قصة قاتلة العشاق الفاتنة: السجن المؤبد كتب السطر الأخير

الثلاثاء، 01 يناير 2019 01:00 م
قصة قاتلة العشاق الفاتنة: السجن المؤبد كتب السطر الأخير
إسراء بدر

ولدت «فيرا» يتيمة، إذ توفت أمها أثناء إنجابها عام 1903 في بوخارست، لتعيش مع والدها في رومانيا ولم تمض بضع سنوات إلا وألحقها بمدرسة داخلية لتعيش بعيدة عنه لعدم قدرته على تحمل مسئوليتها، رغم حبها الشديد له وتعلقها به، إلا أن كل هذه المشاعر لم تهز من رأس والدها شعرة واحدة، وعاشت وحيدة بعيدا عن والدها سنوات طويلة، وهو الأمر الذي زرع بداخلها الخوف من البعد عن الأحبة والرعب من الفراق.

جمالها الفاتن ميزها عن باقي الفتيات ولكن قلبها امتلأ بالشك والغيرة، وتزوجت في العشرين من عمرها لرجل أعمال ثرى أنجبت منه ابنها الوحيد «لورنزو» وما إن شعرت باقتراب قرار زوجها بالبعد، لتقرر أن يظل معها طوال عمرها رغما عنه، فقررت قتله وضعت له السم في النبيذ وبعدها وضعته في صندوق حديدي وأخفته في مخزن النبيذ في المنزل.
 
ولأن زوجها من أثرياء المدينة وعلى شهرة واسعة في المجتمع، ظهر للجميع اختفاءه تماما فتحركت الجهات الأمنية بالتحقيق وبسؤال «فيرا» أكدت أنه هجرها ولم تعلم عنه شي فتعجب المحققون من الأمر، فكيف لرجل أن يهجر امرأة تملك هذا الجمال الساحر وأنهوا التحقيق على هذا الحال لعدم وجود أي دليل على تدخلها في اختفاء زوجها.
 
وعندما بدأ ابنها الوحيد يسأل بإلحاح عن والده أخبرته أنه هجرها وهرب مع عشيقته في مكان بعيد وتعرض لحادث سير مات على أثره، وهى الرواية التي أشاعتها في المدينة وسط الأهالي وبسببها بدأت الشكوك تحوم حول ذات القضية فكيف لرجل أعمل بكل هذا الثراء يترك كل أملاكه ليهرب مع عشيقة ويموت دون أن يدري به أحد ودون وجود جثته وحاول المحققون التحقيق في الأمر مجددا ولكن دون جدوى.
 
وبعدها تزوجت «فيرا» من رجل آخر وبعد عدة أشهر نال مصير زوجها الأول بعدما شكت في تفكيره بالبعد عنها، وبدأت تفتن الرجال بجمالها ولكن دون زواج فقد اكتفت بهم عشاق ليس إلا، وكان العشيق لا يستمر معها أكثر من أسبوعين أو ثلاثة أسابيع ثم تتخلص منه وتلقي جثته في صندوق حديدي في مخزن النبيذ بالمنزل، أما ابنها الوحيد فقد فعلت معه ما فعله أبوها فيها وتركته وحيدا في مدرسة داخلية لتتفرغ لعشاقها.
 
 
ومرت السنوات على هذا الحال إلى أن قرر ابنها الزواج من صديقته فطلب من أمه «فيرا» أن تساعده بمبلغ مالي ليشترى عش الزوجية، ولكنها رفضت بشدة وهو ما أشعل الخلاف بينهما، ليطالب بحقه في ميراث والده ولكنها أصرت على الرفض، فقرر الابن أن يحصل على الأموال رغما عنها فانتظر عدم وجودها بالمنزل وبحث عن الأموال في كافة أنحاء المنزل.
 
وعندما دخل مخزن النبيذ، الذي لم يحاول دخوله منذ الصغر لرائحته الكريهة وجد صناديق حديدية مغلقة بأقفال كبيرة الحجم فتأكد حينها أنه مخزن الأموال، وجاء بفأس وحطم الأقفال الحديدية منتظرا وجود الذهب والفضة والأموال الطائلة ولكنه صدم في وجود جثة محللة فصعق من وهل ما رآه ففتح باقي الصناديق فوجدها مليئة بالجثث فتأكد أنها للعشاق الذين فتنوا بجمال أمه واختفوا عن الأنظار بعدها، وأيقن أن جثة والده متواجدة بهذه الصناديق ولكنها تحللت فلم تظهر ملامحه.
 
وفور عودة «فيرا» إلى المنزل وجدت ابنها يخبرها باكتشافه حقيقة والده وعشاقها وقتلهم وتخزين جثثهم في مخزن النبيذ بالمنزل مهددا إياها أنها إذا لم تعط له الأموال وحقه في ميراث والده سيبلغ الجهات الأمنية بما وجده في المخزن فابتسمت الأم مؤكدة له أنها لا تستطيع رفض طلب ابنها الوحيد وأنها ستمده بكافة المبالغ الذي يريدها، فالتقط الشاب أنفاس مريحة لقرب حصوله على مبتغاه.
 
 ودخلت الأم تعد وليمة العشاء والمرفق بها كأس النبيذ وفور تناول ابنها من الكأس بدأ يتلوى في الأرض من شدة الألم وعيناه معلقتان على أمه متعجبا من قدرتها على قتل ابنها الوحيد، فاحتضنته الأم وأخبرته بصوت هادئ أن الأمر سيمر سريعا ويرتاح من الألم في حضن أمه، وبعد دقائق التقت الابن أنافسه الأخيرة فحملته ووضعته في المخزن برفقة أحبابها.
 
كانت تدخل المخزن من آن لآخر لتجلس وسط أحباءها وعشاقها التي استطاعت على إجبارهم بوجودهم بجوارها رغما عنهم حتى لو على هيئة جثث، واستمرت في تواعد عشاقها بالمنزل إلى أن يشاء القدر لكشف حقيقتها على يد امرأة يملأ قلبها الشك، فشكت في زوجها وتتبعت خطواته لتجده يدخل منزل «فيرا» ولم يخرج بعدها.
 
وبعد ثلاثة أيام قررت إبلاغ الشرطة وبدورهم توجهوا إلى منزل «فيرا» وفتشوا في كل شبر بالمنزل إلى أن وجدوا مخزن النبيذ المليء بالجثث التي وصل عددها لـ 32 جثة، وألقوا القبض عليها لتنال عقابها بالسجن المؤبد، ولكنها توفت بعد عدة سنوات بالسجن لتكتب سطور النهاية.
 
vera_killer_bg00120181225

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة