فيها حاجة حلوة.. مركز بحوث الصحراء

الثلاثاء، 01 يناير 2019 05:49 م
فيها حاجة حلوة.. مركز بحوث الصحراء
أحمد إبراهيم يكتب :

ربما لا يعلم كثير من المواطنين أن لدى مصر اول وأهم مركز في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لبحوث الصحراء وربما لا تعلم وسائل الإعلام نفسها بذلك وأنه أنشئ قبل جامعة القاهرة وكان تحت اسم معهد فؤاد الأول للصحراء وافتتح رسمياً في 30 ديسمبر 1950م وفي عام 1990 صدر قرار جمهوري باعتبار مركز بحوث الصحراء هيئة علمية لها الشخصية الإعتبارية تتبع وزير الإستصلاح الزراعي ويختص بكل مايتعلق بالزراعة والمياه والإنتاج الحيوانى تحت الظروف الجافة وشبة الجافة مقره الرئيسي في قصر الأمير «يوسف كمال» بالمطرية بالقاهرة وله 11 فرعا تغطي معظم مناطق الجمهورية وخاصة الحدودية.
 
ويعد المركز بيت خبرة متكامل لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي يختص بكافة الدراسات المرتبطة بالمناطق الصحراوية التي تخدم خطط التنمية بالصحاري ومناطق الإستصلاح وإجراء البحوث والدراسات العلمية الأساسية والتطبيقية في شتى المجالات المتعلقة بإستكشاف وتنمية وإدارة الموارد الطبيعية بالصحاري المصرية وخاصة فيما يتعلق بالمياه والتربة والنبات والحيوان والإنسان والطاقة غير التقليدية.
 
مركز بحوث الصحراء يشارك في دراسة وتخطيط المشروعات القومية في مجال استصلاح الأراضي وتنمية وزراعة المناطق الصحراوية ومتابعة مظاهر التصحر وإقتراح الوسائل المناسبة للحد منها وتقليل أخطارها والتعاون مع الجامعات في إعداد الكوادر العلمية في التخصصات المختلفة وتوثيق الروابط العلمية والبحثية مع الهيئات العلمية والدولية والإقليمية والمحلية وإنشاء بنك معلومات للموارد الطبيعية بالصحاري المصرية.
 
مركز بحوث الصحراء يقدم أيضا خدمات كثيرة ومهمة منها استكشاف المياه الجوفية وحفر وتصميم الآبار طبقا للمواصفات العلمية واقامة نظم لحصد وتجميع مياه الأمطار وصيانة موارد المياه والتربة من التلوث ويشارك في إنتاج الاسمدة الحيوية واجراء التحليلات للاراضى والمياه والنبات والأعلاف الحيوانية وتقديم التوصيات السمادية التي تناسب الاراضى والنبات ووضع برامج لوقف زحف الرمال على المزارع والابار والمنشآت.
 
كما يشارك المركز بابحاثه في إنتاج ذكور حيوانية محسنة وإنتاج الأعلاف من المخلفات العضوية وأيضا اجراء دراسات الجدوى للمشروعات الزراعية المختلفة في المناطق الصحراوية وعقد دورات تدريبية للمربيين والزراعيين والمستثمرين في مختلف النشاطات الزراعية في المناطق الصحراوية.
 
على مدار عشرات السنوات مركز بحوث الصحراء يقدم خدمات جليلة ليس لمصر فقط ولكن للدول العربية والإفريقية وعلماء المركز يشرفون بلدهم في كل دول العالم.
 
وتزداد أهمية هذا المركز في ظل ندرة المياه والتحديات التي تواجه مصر في المستقبل كما أننا دولة كلها صحراء جرداء وبالتالي يصبح الأمل معقود على علماء المركز في كيفية تعمير الصحراء واكتشاف كنوزها.
 
ولكن سوف تظل مشكلة التمويل هي أكبر عقبة تواجه البحث العلمي والمراكز البحثية فخلال العشر سنوات الماضية تدهورت موزانة مركز بحوث الصحراء إلى أدنى مستوى لها ولكن هذا العام بدأت تتعافى شيئا ما ونأمل أن تتضاعف في الأعوام القادمة لأن كل جنية ينفق على البحث العلمي التطبيقي يعود على الوطن بالملايين.
 
أردت تخصيص أول مقال لي في العام الجديد حول تسليط الضوء على بؤرة تمييز في وطننا الغالي تعمل في صمت وتقدم خدمات جليلة للمجتمع وسط تجاهل وسائل الإعلام.
 
بؤرة تمييز تمنحنا طاقة امل وتفاؤل في مستقبل أفضل فالتحية والتقدير لعلماء مركز بحوث الصحراء وللعاملين فيه وكل عام ونحن جميعا بخير وأكثر حبا لبلدنا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق