قصة منتصف الليل.. «أمل» وذكريات تحرش الوالد المزيف

الخميس، 27 ديسمبر 2018 10:00 م
قصة منتصف الليل.. «أمل» وذكريات تحرش الوالد المزيف
إسراء بدر

 
أغلقت «أمل» عيناها بهدوء وعادت برأسها إلى الخلف لتسترخي أعصابها على مقعدها المفضل في المنزل، الإضاءة كانت خافتة مستمتعة بأغاني الراديو، وبعد دقائق بدأت أغنية «النور مكانه في القلوب» للفنان مدحت صالح، وكلماتها اللامسة للقلب فارتعش قلبها مع ألحانها وبدأت تزرف دموعا صامتة وفي لحظة شعرت وكأنها تمحو بيديها كل ما هو أليم، وما عانت منه طوال حياتها لتبدأ صفحة جديدة مليئة بالأمل والروح والحماس للنجاح، وقررت أن تكون «أد الحياة يا تعيش وحيدة وسط الدروب».
 
وحذفت «أمل» كل الذكريات الأليمة، بداية من والدها الذي تربت في أحضانه منذ نعومة أظافرها ويتبع اسمها في الأوراق الرسمية واتضح في نهاية المطاف أنه زوج أمها وتزوجته وهي تحمل في رحمها جنين من عشيقها بالاتفاق مع زوجها، وبعدها بدأت تحذف الموقف، الذي جعلها تكتشف حقيقة زوج أمها عندما تحرش بها وحاول تقبيلها حينها قالت له: «بابا أنت بتعمل إيه»، فاعترف لها بالحقيقة الكاملة.
 
وتوجهت «أمل» بعد ذلك لحذف أمها من حياتها خاصة بعدما أخبرتها بما فعله زوجها ولم تصدقها ونشبت خلافات كبيرة وصلت للعائلة بأكملها، وبعدها تركت المنزل لتعيش وحيدة وهي في العشرين من عمرها، واستكملت حذف باقي الأحداث السوداء التي مرت بها، فتوجهت بذاكرتها إلى رئيسها في العمل الذي سبها أمام الجميع وطردها بسبب القلوب السوداء التي تعاملت معها وتمثلوا على هيئة زميلاتها في العمل.
 
وعندما وصل تفكيرها إلى حبها الوحيد بدأت عيناها ترتعش من كثرة البكاء، فحذفت ما فعله بها عندما علم بقصة حياتها وأنها تعيش بمفردها وجاء إلى منزلها الذي استأجرته بمساعدته لها ماديا واكتشفت فيما بعد أن كل تصرفاته كان لها غرض أثيم فجاء إلى منزلها في منتصف الليل وعافر معها لينال متعته من جسدها ولولا الجيران استيقظوا على صراخها ربما كانت في أسوء مما هي عليه حاليا.
 
وبعدما انتهت من حذف تفاصيل حياتها المزعجة مع نهاية الأغنية فتحت عيناها لتجد نفسها وكأنها غسلت من الداخل وتستعد لبداية جديدة تكتب بيدها سطورها، ولم تدع فرصة للظروف أن تقسو عليها أو تعيدها لما كانت عليه من جديد.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق