الإرهاب يلفظ أنفاسه الأخيرة.. مصر صخرة تتحطم عليها أمواج الشر

السبت، 16 فبراير 2019 11:58 ص
الإرهاب يلفظ أنفاسه الأخيرة.. مصر صخرة تتحطم عليها أمواج الشر
عناصر إرهابية- أرشيفية
السعيد حامد

 
في محاولة فاشلة لزعزعة استقرار الدولة المصرية، سعت العناصر الإرهابية خلال اليومين الماضيين إلى تنفيذ عدة عمليات إرهابية ما بين وضع القنابل بدائية الصنع أمام المساجد لاستهداف المواطنين والشرطة المدنية في العاصمة، وبين مهاجمة الارتكازات الأمنية للقوات المسلحة في شمال سيناء.
 
كان المتحدث العسكري العقيد تامر الرفاعي، قال إن عناصر إرهابية قامت السبت بمهاجمة إحدى الارتكازات الأمنية في شمال سيناء، مشيرا إلى أن قوة الارتكاز الأمني تصدت للعناصر الإرهابية واشتبكت معها.
 
القوات المسلحة
 
وأضاف الرفاعي، أن القوات تمكنت من القضاء على (7) أفراد تكفيريين، لافتا إلى أنه نتيجة لتبادل إطلاق النيران أصيب واستشهد ضابط و (14) درجات أخرى، وجاري استكمال أعمال التمشيط وملاحقة العناصر الإرهابية للقضاء عليهم بمنطقة الحدث.
 
يأتي هذا في الوقت الذي يظهر فيه تحليلا لهيئة الاستعلامات المصرية، حول تطور الإرهاب في مصر والحرب التي تشن ضده من قبل الدولة والمجتمع، خلال السنوات الأخيرة عموماً وعام 2018 خصوصا، ثمة تغيرات وتحولات كبيرة ورئيسية بخصوص هذا الملف، تقع كلها تحت عنوان عريض وهو تراجع الإرهاب ودخوله مراحله النهائية.
 
وبحسب التقرير، فإن خطة الإرهاب الرامية إلى خلق حالة من الخوف والهلع والاضطراب المجتمعي بين المصريين، قد منيت بفشل ذريع، إذ يلاحظ أن العمليات الإرهابية خلقت الأثر العكسي تماما، الذي تمثل في ردود أفعال المواطنين الإيجابية في مواجهته، مثل دعم أسر شهداء جريمة مسجد الروضة ببئر العبد، ومواجهة منفذ عملية كنيسة مارمينا بحلوان، وإلقاء القبض عليه، بما يلفت الانتباه لدخول أفراد الشعب البسطاء والعزل على خط المواجهة مع الإرهاب والتصدي له بلا خوف من سلاحه أو وجل من فتكه.
 
كما أجبرت العملية الشاملة التي يقودها الجيش المصري ضد التنظيمات والجماعات الإرهابية على التراجع الكبير في نشاطاتها وبالتالي في عدد عملياتها الإرهابية؛ فالحصيلة النهائية لها في عام 2018 كانت الأقل طوال السنوات الخمس السابقة. فقد وقعت خلال 2018 8 عمليات إرهابية فقط، جاءت خمس منها بعبوات ناسفة غير متطورة الصنع، وفشل عدد منها فى تحقيق أهدافه الدنيئة. 
 
ويظهر هذا مدى التراجع الكبير لعدد العمليات الإرهابية عام 2018 مقارنة بالأعوام الماضية.. فعام 2014 شهد ما يقرب من 222 عملية إرهابية، تراجعت إلى 199 عملية عام 2016، في حين لم تتجاوز الـ 50 عملية إرهابية في 2017. 
 
وبالتالي لم يكن عدد ضحايا العمليات الإرهابية كبيراً خلال عام 2018، الأمر الذي يثبتنجاح العملية الشاملة التي يقودها جيشنا العظيم، نجاحاً هائلاً، كما أجبرت العملية الشاملة «سيناء 2018»  المجموعات الإرهابية على إحداث تغييرات رئيسية في كيفية تنفيذ عملياتها الإرهابية وفى طبيعة أهدافها، وبدت عملياتها تنم عن ضعف ووهن شديدين. 
 
من ناحية التنفيذ اضطرت هذه المجموعات الإرهابية في عام 2017 إلى اللجوء للعمليات الانتحارية، مما يعطى مؤشراً على مدى النجاح الأمني في مواجهتهم مما دفع بهم للتضحية بأرواحهم في سبيل عمليات تثبت فقط أنهم مازالوا موجودين، وفي عام 2018 عادت هذه التنظيمات في عملياتها القليلة لاستخدام العبوات الناسفة ضعيفة التأثير والأثر، فضلاً عن فشلها في تنفيذ عمليتين من العمليات الثماني التي قامت بها في 2018.
 
كما نجحت العملية العسكرية الشاملة «سيناء 2018»، في تدمير البنية التحتية للعناصر الإرهابية من الأوكار والخنادق والأنفاق ومخازن الأسلحة والذخائر والعبوات الناسفة والاحتياجات الإدارية والمراكز الإعلامية ومراكز الإرسال، واكتشاف وضبط وتدمير أعداد كبيرة من العربات والدراجات النارية وكميات كبيرة من المواد المتفجرة، والأسلحة، والذخائر، والقنابل، والعبوات الناسفة، والقضاء على أكثر من (500) إرهابي، وإلقاء القبض على أعداد كبيرة من الأفراد ما بين عناصر إرهابية وداعمة للإرهاب أو مشتبه فيها بذلك، وعناصر جنائية هاربة من تنفيذ أحكام صادرة عليها، وتم إحالة العناصر الأولى لجهات التحقيق القضائية المسئولة بينما سلمت العناصر الثانية لجهات تنفيذ الأحكام القضائية.
 
مقتل تكفيريين
 
كما تم تدمير العديد من الأوكار والمخابئ التي تستخدمها عناصر الإرهاب للاختباء بها وإخفاء أسلحتهم، واكتشاف وتدمير أكثر من (1200) عبوة ناسفة وأكثر من (1086) عربة و(1000) دراجة نارية و(420) مزرعة للنباتات المخدرة و(120) طناً من المواد المخدرة و(25) مليون قرص مخدر، فضلاً عن اكتشاف وتدمير أكثر من (16) فتحة نفق على الشريط الحدودي بشمال سيناء، فضلاً عن الحد من محاولات التسلل والهجرة غير الشرعية. وقد شملت عملية سيناء الشاملة (سيناء 2018) ليس فقط سيناء، ولكنها امتدت إلى المحاور الثلاثة الاستراتيجية على الحدود الشرقية والغربية والجنوبية للبلاد.
 
 ورغم الفشل الذريع الذي مني به الإرهاب وداعميه ومموليه في مصر، بيد أن العناصر الإرهابية لم تيأس ولم تكل من محاولات النيل من الدولة المصرية وزعزعة استقرارها، على أمل أن تعم الفوضى البلاد، لكن تظل بطولات الشعب المصري وقواته المسلحة وشرطته حاضرة في مواجهة الإرهاب الأسود الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة، فمصر صخرة تتحطم عليها أمواج الشر والإرهاب.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق