الإعلام الألماني يهاجم التسليح القطري.. تهديد أم مراوغة؟

الثلاثاء، 12 فبراير 2019 06:00 م
الإعلام الألماني يهاجم التسليح القطري.. تهديد أم مراوغة؟
شيريهان المنيري

لافتة غريبة ربما تعكس تغيرات محتملة خلال الفترة المقبلة من قبل الإدارة الألمانية تجاه النظام القطري، أو ربما محاولة لتحقيق مكاسب اقتصادية جديدة استغلالًا لما تعانيه قطر في محيطها العربي ولاسيما الخليجي.

تنظيم الحمدين (حكومة قطر) منذ أن بدأت أزمته حيث إعلان الرباعي العربي (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع الدوحة، وهو يحاول التقرب من القوى الغربية إلى بناء تحالفات مع أعداء المنطقة والطامعين بها حيث إيران وتركيا.

هذا إلى جانب عقد من الاتفاقيات العسكرية وإبرام صفقات أسلحة أكثر من حاجتها ما أثار التساؤلات حول أسباب ذلك «الهوس» الذي أصابها في مجال الدفاع والتسليح، وفي أحيان كثيرة أثار السخرية حيث أن ما تقوم به من اتفاقات أكثر من حجمها وطاقتها حيث قدرات جيشها المحدودة وتكوينه «المُجنس».

اقرأ أيضًا: قطر تهدد العرب والخليج بـ «العاديات الفرنسية» (فيديو)

وبدا ملاحظًا خلال الأيام القليلة الماضية معالجة إعلامية تحمل نوعًا من الاختلاف في الحديث عن سياسات الدوحة ولاسيما فيما يخص مجال تسليحها وتعاملها مع بعض من الملفات الهامة بالشرق الأوسط عبر قناة «دويتشه فيلله» الألمانية، والتي اعتادت مهاجمة دول الرباعي العربي، ومحاولات النيلّ من استقرار مصر وحلفاءها في كثير من الأحيان.

ومن خلال الردّ على أحد تقارير الألمانية عبر موقع التدوينات القصيرة، تويتر؛ اعترف أحد الأذرع الإعلامية التابعة للنظام القطري (عبدالله الوذين) بأسباب ما تقوم به قطر من اتفاقات في مجال التسليح، حيث مخاوفها (الوهمية) من هجوم عسكري من قبل الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، وذلك على الرغم من نفيها كثيرًا تلك المزاعم والأوهام القطرية.

الوذين
 

هذا وأشار أحد الخبراء المشاركين في التحليل السياسي حول التدخلات القطرية في الملف الليبي ومحاولات التقارب مع فرنسا، إلى أن قطر لم يصبح لها أي مصلحة حقيقية في ظل ما تعيشه من أزمة داخلية بسبب مقاطعتها، في الاستمرار على اللعب على كل الأوتار، وأصبح عليها الاختيار وتحديد تحالفاتها، والخروج من بعض الملفات (مضطرين)، على حد تعبيره.

جانب من التقرير على دويتشه فيلله
 

في هذا الخصوص قال أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الإمام السعودية، الدكتور عبدالله العساف: «من الملاحظ لدى كثير من المراقبين حمّى شراء الأسلحة من قبل النظام القطري  مؤخرًا، والتي يجمع الخبراء أن قطر لا تحتاجها ولا تتسع لها أرض الإمارة القطرية لتخزينها ولا يوجد كوادر عسكرية قطرية للتعامل معها، خصوصًا وأن بعضها يحتوي على تقنيات متقدمة تحتاج إلى مهارات خاصة.. كما أن بعض الدبابات التي اشترتها تحتاج إلى مساحة برية واسعة وهو ما لا تمتلكه قطر، فضلًا عن أن الطائرات الحربية تحتاج مساحات جوية كبيرة تحلق فيها، ويمكن إجراء التدريبات عليها، وهو ما لا تمتلكه قطر أيضا!!».

الدكتور عبدالله العساف

الدكتورعبدالله العساف
 

 

وأضاف «العساف» في تصريحاته لـ«صوت الأمة» أن «شراء الأسلحة من جانب النظام القطري أمر يبعث على الشك والريبة؛ فليس هناك مهددات خارجية لقطر، وليس هناك إمكانية بشرية أو جغرافية لترسانه الأسلحة هذه، إذا الأمر يتلخص في شراء مواقف هذه الدول في صورة عقود تسلح وقطع غيار وتدريب وصيانة، وكل هذه الأمور لن تتحقق على أرض الواقع فقطر تطالب الشركات بإطالة أمد تسليمها هذه الأسلحة ولكن نظام الدوحة سعي لتسييس هذه العقود وتوجيهها لدعمه وهو ما لم يتحقق فإن كانت نجحت الدوحة في شراء مشجعي كرة القدم، كما اشترت الإرهابيين؛ إلا أنها أخفقت في شراء مواقف دولية لديها الأدلة على الدعم القطري للإرهاب ومساندته».

هذا ولفت الخبير الإعلامي إلى أن قيام وسائل إعلامية ألمانية مؤخرًا في مقدمتها «دويتشه فيلله» بتوجيه انتقادات لسلوك الدوحة والمهتم بشراء ترسانة أسلحة، والإشارة إلى أنه ليس هناك ما يبرر شراءها، معربًا عن استغرابه هذا الأمر خصوصًا أن ألمانيا كانت أكثر دول الاتحاد الأوربي دعمًا وقربًا للدوحة، متسائلًا «هل يأست برلين من تغيير الدوحة لسلوكها الداعم للإرهاب.. أعتقد هذا ما ستكشف عنه الأيام المقبلة».

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة