قصة منتصف الليل.. خطط لاغتصابها عبر خطبتها إلى صديقه

الأحد، 16 ديسمبر 2018 10:00 م
قصة منتصف الليل.. خطط لاغتصابها عبر خطبتها إلى صديقه
إسراء بدر

 

فتحت «سماح» عيناها فلم ترى أمامها سوى ستار من الغيوم، فتذكرت أن كل ذلك من آثار بكاءها طوال الليل والدموع التي جفت على رموشها ونامت من كثرة التعب دون أن تدرى أين وكيف؟ وبدأت تفكر ابنة العشرين من عمرها عما أصابها من وجع وقلة حيلة، فتذكرت حبيبها الذي وثقت فيه أكثر من ذاتها وحياتها التي رسمتها معه خطوة بخطوة إلى أن اتخذا خطوة الخطبة وأعلناها للكافة.

ومع مرور الوقت ازداد حبهما خاصة مع التحضير لزواجهما وشراء عش الزوجية وتجهيزه لاستكمال حياتهما سويا، وذات مرة طلب منها أن تذهب معه إلى عش الزوجية ليتناقشا سويا على الطبيعة في بعض الأمور التفصيلية التي يحتاج إلى رأيها فيها ووافقت «سماح» دون تفكير فى الأمر وتوجهت مع حبيبها إلى المنزل وبدأ يتناقش معها عن التفاصيل.

وبعد دقائق معدودة من المناقشة وجدت شاب يخرج من إحدى الغرف فدققت النظر إليه فوجدته ذات الشاب الذي كان يطاردها فترة طويلة قبل معرفتها بحبيبها وكان الشاب دائما ما يغريها بالأموال والأملاك مقابل الارتباط به وإقامة علاقة غير شرعية معه، وكانت ترفض بشدة للحفاظ على ما ترسخ بداخلها من أخلاق وقيم زرعها والديها بقلبها وعقلها.

ولم تستمر دهشتها كثيرا فى وجود هذا الشاب بمنزل خطيبها أو عش الزوجية مستقبليا حيث وجدت خطيبها يخرج من المنزل مبتسما ويتقرب منها هذا الشاب فبدأت تصرخ وتبكي ولكن صراخها لم يمنعه من الحصول على مبتغاه، فاستطاع أن يسيطر عليها ويتمكن منها ويلتهم فريسته.

وبعد حصوله على ما يريد منها ارتدى ملابسه وخرج وتركها بمفردها في المنزل تبكي حسرة على عذريتها التي ضاعت مع ندالة خطيبها الذي استطاع أن يلعب دور العاشق الولهان مقابل الأموال التي حصل عليها بالتأكيد من هذا الشاب الغني، وبعدها توجهت إلى منزلها لتجد خطيبها يجلس مع والدتها وفور دخولها المنزل وقفا واللهفة تظهر على وجوههما متسائلين: «أنتي كنتي فين قلقتينا عليكى؟»، فنظرت إلى خطيبها بتعجب فوجدته يسألها: «أنا دورت عليكى فى كل حتة ملقتكيش، مش احنا كنا متفقين نتقابل؟ كلمتك تليفونك غير متاح وقلبت الدنيا عليكي».

صدمت «سماح» فيما يدور حولها فكيف استطاع خطيبها أن يخطط لهذا المسلسل بهذا الاتقان المبالغ فيه، لتجد نفسها عاجزة عن قول الحقيقة ليقينها أنه لم يصدقها أحد فقررت أن تلتزم الصمت عما حدث ولم تتحدث عنه حاليا إلى أن يحين الوقت المناسب، ولكنها وجدت خطيبها ينفعل عليها أمام والدتها ويصرخ في وجهها بضرورة معرفته أين كانت طوال هذا الوقت؟ وظل يصرخ هكذا إلى أن ألقى دبلة الخطبة في وجهها بعدما لم يجد ردا على سؤاله وأخبرها بفسخ الخطبة وعدم قدرته على رؤيتها مجددا.

علمت «سماح» أن هذه نهاية المسلسل الذي اتقنه خطيبها فظلت صامتة لم تعلق على ما يدور حولها، لكن المفاجأة كانت أن هذه ليست النهاية كما توقعت، فقد حاولت والدتها إرضاءه حتى لا ينهي الخطبة بهذه الطريقة حرصا على سمعة «سماح» وبعد عدة أيام وافق على الرجوع إليها ولكن مشترطا عليها أن يطمئن على مستقبله بضرورة خضوع «سماح» لكشف عذرية إرضاء لرجولته وعدم علمه ماذا فعلت في الوقت الذي اختفت فيه.

وفى صباح اليوم التالى طلبت الأم من «سماح» أن تذهب مع إلى الطبيب لإجراء الكشف فأعربت عن موافقتها وطلبت منها أن تتركها لدقائق لاستبدال ملابسها، ومرت الدقائق التي وصلت إلى أكثر من ساعة ولم تخرج «سماح» من غرفتها فحاولت الأم الدخول فوجدت الباب مغلقا بإحكام فهاتفت خطيبها فجاء مسرعا وحطم باب الغرفة فلم يجد سماح بداخلها وظلت الأم تلتفت هنا وهناك باحثة عن ابنتها فلم تجد سوى ورقة على سريرها مكتوب فيها حقيقة ما حدث معها بالكامل وعلمها بأنها لم تجد أحد يصدق حديثها لذلك هربت ولم تعود مجددا.

وقررت «سماح» حينئذ أن تذهب إلى الشاب الغنى الذى رغم قذارة ما فعله إلا أنه وجدت به ما لم تجده في خطيبها وهو أنه لن يترك هدفه يهرب منه مهما حدث، وأخبرته بهروبها من المنزل فاستقبلها في منزله لتعيش فيه تحت رغبته الجنسية مقابل الإنفاق عليها فوافقت على الفور وعاشت معه ولكن في كل ليلة كانت تحطم جزء من قلبها والألم المسيطر عليها جعلها لا تستطيع الكف عن البكاء إلى أن استقبلت يوما سيدة بالمنزل تسأل عن هذا الشاب ودخلت لتهجم عليه وتطعنه بسكين حاد في قلبه وتردد كلمات غير مفهومة ولكن عنفها يدل على الانتقام.

فهربت «سماح» من المنزل قبل أن يظن أحد بأنها السبب في مقتله فوجدت الجيران والأهالي في الشارع يطاردونها ويتهمونها بالهرب بعد مقتل الشاب، وشهد الجميع بأنها الوحيدة التى كانت تعيش معه فى المنزل وبعد إجراءات عديدة انضمت «سماح» إلى سجن النساء لتتلقى عقابها على جريمة لم ترتكبها وتنتظر جلسة تلى الأخرى عسى أن تخرج منها سالمة، وفى إحدى الجلسات وجدت أمها وأهلها كلهم يجلسون في قاعة المحكمة يراقبون مصير ابنتهم، والتفتت قليلا فوجدت خطيبها السابق الذي وقف وأخبر هيئة القضاء بالحقيقة الكاملة ولكنه أنهى حديثه بأنها قتلته انتقاما مما حدث معها بالتأكيد.

ومرت هذه الجلسة وكأنها سنوات طويلة شاب بها شعرها الأسود الغجرى، لتفاجئ بالمحامى الخاص بها يأتي بشهود يؤكدون دخول سيدة المنزل والتي تطابقت بصماتها مع البصمات المتواجدة على سلاح الجريمة وتابع بالأدلة التي تثبت براءتها، ومع شهادة خطيبها عما ارتكبه برفقة صديقه ظهرت الحقيقة الكاملة وتعود إلى منزلها وتحاول بدء حياة جديدة ممزوجة بألم الماضي وصعوبة المستقبل.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق