هاربون في رحلة استهداف مصر وحلفائها إعلاميا.. وخبراء يضعون روشتة المواجهة

الجمعة، 08 مارس 2019 02:00 م
هاربون في رحلة استهداف مصر وحلفائها إعلاميا.. وخبراء يضعون روشتة المواجهة
مؤنس المردي وعبدالله العساف ومحمد الخالد
شيريهان المنيري

 

ميزانيات وطاقات هائلة تخصصها أنظمة لها أطماع توسعية بالمنطقة العربية لآلتها الإعلامية والتي تعمل على النطاقين التقليدي والجديد (الإنترنت والسوشيال ميديا)، بتوجهات محددة تهدف أولًا وأخيرًا إلى إثارة الرأي العام تجاه الأنظمة العربية لزعزعة الأمن والإستقرار.

الوسائل الإعلامية التابعة لتنظيم الحمدين (حكومة قطر) والتي تُبث من الأراضي التركية بتمويل من الدوحة تستمر ليل نهار في استهداف عدد من الدول العربية وبالأخص الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) والتي أعلنت قطع علاقتها مع الدوحة في 5 يونيو من عام 2017، إثر ثبات دعم وتمويل قطر للإرهاب وكل ما من شأنه زعزعة أمن واستقرار المنطقة بهدف السيطرة والتوسع.

ولعل من أبرز تلك الوسائل قناة الجزيرة القطرية والتي تبث سمومها على مدار سنوات طويلة محاولة تشويه صورة السياسات والقادة العرب أمام الرأي العام العام العربي والدولي، إلى جانب عدد من القنوات والحسابات الإخوانية التي تنتهج الكذب والتدليس مع نشر الشائعات والزيف عبر السوشيال ميديا مثل: قناة مكملين والشرق والحوار الفضائية، وإعلاميون في مقدمتهم معتز مطر، ومحمد ناصر، وأسامه كمال الدين، ويوسف حسين وآخرين.

أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الإمام، الدكتور عبدالله العساف يقول في هذا الخصوص: «جماعة الإخوان أدركت أهمية الإعلام وخطورته في وقت مبكر جدًا؛ فعمدت منذ ذلك الوقت إلى بناء ترسانتها الإعلامية وأصدرت مجلة الإخوان في ثلاثينيات القرن الماضي؛ لتتولى  نشر أفكارها وأيديولوجيتها التي سعت لتعميمها في مصر ثم الوطن العربي، وبدأت بتأسيس مجلات وصحف في عدد من الدول العربية التي انتقل إليها أعضاء الجماعة للعمل في الدول العربية، وبعد ثورة الاتصالات انتقلت الجماعة للعمل من خلال المدونات والرسائل الإليكترونية إيمانًا منها بأن الإعلام يتجاوز دور الناقل للأخبار إلى صناعة الرأي العام وقيادته وتوجيهه».

وأضاف عبر تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة» أن «مع التحولات السياسية في المنطقة العربية وبروز تنظيم الحمدين سعى إلى التمويل السخي للجماعة واحتضان قادتها ورموزها وفتح القنوات الفضائية العابرة للحدود لهم بهدف احتلال العقل العربي وصياغته وقيادته وتحريكه، وهو ما تنبهت له الدول العربية التي حظرت هذه الجماعة وقاطعت وسائلها الإعلامية؛ فمارست الجماعة حيلًا خبيثة في تأسيس منظومة إعلامية في الظلّ عبر السوشيال ميديا والكثير من المواقع الإليكترونية وتجنيد الذباب الإليكتروني والمعرفات الوهمية وشراء الذمم والصفحات لتبثّ سمومها وتنشر خطرها على عوام العالمين العربي والإسلامي».

ويرى الخبير الإعلامي السعودي أن منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية وكل دولة بمفردها أو بجهود ثنائية يجب أن تتجه إلى العمل على التوعية من خطورة هذه الجماعة الإرهابية وإعلامها وأفكارها ونشر أسماء مواقعها والصحف التي تمولها. إضافة إلى أهمية تعزيز التربية الإعلامية الناقدة لما يتم تناوله في وسائل الإعلام.

بدوره يؤكد رئيس تحرير صحيفة البلاد البحرينية، مؤنس المردي على أن استهداف إعلام الإخوان لنا عبر الفضائيات والمنصات الإليكترونية أصبح واضحًا ومقززًا، على حد وصفه. وقال في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «الآن صارت المعركة من قبل الإخوان ومعاونيهم مكشوفة؛ فهم يريدون استرجاع قوتهم ومواضع أقدامهم مرة أخرى في مصر ودول الخليج، ولذلك نرى الصراخ على قدر الألم».

أما عن آليات مواجهة إعلام الإخوان الإرهابية فيري «المردي» أن الإعلام الوطني في مصر ودول الخليج يجب أن يكون أكثر انتشارًا وتواجدًا عبر المنصات الإليكترونية، لافتًا إلى ضرورة اقتحام هذا المجال بقوة وأكثر من الشكل الموجود حاليًا والذي وصفه بالـ«محدود» مقارنة بالكم الهائل لمنصات الإخوان الإعلامية التي يلاحظها هو شخصيًا من خلال متابعته. 

وقال: «الإعلام الوطني يجب أن يغير من رسالته الإعلامية بما يتواكب مع الشباب الذي يشكل النسبة الأكبر من متابعيه، فهم يجذبهم الشكل العام في تقديم القالب الإعلامي، في حين أننا لازلنا متأخرين قليلًا في هذا الشأن في ظل السوشيال ميديا وغيرها من المنصات الإليكترونية الإعلامية». وأضاف «المردي» أن «إعلامنا يجب أن يكون مبادرًا وليس ردة فعل»، متابعًا بأن «الحقائق موجودة لدينا وهم ما لديهم إلا الكذب».

من جانبه يرى الكاتب السعودي، محمد الخالد أن مواجهة الإعلام الإخونجي لن تكون بين ليلة وضحاها كما يعتقد البعض، لافتًا إلى أنه كالإمبراطورية نظرًا لأن العمل عليه تم خلال عشرات السنوات حتى أصبحت منظومة عمل متكاملة، وأننا لا يمكن أن نختصره في قناتين أو 3 تبث من تركيا أو قطر أو غيرهما.

وقال في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «إذا كنا نريد مواجهة ممارسات إعلام الإخوان العدائية تجاه دولنا فعلينا أن نكون واقعيين في نظرتنا، وأن يكون هناك تخطيط مدروس للأمر كما فعلوا هم على مدار سنوات سبقت ثورات الربيع العربي»، مضيفًا أن «الوعي وتربية أبناءنا على ذلك في البيوت إلى جانب الاهتمام بمنظومة التعليم وكليات الإعلام أمر ضروري لمواجهة أكاذيب هذا الإعلام وغيره من وسائل الإعلام المعادية لمنطقتنا».     

وتابع «الخالد» بأن «صناعة الإعلام يجب أن تكون صناعة حقيقية، ولا يجب أن يتصدر أي أحد المشهد الإعلامي في بلداننا، كما يجب التمعُن في اختيار الضيوف الذين يظهرون من خلال بعض البرنامج لأنهم أحيانًا يستغلون الأمر في صالح توجهاتهم الخفية على المدى، ولذلك نحتاج مشروع كامل لمواجهة الإعلام المعادي وعناصره، وأن نهتم بكشف الحقائق للناس والمتابع العربي البسيط من خلال الفضائيات والصحف».

هذا وحذر الكاتب والذي يُعد واحدًا من المغردين السعوديين الفاعلين على تويتر من استهداف جماعة الإخوان الإرهابية للأجيال المقبلة عن طريق تمرير رسائل مسمومة لهم من خلال استغلال أحداث أو مواقف معينة، عبر السوشيال ميديا، مشيرًا إلى أهمية فضح أكاذيبهم أول بأول ونشر الوعي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق