قصة منتصف الليل.. ليلة كسر قاعدة «اضرب المربوط يخاف السايب»

الإثنين، 17 ديسمبر 2018 10:00 م
قصة منتصف الليل.. ليلة كسر قاعدة «اضرب المربوط يخاف السايب»
ليلة كسر قاعدة: اضرب المربوط يخاف السايب
إسراء بدر

جلست «سارة» الفتاة العشرينية التي عرفها الجميع بهدوء شخصيتها ورزانتها لتحتسي مشروبها المسائي قبل التوجه إلى النوم، فطلب منها زوجها تحضير العشاء فقامت وأعدت وجبة عشاء خفيفة فصرخ في وجهها وطلب عشاء طازج معد من اللحوم المطبوخة، فاستنكرت هذا الطلب في ساعة متأخرة من الليل بعد يوم عمل شاق واحتياجها للنوم، فحاولت الحديث معه بهدوء، ولكن ردوده الحادة جعلتها تتوجه إلى المطبخ لتلبي رغبته بدلا من المشاكل.

وبعد دقائق سمعت صراخ طفلتها، التي لا تتعدى الثلاثة أعوام من عمرها فأسرعت إليها لتجد زوجها يضربها بعنف فحاولت أخذها من بين يديه بالقوة فصرخ في وجهها، وشعرت هنا أنه يتبع قاعدة «اضرب المربوط يخاف السايب»، وتأكدت من شعورها عندما صرخ بصوت عالي: «أي حد مش هايسمع الكلام هاعلقه زي الخروف لحد ما يبانله صاحب».

خافت «سارة» على طفلتها وأدخلتها المطبخ بجوارها إلى أن انتهت من إعداد العشاء لزوجها، ولكن كل ذلك لا يرضي هذا الزوج الذى اعتاد الجيران على سماع صوته من شدة عصبيته وصراخه المستمر طوال اليوم، فوجدته يصيح في وجهها ويؤكد عدم وجود ملح في الطعام فأخبرته بهدوء أنها لم تستطع التركيز في تحضير الطعام على أكمل وجه لوجود ابنتها بجوارها وصراخه الدائم فوجدته يهجم على الطفلة البريئة ليضربها مجددا: «هي دي اللي بتتحججي بيها أموتهالك ولا أعمل فيها إيه».

شعرت «سارة» أن الأمر أصبح مبالغا فيه، فطلبت من أهلها التدخل لحمايتها هي وطفلتها وعندما عاد في اليوم التالي من العمل ووجد أهلها يتناقشون في الأمر، فتحول إلى ثور هائج وسب كافة المتواجدين ولا يحترم كبار السن ولا مكانتهم، ففوجئت «سارة» بأمها تطلب منها تحضير مستلزماتها الشخصية ومستلزمات طفلتها لتأتي معها إلى منزل العائلة، حاولت «سارة» أن تهدئ من روع والدتها وتؤكد لها أنها اعتادت على هذا الحال ولكنها تخاف على ابنتها من أن يمسها أذى في لحظة عصبية من والدها.

لكن الأم رفضت أن تظل «سارة» تتحمل هذه الإهانات والعصبية خاصة أن شخصيتها مختلفة تماما وتربت فى منزل علاقاته قائمة على الاحترام المتبادل والصوت الهادئ وحل المشاكل بأسلوب حضاري وهو ما وجدته مختلف تماما عن تعامل زوجها، ولكن زوجها قاطع حديثهما قائلا: «غوري في داهية أنتي وأمك وبنتك أنتوا فاكرين نفسكوا حاجة عشان أمسك فيكم»، وهنا لم يستطع أحد تحمل هذه الكلمات حتى «سارة» التي حاولت الدفاع عنه وذهبت مع أمها وتوجهت إلى المحامي في اليوم التالي لبدء إجراءات الطلاق لإنهاء هذه العلاقة الزوجية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق