها مع الأكراد في شمال سوريا، وكسر جليد عزلتها عربيا، حيث شكلت دعوة الأكراد دمشق إلى نشر قواتها في منطقة "منبج " لمواجهة التهديدات التركية، كمؤشر للتعاون بين الطرفين وإعلان القوات الحكومية السورية بمشاركة القوات الروسية من جانبهما، وبالتنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية " الأكراد"وصول قواتهما إلى مدينة " منبج" استعدادا للمواجهة المقبلة والمتوقعة من قوة تعد قوة احتلال للأراضى السورية .
 
وقبيل أن ينتهى عام 2018 ، إلا أنه سجل تحولا مفاجئ ونحن نستقبل عام 2019  تجلت فى زيارة مفاجئة للرئيس السودانى عمر حسن البشير إلى سوريا، وهى الأولى لرئيس عربى منذ اندلاع الأزمة السورية، وتلاها اعلان جريء من دولة الأمارات بإعادة فتح سفاراتها فى دمشق وقرب استئناف رحلاتها مرة أخرى إلى سوريا، ولينفرط عقد المقاطعة لدولة عربية شقيقة، ولتلحق البحرين والكويت بإعادة فتح سفاراتها،حيث من المتوقع أن تكون تونس المحطة الرئيسية لإعادة العلاقات الطبيعية مع سوريا، كما يتوقع أن يثار فى "قمة بيروت" الاقتصادية الشهر المقبل بحث رفع تعليق عضوية سوريا فى الجامعة العربية عبر اتصالات راهنة ومستمرة على مستويات عدة، على أن يتم حسمها فى اجتماعات وزراء الخارجية  العرب، وإعداد مشروع يعيد تفعيل عضوية سوريا فى الجامعة العربية .
 
ويتوقع مراقبون قرب اعلان السعودية من جانبها اعادة فتح سفارتها، فى ظل عدم ممانعتها من عودة سوريا إلى مقعدها فى الجامعة الدول، وبالإضافة إلى الموقف المصرى واللاعب الرئيسى فى تفعيل الدور العربى، وأهمية أمن واستقرار سوريا وسيادتها على أراضيها ووحدة الشعب السورى والذى يمثل استقرار للمنطقة العربية، مصر التى لم تغلق أبواب سفارتها على مدار الأزمة السورية، كما تشهد الفترة المقبلة زيارات متبادلة من قبل مسئولين من كافة المستويات بين دمشق والعديد من العواصم العربية، خاصة وأن سوريا حسمت معركتها على الأرض، وأيقن العالم مدى خطورة المواجهات التي خاضتها، وتمثل فى الوقت ذاته انتصارا حقيقيا للدولة السورية ضد  المؤامرات التى تحاك ضدها، من أطراف اقليمية وخليجية ممثله فى مثلث الشر "تركيا وإيران وقطر الممول الرئيسى للإرهاب".
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق