وصفها المراقبون بـ«قصر النظر»

مساعدو ترامب ينسون التقاليد الدبلوماسية ويستخدمون «تويتر» لمهاجمه معارضي سياستهم

الإثنين، 11 مارس 2019 06:00 ص
مساعدو ترامب ينسون التقاليد الدبلوماسية ويستخدمون «تويتر» لمهاجمه معارضي سياستهم
ترامب

يبدو أن عدوي "التغريد" عبر وسائل التواصل الاجتماعي "توتير" التي ابتدعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السياسة الأمريكية خلال الفترة الماضية قد انتقلت إلي مساعديه.. وهو ما كشفت عنه صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، والتي أكدت في تقرير لها أن جون بولتون مستشار الأمن القومي كتب أكثر من 150 مرة تغريدة حول الأزمة السياسية في فنزويلا ، مطالباً رئيس البلاد ، نيكولاس مادورو  بالتنحي عن منصبه، فى الوقت الذى يدافع فيه عن بديله المنتظر ، خوان جويدو.

أما جيسون د. جرينبلات ، مبعوث ترامب للشرق الأوسط، فقد كتب عشرات التغريدات علي تويتر لمناقشة أو توبيخ الزعماء الفلسطينيين، الذين لم يجر معهم البيت الأبيض أي اتصال رسمي منذ أواخر عام 2017 ، عندما أعلن الرئيس أنه سينقل السفارة الأمريكية إلى بيت المقدس

كما استخدم مسئولو الإدارة الآخرون، مثل ريتشارد جرينيل، السفير في ألمانيا، وديفيد فريدمان، السفير في إسرائيل، " تويتر " للدفاع عن سياسات رئيسهم وملاحقة منافسين مثل إيران، حتى أن نائب الرئيس مايك بنس بات يغرد بانتظام حول فنزويلا، متهما كوبا بدعم نظام مادورو السيء السمعة.

20190112121104114ترامب

من جانبها اعتبرت "الإندبندنت" أن تويتر أصبح بالنسبة لفريق ترامب المؤيد له منصة لها منافع كثيرة، فبات طريقة لتعزيز أجندة الرئيس فى عصر "الأخبار المزيفة"، وهم يدركون أنهم في البيت الأبيض ، وتقليد الرئيس لا يضر أبدا، الا أن هناك فريقا من المعارضين علي الجانب الاخر يرون أن انتشار دبلوماسية " تويتر " يكشف قصر نظر الإدارة التى ليس لديها سياسات جيدة.

ويقول مايكل أ. ماكفيل ، الذي كان رائدا فى استخدام تويتر كأداة دبلوماسية أثناء عمله سفيرا لدى روسيا في عهد الرئيس باراك أوباما: "يبدو أحيانًا أن تويتر هو المكان الذي يتم فيه وضع السياسة وليس مجرد تعبير عن السياسة".

وأضاف ماكفيل، لا يبدو أن عملية صنع السياسة قديمة الطراز تعمل، ولا أعتقد أن تويتر يجب أن يكون بديلاً عن ذلك".

من الواضح أيضًا أن تغريدات ترامب توجه لكمات أكثر من أنها توجه الضربات القاضية، فمثلا لا يزال مادورو فى موقف قوى فى فنزويلا، رغم وابل التهديدات التي يوجهها له بولتون يوميا، حتى أنه أثار مرة أخرى شبح التدخل العسكري ، وكتب تغريدة قال فيها "أوضح الرئيس ترامب لنيكولاس مادورو ومن حوله" أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة ".

وبالمثل فى قضايا الشرق الأوسط، لم تفعل تغريدات غرينبلات الكثير لإصلاح الصدع مع الفلسطينيين أو وضع الأساس لخطة السلام التي طال انتظارها، بل أن جرينبلات اتهم المفاوض الفلسطيني القديم صائب عريقات ، بإفساد الاقتراح بشكل غير عادل عندما حذر من أنه سيكون "نظام فصل عنصري مع جيتوهات للفلسطينيين".

سفير واشنطن بألمانيا
سفير واشنطن بألمانيا

كما أثار جرينيل ، الذي يتبنى سلوكا مشابها  لترامب ، غضب مضيفيه الألمان في مايو الماضي عندما غرد ، بعد قرار الرئيس بالتخلي عن الاتفاق النووي الإيراني ، قائلا "الشركات الألمانية التي تقوم بأعمال في إيران يجب أن تقلل عملياتها فوراً، " ولكن اختارت ألمانيا البقاء في الصفقة.

وأوضحت الصحيفة أن جميع مستشاري ترامب يركزون عن كثب على سلوكه في وسائل التواصل الاجتماعي وينسخون بعض خطواته، على سبيل المثال ، اتخذ بولتون زمام المبادرة في توجيه رسالة من خلال التكرار: فالـ 150 تغريدة التي كتبها حول فنزويلا لا تختلف عن إشارات ترامب المتكررة إلى تحقيق المحامي الخاص في روسيا باعتباره "مطاردة ساحرات"، با أنه وصف التغريدات في تصريح له لشبكة CNN بانها "تجربة جديدة في الدبلوماسية العامة" .

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة