«بالفن والسينما والتراث».. مظاهر امتداد التأثير الثقافي بين مصر وأفريقيا

السبت، 16 فبراير 2019 03:00 ص
«بالفن والسينما والتراث».. مظاهر امتداد التأثير الثقافي بين مصر وأفريقيا
كتب محمد أسعد

جذورعميقة تعود لعقود عدة، تظهر العلاقات الثقافية بين مصر والقارة الأفريقية، والتفاعل الثقافي بين مصر ودول أفريقيا، ومازال يوجد حتى الآن في المنطقة بين كينيا وتنزانيا بعض القبائل التي يرجع تاريخها إلى القرن التاسع عشر ويطلقون على أنفسهم "الأشراف" وأنهم من أصل مصري، ويتشابهون إلى حد كبير مع الملامح المصرية والتقسيم اللبناني المصري ويرتدون الجلباب والطربوش الأحمر.

وتوجد بعض المفردات ذات اللهجة المصرية في اللغة السواحيلية مثل كلمات: أفندي، وباشا،وعدية، ودواب، والأساطير الشعبية الفرعونية لدى شعوب الفولا والتوتسي واليوروبا.

وفي الأدب الأفريقي توجد العديد من الملاحم المصرية، وكانت الجالية المصرية من أكبر المجموعات البشرية في الخرطوم، وقد أسهمت في إنشاء المدارس والمساكن الحديثة، وتعرف الناس على المسرح المصري، كما تشير الأدبيات السودانية إلى أن الكثير من أعلام النهضة الثقافية في السودان في العهدين المهدي والثنائي كانوا في الأصل من خريجي المدارس المصرية.

يذكر كتاب "مصر في أفريقيا" الصادر عن الهيئة العامة للاستعلامات بمناسبة تولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي، أن التأثير الثقافي المصري امتد إلى الجوانب التراثية والعمرانية، وذلك من خلال قراءة تصميم وإنشاء مينائي سواكن ومصوع عام 1856، والحضور المصري في الأدب والفن الأفريقي خاصة السوداني، كما أحتل الكتاب المصري وضعية خاصة لدى المثقف السوداني، كذلك تحظى المسلسلات والأفلام المصرية بمكانة خاصة لدى المشاهد السوداني.

ويعد مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية أبرز أدوات النفاذ المصرية في أفريقيا، وتحمل رسالة المهرجان دعم وتشجيع إنتاج الأفلام الأفريقية، والشراكة الفنية بين دول القارة، وتقوية الروابط الإنسانية بين المشاركين الأفارقة، وتحقيق الفني بين مصر وعمقها الأفريقي.

كما تلعب الجمعية الأفريقية في مصر الدور التاريخي، والتي جسدت التعاون السياسي والثقافي بين مصر ومحيطها الأفريقي، ولا تزال تمارس هذا الدور إلى يومنا هذا عبر تعميق أواصر العلاقات مع الشباب الأفريقي في مختلف المجالات.

وعقدت الدورة السادسة لمهرجان الطبول والفنون التراثية، في عام 2018، حيث ينظم المهرجان صندوق التنمية الثقافية، بالتعاون مع مؤسسة حوار وفنون ثقافات الشعوب وقطاع العلاقات الثقافية الخارجية، ووزارة السياحة، كما تشارك العديد من الدول الأفريقية في مهرجان «سماع»، الدولي في دوراته المختلفة، منذ انطلاقة.

ويعمل التقارب الثقافي والعملي المصرية مع قرة أفريقيا من خلال تدعيم الانتماء المصري للقارة الأفريقية، وتأكيد الهوية الأفريقية لمصر، وبناء كوادر بحثية مصرية وأفريقية مؤهلة، وتقديم الدعم لصانع القرار المصري فيما يتعلق بالشئون الأفريقية ووضع استيراتيجيات للدور المصري بالقارة.

كما يعمل على التعاون مع مراكز البحوث والدراسات الأفريقية، وتنظيم الملتقيات والمنتديات للباحثين والدبلوماسيين الأفارقة، والتواصل الثقافي مع السفارات الأفريقية بالقاهرة، وتقديم منح تدريبية للباحثين والمسئولين الأفارقة في مجالات الإعلام والقضاء والزراعة والأمن.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق