قصة منتصف الليل.. «مروة» ضحية زوج ارتدى بدلة الشيطان

الأربعاء، 26 ديسمبر 2018 10:00 م
قصة منتصف الليل.. «مروة» ضحية زوج ارتدى بدلة الشيطان
إسراء بدر

بأيادي مرتعشة، وعيون زائغة.. توجهت «مروة» لباب المنزل بعد سماعها دقات خفيفة وكأنها بأطراف أصابع لطفل صغير ولكنها لم تجد أحد، بحثت بعينيها هنا وهناك، فلم تجد أثر لشخص فعادت إلى غرفتها وهي تفكر في الأمر الذي يتكرر معها يوميا عدة مرات. وقررت إخبار زوجها فور وصوله من العمل فلاحظت على ملامحه القلق والارتياب، تم أخبرها بضرورة الذهاب إلى طبيب نفسي لعلاج الأمر، لكنها رفضت بشدة وامتنعت عن الحديث معه عما تشعر به خوفا من أن يظن أنها مجنونة.
 
ومع مرور الأيام بدأت التخوفات تتزايد فأصبح الصوت يأتي من كل مكان رغم عدم وجود أحد بالمنزل، فلم يكرمهما الله بأطفال طوال (5) سنوات زواجهما. وبدأت مع الوقت تختبئ في ركن من غرفتها مذعورة قابضة الأيدي والقدمين من شدة الخوف وهو ما لاحظه زوجها وطلب من أهلها الحضور ليساعدوه على خطوة الذهاب إلى طبيب نفسي للاطمئنان عليه ولكن الأهل رفضوا الفكرة تماما خوفا على سمعة ابنتهم من نظرة المجتمع المغروسة في نفوس الكثيرين من التوجه لطبيب نفسي.
 
وأخذت الأصوات تتزايد مع الوقت لتتحول إلى مشاهد أيضا، فبدأت ترى شاب يطرق أبواب غرف المنزل وهي بداخله ولم تستطع النطق بشيء من شدة الخوف، وذات مرة وجدت هذا الشاب يقترب منها وشعرت بأنفاسه فعلمت أنها حقيقة وليست تخيلات ولكن سرعان ما انصرف بعيدا عنها وخرج من باب المنزل وبعد دقائق وصل زوجها ليجدها تبكي صامتة من الرعب وتمتنع عن النطق بكلمة فحملها بين ذراعيه وتوجه بها إلى طبيب نفسي فأكد إصابتها بمرض يجعلها ترى وتسمع ما هو مخالف للحقيقة ووصف لها علاجا يساعدها على التخلص من هذه التخيلات.
 
حافظت «مروة» على تناول الأدوية في مواعيدها ولكن التخيلات تزايدت بشكل مريع حتى أنها ذات ليلة شاهدت زوجها في أحضان سيدة في غرفة النوم رغم اتصاله بها من محل عمله فتأكدت أنها مجرد خيالات فانصرفت بعيدا عن الغرفة وجلست في غرفة المعيشة وأغلقت الباب بإحكام وحاولت التركيز في أمور أخرى فأشعلت التلفاز وأخذت تشاهد الأفلام والأغاني وكأنها لم تر شيء، وبعد ساعتين تقريبا شعرت بأحد يفتح باب المنزل فخرجت بخطوات هادئة فوجدت زوجها وصل من عمله ولم تخبره بالأمر.
 
وفي اليوم التالي حدث معها موقف مشابه ولكن لم تجد زوجها بل شاهدت عجوز بلحية طويلة بيضاء وعينان واسعتان يحمل بين طيات وجهه ملامح مرعبة ويأمرها بالتوقيع على أوراق عديدة وإلا قتلها فلم تتردد للحظة ووقعت على كافة الأوراق وأخذها وانصرف بهدوء، فشعرت بإرهاق ذهني مبالغ فيه فإذا كانت في بداية الأمر تسمع طرقات خفيفة فهي حاليا ومع تناول الأدوية تتعرض لمواقف مخيفة تراها وتسمعها وكأنها حقيقة بالفعل ففكرت في إخبار زوجها ولكن سرعان ما امتنعت عن هذه الخطوة واستبدلتها بإخبار أهلها بكل ما حدث.
 
حضر أهلها على الفور وأخذوا الأدوية وتوجهوا إلى طبيب نفسي صديق لأحد أفراد العائلة وأكد لهم أن هذه الأدوية تصيب متناوليها بالهلاوس ومن الممكن أن تكون السبب في تدهور حالة «مروة» فالتزم أهلها الصمت حتى يصلوا إلى الحقيقة الكاملة فاصطحبوا «مروة» إلى الطبيب الذي توجهت إليه برفقة زوجها فوجدوا العيادة مجرد منزل يؤجر مفروش منذ عدة السنوات ويتغير ساكنيه شهريا تقريبا.
 
وهنا بدأت الشكوك تحوم حول الزوج فعادوا إلى منزل «مروة» وبدؤوا في رحلة البحث عن أي دليل يدينه فوجدوا مكبرات صوت صغيرة الحجم منتشرة في أنحاء المنزل وعند فحصها وجدوها تخرج أصوات غريبة منها طرقات خفيفة على الأبواب فتأكدوا أن الزوج وراء ما أصاب «مروة» من حالة نفسية سيئة ولكن السؤال الذي حير الجميع هو ماهية الأوراق التي أجبرها بطريقته الشيطانية على التوقيع عليها.
 
ولكن سرعان ما علموا بالأمر فور استقبال هاتف «مروة»، رسالة من البنك بسحب رصيدها بالكامل والذي كان يتواجد به مبالغ كبيرة من إرثها عن والدها ونصيبها من أرباح ممتلكاتها وغيرها.
 
وهنا تأكد أهلها من ماهية الأوراق وهي التنازل عن ممتلكاتها الخاصة وهو كان الهدف من المخطط الشيطاني لزوجها الذي تسبب في مرضها النفسي والحصول على ممتلكاتها، وبعد دقائق من هذه الرسالة النصية من البنك استقبلت رسالة أخرى من زوجها يخبرها بطلاقه لها وصعوبة الوصول إليها لسفره خارج البلاد.
 
فوقف الجميع مذهول من المخطط المدروس بدقة من الزوج ولكن سرعان ما تعامل أشقاءها في الأمر بالاتصال بالجهات الأمنية للوصول إلى هذا الشاب وعلموا من الجهات المعنية بحجزه تذكرة سفر إلى أوربا مساء ذات اليوم، فأسرعوا إلى المطار ليجدوا رجال الأمن تلقي القبض عليه ومعهم كافة أدلة إدانته لتأخذ الإجراءات القانونية مجراها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق