قصة منتصف الليل.. رفضت الزواج فاتهمها المقربون بفقد عذريتها فكان ردها صادما

الأحد، 13 يناير 2019 10:00 م
قصة منتصف الليل.. رفضت الزواج فاتهمها المقربون بفقد عذريتها فكان ردها صادما
صورة أرشيفية
إسراء بدر

وقفت "تهانى" أمام مرآتها تتزين قبل الخروج من المنزل، فانتبهت لصوت شقيقتها الكبرى، وهى تسألها عن سبب كل هذا الاهتمام بجمالها رغم رفضها التام لفكرة الارتباط، فالتفتت لها "تهانى" بنظرة استنكار من السؤال المطروح، وأجابتها بنبرة اعتزاز بالنفس أنها تعتنى بجمالها لذاتها وليس لأحد، فليس من قواعد الدنيا أن تهتم المرأة بجمالها فقط من أجل الرجل.

ورغم إجابتها على سؤال شقيقتها، إلا أن الإجابة لم ترض فضول الأخت الكبرى، وظلت تبحث فى كل مكان عن دليل علاقتها برجل ولكنها لم تجد، وتركتها "تهانى" تعبث فى الغرفة وخرجت بخطوات تحمل الكثير من الثقة فى النفس، وهو ما زاد من فضول أختها التى عاشت من أجل البحث عن الحب وتزوجت وأنجبت وتفرغت لتربية أطفالها، على عكس حياة "تهانى" الفتاة العشرينية التى يسيطر عليها طموح النجاح فى العمل فى مجال الإعلام ولم تفكر يوما فى الارتباط ليقينها التام بأن الزواج ليس الهدف الأساسى الذى من المفترض أن تعيش من أجله المرأة، بل يمكنها العيش من أجل طموحها فى الحياة العملية.

وبعد عدة أيام من هذا اللقاء بين الشقيقتان، أخبرت "تهانى" الجميع بسفرها خارج البلاد لعدة أيام فى مهمة عمل، فلم تعلق والدتها التى اعتادت على طبيعة عمل ابنتها، ولكن الأخت الكبرى كان لها ردا آخر، فقد تحولت إلى ثعبان يبث سمه فى أذن الأم، ليتملك الخوف من قلبها، ويسيطر الشك فى تصرفات ابنتها على عقلها، فدخلت الأم المتأثرة بسموم الشقيقة الكبرى إلى "تهانى"، لتخبرها بأن هناك شرط وحيد للموافقة على سفرها، وهو أن تأتى معها.

استغربت "تهانى" من هذا الطلب، ولكنها وافقت على الفور دون تردد، واصطحبت والدتها معها، وألقت بنظرات الزملاء عرض الحائط، فتتبعت الأم "تهانى" فى خلسة، لتتأكد من شكوكها، ولكنها وجدت أن ابنتها توضع تحت ضغط كبير فى عملها، وتبذل قصارى جهدها للتميز، ولم تفكر فى شئ سوى النجاح فى العمل الذى تطلب منها مجهود ذهنى وبدنى كبير.

تأكدت الأم حينها من أن الشقيقة الكبرى غيرتها من حياة شقيقتها كان السبب الرئيسى فى بث كل هذه السموم، فكان هناك فارق كبير بين الشقيقتين، فالكبرى اكتفت بمنزلها وأولادها وتعيش فى روتين لم تستطع الخروج منه، وتزوجت بشاب يرفض فكرة عمل زوجته، واتخذت من المنزل محبسا لها ولمستقبلها، والشقيقة الصغرى لم تفكر فى شئ سوى نجاحها فى العمل وتحقيق طموحها، وهى على يقين بأنها إذا قررت الزواج ستتزوج من رجل ذو عقلية متفتحة يراعى طبيعة شغلها ويشجعها عليه وإلا فلا.

وظلت الأسرة على هذا الحال لسنوات، وذات ليلة جاءت الأخت الكبرى لأمها تخبرها بأن شقيق زوجها يريد الزواج من "تهانى"، ولكن طلبها قوبل بالرفض كالعادة، ولكن فى هذه المرة قررت الأخت الكبرى أن تبث سم قاتل فى أذن والدتها تأثيره كان أقوى من كل مرة، فقد تحدثت مع أمها أن هناك أمرا ما تخفيه "تهانى"، وهو السر وراء رفضها فكرة الزواج، وأخبرتها بأسلوبها الشيطانى أنه من الممكن أن يكون لها تجربة لم يعلم بها أحد، وتكون فقدت خلالها عذريتها، فتخشى فضح أمرها.

جن جنون الأم من هذا الحديث، فلم تنتظر لسماع باقى المناقشة، وتوجهت لغرفة "تهانى" وسألتها بشكل مباشر عن الأمر، فوقفت "تهانى" تنظر إلى شقيقتها الكبرى التى رسمت ابتسامة شيطانية على وجهها، ورغم صدمة "تهانى" فى الاتهام الموجه لها، إلا أنها احتضنت أمها وأخبرتها بأن كل الأمور على ما يرام، وأنها ستثبت الحقيقة بسهولة، ورفضت الإفصاح عن طريقة إثباتها الأمر، فظنت الأم والشقيقة الكبرى أنها ستوافق على الزواج.

وبعد ما يقرب من ساعة، استقبلت "تهانى" سيدة فى المنزل لم تعرفها على المتواجدين، واصطحبتها إلى غرفتها، وأغلقت الباب بإحكام، وبعد دقائق خرجت "تهانى" تودع السيدة، ثم اقتربت من شقيقتها الكبرى بهدوء، وسلمتها هاتفها الصغير، وطلبت منها أن تشاهد مقطع فيديو، فانتبهت الأم وجلست بجوار الأخت الكبرى لتشاهد معها ما يحدث، فإذ بـ"تهانى" تستلقى بجسدها وتكشف السيدة التى اتضح أنها طبيبة أمراض نساء وتؤكد عذرية "تهانى" بالصوت والصورة، وهو ما لا يدع مجالا للشك مرة أخرى.

اندهشت الأم والأخت الكبرى مما فعلته "تهانى" لتثبت عدم صحة حديثهما، وهو الأمر الذى ظهر فى عيونهما الدامعة، ووقفت "تهانى" بثقة مبالغة كعادتها لتقول "أنا كدا ريحتكم بعيدا عن الإحساس اللى أنا حساه دلوقتى وأنا بعمل كدا فى نفسى عشان أخلص من سموم أختى وشكوك أمى، لكن لو سمعت أى كلام تانى منكم مش هاتشوفونى تانى.. ومتهيألى أنا وريتكم حاجة بسيطة من جنانى".

دخلت "تهانى" الغرفة فى صمت وتركتهما مصابتان بدهشة ربما لا يفيقا منها حاليا، وفى هدوء تام وكأن شيئا لم يكن، فتحت حاسوبها الشخصى وبدأت تقوم بمهام عملها بعدما أغلقت أصعب نافذة تتسرب من خلالها الطاقة السلبية فى محاولة للتملك منها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة