«الخاطبة الإلكترونية» أحدث طرق سرقة البيانات الشخصية.. و«القومى للاتصالات»: صعب السيطرة عليها

الأحد، 27 يناير 2019 03:00 ص
«الخاطبة الإلكترونية» أحدث طرق سرقة البيانات الشخصية.. و«القومى للاتصالات»: صعب السيطرة عليها
الخاطبة الإلكترونية
هبة جعفر

«إبحث عن نصفك الثانى وأدخل كافة المواصفات وسنساعدك فى الوصول إليه» كلمات ستظهر أمامك فى كل مرة تتصفح فيها مواقع التواصل الاجتماعى، تستخدمها التطبيقات الإلكترونية فى محاولة لجذب الفتيات والشباب كنوع جديد للتعارف أو الزواج، لتحل هذه التطبيقات محل «الخاطبة» ومكاتب الزواج التقليدية، لتنتشر ظاهرة «الزواج أونلاين»  من خلال مئات التطبيقات التى تحمل أسماء مختلفة ومنها «زواج أونلاين»، و«زواج أب»، و«الخاطبة»، و«قسمة ونصيب»، و«زواج حلال»، و«الطيبون للطيبات»، و«هارمونيكا».

 

200

ومن خلال رصد بعض التطبيقات المنتشرة على مواقع التواصل نجد أنها تحرص على وضع بعض الشروط التى تبدو صارمة فى محاولة منها لكسب ثقة الفتيات وتحميل الأبلكيشن، ففى تطبيق «زواج أونلاين» يضع الموقع مواصفات محددة لاختيار النموذج الذى ترغب فى التحدث إليه، ويجب أن يكون الشاب- أو الفتاة- دقيقا عن طريق البحث السريع مثلا، لا تختار أى سن، أو أى بلد، أو أى مهنة، بل حدد ما تبحث عنه، كما يطالب التطبيق مشتركيه بالرد على جميع الرسائل التى تصله بهدف الزواج، فأنت لا تعرف أيا منها يمكن أن يناسبك إلا بعد أن تتحادثا أكثر.
 
ويتيح التطبيق فكرة لقاء الشاب والفتاة فى مكان عام ذى صفة اجتماعية، فلا تخرج فى موعد مع شريك لا تعرفه لمجرد أنها أقنعتك بالرسائل الإلكترونية بشخصيتها (بشخصيته).
أما برنامج «زواج آب» فقد حمل توصيف «برنامج تعارف وتواصل» ويعطيك القدرة على البحث والتعارف والتواصل بهدف الزواج من شريك حياتكم المستقبلية بكل حرية وخصوصية وأمان، ويقول التطبيق إنه يحافظ على خصوصية المتعاملين معه، كما يحافظ على المعلومات الشخصية.
 
ويعد تطبيق «سلامز» الخاص بالباحثين عن علاقات جدية بغرض الزواج من أشهر تطبيقات الزواج على نظام الأندرويد، حيث قالت شركة «روكيت تيك» التى يتبع لها التطبيق، إن النسخة الجديدة من «سلامز» تتميز بواجهة ذات تصميم مسطح وسلس تطغى عليه البساطة وسهولة الاستخدام بشكل يشبه التطبيقات العالمية مثل تطبيقات جوجل وتطبيق التراسل الفورى واتساب.
كما دخلت على خط تطبيقات الزواج مجموعة من الشباب المصريين الذين قاموا بتصميم تطبيق باسم «هارمونيكا» لتسهيل عمليات الزواج ليكون بديلا للخاطبة وزواج الصالونات، واستقطب التطبيق الجديد نحو 27 ألف شاب وفتاة يرغبون فى الزواج خلال عام، ويتضمن التطبيق إلزام الراغبين فى الاشتراك والإجابة عن 30 سؤالا مختلفة حول شروطهم ورغباتهم بالزواج، إلى جانب إرفاق صورة شخصية له بهذا الملف.
 
تقول شيماء على، مؤسسة الجروب، إن التطبيق قائم على أسس علمية سليمة، خاصة بعد ملاحظة المشاكل الكثيرة التى تواجه الشباب فى اختيار شريك الحياة وعدم الثقة بين الطرفين، مشيرة إلى أنه تمت الاستعانة بأساتذة فى المجال الأسرى والاجتماعى لوضع أسئلة شخصية للمشتركين بالتطبيق، موضحةً أن الأسئلة تم اختيارها من بين 600 سؤال، مشيرة إلى أنهم يدرسون إلزام المشتركين بإرسال «صورة سيلفى» لزيادة حجم الأمان لدى الراغبين بالزواج.
وأشارت مؤسسة الجروب إلى أن التطبيق أسهم فى مساعدة 60 شابا وفتاة على الخطوبة والزواج من خلاله، واستطاع الموقع منذ نشأته جذب 100 ألف شاب وفتاة قاموا بتحميله، تبادلوا خلاله 205 ملايين رسالة.
ورغم خطورة هذه الطريقة فى الزواج كونها تعتمد بشكل كبير على أشخاص وهميين فى عالم افتراضى، بعضها يكون الهدف منها النصب وتشغيل الفتيات فى أعمال منافية للآداب من خلال استغلال صورهن ومعلوماتهن الشخصية، وهو ما يؤكده ما كشفت عنه وزارة الداخلية بوصول عدد المقبوض عليهم من أصحاب مكاتب تيسير الزواج التى تدفع الفتيات للعمل بالدعارة إلى 1098 مكتبا، وأن عدد الضحايا الذين لجأوا إلى أقسام الشرطة لتعرضهم للنصب من قبل مكاتب وهمية للزواج وصل إلى 2320 حالة.
 
وعن كيفية تعامل الجهاز القومى للاتصالات مع هذه التطبيقات فقد أوضح كريم قناوى، المتحدث الإعلامى باسم الجهاز، أن الجهاز يتعامل مع المشاكل الفنية التى تواجه المستخدمين، وأن الجهاز ليست له علاقة بالمحتوى حتى يقوم بحذف التطبيقات، لافتا إلى أنه يجب أولا تحديد نوعية المنصة التى تعمل عليها، وهل هى عبر موقع إلكترونى عبر شبكة الإنترنت أو تطبيق عبر الهاتف المحمول أو المتجر الإلكترونى لنظام تشغيل الهاتف؟
 
وأضاف، قناوى لـ«صوت الأمة»، «إن حجب أى موقع يتم بإذن قضائى، كما أن التنفيذ لا يتم من خلال الجهاز، لكن عبر مشغلى الخدمة ما لم تكن هناك عوائق فنية إذ توجد صعوبات فى هذا الاتجاه».
 
من ناحيته قال المهندس هشام العلايلى، الرئيس التنفيذى للجهاز القومى لتنظيم الاتصالات سابقا، إن مثل هذه التطبيقات لا يمكن التحكم فيها أو السيطرة عليها، فهى فى النهاية تتبع شركات خاصة وبالتالى من الصعب حظرها، خاصة أنها لا تمثل خطورة شديدة على المجتمع، لافتاً إلى أن دور الجهاز والإعلام يكون من خلال توعية المواطنين بأن بعض هذه التطبيقات قد تكن وسيلة لسرقة البيانات أو اختراق الهواتف وغيرها من الأمور ذات الخصوصية على المواطنين، وخاصة الفتيات، مشيرا إلى أن أغلب تطبيقات الإنترنت فى الآونة الأخيرة تطلب من المستخدمين السماح بالإطلاع على الصور الشخصية والأرقام المحفوظة على الهاتف، ومثل هذه التطبيقات تكن غير مؤمنة بالدرجة الكافية للحفاظ على سرية المعلومات.
 
واختتم «العلايلى» حديثه قائلا: «إن حذف التطبيقات دوليا يحتاج إلى المزيد من الإجراءات المعقدة والاتفاقات والتواصل مع الشركة الأم بضرورة حذفها لأنها تمثل خطورة على الأمن والمواطنين، ولكن هذا لا يتم بسهولة، ولذا فؤن التوعية هى الحل الأمثل».
 
من جانبه علق الدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسى، على لجوء الفتيات والشباب لمثل هذه التطبيقات بقوله إنهم يعانون من بعض الاضطرابات والمخاوف النفسية التى تجعلهم لا يثقون فى الطرف الآخر، وبالتالى يفضل أن يكون التواصل من خلال عالم افتراضى وغير واقعى، ويخفى من خلاله مخاوفه، أما عن الفتيات، فنظرا للظروف الاجتماعية أصبحن يقبلن على هذه الطريقة خوفا من تأخر سن الزواج وارتفاع معدلات العنوسة. 
100
 

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق