فيس بوك vs مجزرة نيوزيلندا.. حذف 1.5 مليون فيديو لهجوم المسجدين لا يكفي

الأربعاء، 20 مارس 2019 07:00 ص
فيس بوك vs مجزرة نيوزيلندا.. حذف 1.5 مليون فيديو لهجوم المسجدين لا يكفي
رئيسة حكومة نيوزيلندا

عقب حادث مسجدى نيوزيلندا الإرهابى والذى راح ضحيته 50 مسلما أثناء صلاة الجمعة مدينة كرايست تشيرش، اثرت عاصفة ضد عملاق السوشيال ميديا "فيس بوك"، بعد استخدام منفذ هجوم ـ "برينتون تارانت" ـ تقنية البث المباشر عبر موقع فيس بوك خلال تنفيذه الجريمة.

 

ما قام به سفاح نيوزيلاندا أثار انتقادات شديدة لمواقع التواصل الاجتماعي مجددا، حيث أدى قيام المسلح ببث جريمته على فيس بوك مباشرةً إلى تصاعد الدعوات من قبل الناشطين إلى أن تحرص فيس بوك على ضبط المحتوى الذي يُنشر على شبكتها الاجتماعية، خاصة أن البث المباشر للجريمة استمر لأكثر من 15 دقيقة.

 

وبذلك يستعد فيس بوك إلى جانب شركتي جوجل وتويتر لجولة أخرى من المناقشات العامة بشأن محاربة المحتوى المتطرف على منصاتها يوم الجمعة، وذلك بعد أن قام المسلح ببث جريمة قتل نحو 50 مسلماً وهم يصلون الجمعة فى نيوزيلندا مباشرةً على فيس بوك ثم أُعيد نشره على نطاق واسع على الشبكات الاجتماعية الأخرى، بما في ذلك يوتيوب.

من جانبها تعهدت رئيسة الوزراء بنيوزيلندا جاسيندا أرديرن بوقفة حاسمة مع فيس بوك لمناقشة البث الحى عبر منصاته.

وعلق وزير الداخلية البريطانى ساجد جاويد قائلا :" إنه يتعين على شركات التواصل الاجتماعي اتخاذ إجراءات لوقف التطرف على قنواتها بعد إطلاق النار يوم الجمعة.

وكتب جاويد على تويتر.. أنتم (يوتيوب وجوجل وفيس بوك و تويتر) بحاجة فعلًا إلى بذل المزيد من الجهود لإيقاف الترويج للتطرف العنيف على منصاتكم".

 

هجوم-نيوزيلندا-1-728x300
 
رئيسة حكومة نيوزيلندا

 

وقال كليمنت ثيبولت، المحلل في منصة Investing.com للأسواق المالية العالمية: "البث المباشر لإطلاق النار في نيوزيلندا سيثير بالتأكيد المزيد من الأسئلة بشأن التنظيم والتدقيق على فيس بوك". وأضاف: "قد ساعد ذلك على توفير منصة للهجوم المروع اليوم وسيتم بلا شك التشكيك في تسهيل انتشار هذا".

 

وعلى وقع هذه الجريمة النكراء التى هزت العالم هبطت أسهم شركة فيس بوك بنسبة 5% إلى أدنى مستوى لها في 3 أشهر، بعد الانتقادات الشديدة التى تعرضت له بسبب سوء تعاملها مع الخصوصية والتطرف والمحتوى السياسي بعد بث فيديو الجريمة الإرهابية بالهجوم على مسجدين في نيوزيلندا عبر فيس بوك قبل حذفه لاحقاً.

 

كما تواجه فيس بوك أزمة أخرى بعد الاستقالة المفاجئة التى تقدم بها أحد أبرز مسئوليها رئيس المنتجات، كريس كوكس، الذي يرأس فريق تطوير أعمال الشبكة الاجتماعية وساعد في تحديد نموذج الأعمال لخدمة واتساب بعد الاستحواذ عليها قبل نحو 5 سنوات، وأكد  محللون في "جي بي مورجان" JPMorgan " أن كوكس لعب دورًا حاسمًا في تأسيس مهمة وقيم وثقافة فيس بوك، وكان يحظى باحترام كبير داخل الشركة وخارجها، بما في ذلك بواسطة وول ستريت".

 

e32911ad-73d2-4711-b5c9-0830c5618165_16x9_1200x676
 
فيس بوك

 

 

وفى خطوة لمحاولة راب الصدع وتهدئة الراى العام العالمى، قالت شركة فيس بوك إنها أزالت 1.5 مليون فيديو فى أنحاء العالم للهجوم على مسجدى نيوزيلندا خلال الساعات الـ24 ساعة الأولى بعد الهجوم.

 

وقالت فى بيان رسمى "حذفنا خلال الساعات الـ24 ساعة الأولى 1.5 مليون فيديو للهجوم فى أنحاء العالم، منها أكثر من 1.2 مليون تم حجبها عند التحميل".، و أنها تزيل أيضا كل النسخ المحررة من الفيديو والتى لا تتضمن محتوى مصورا وذلك احتراما للأشخاص الذين تأثروا بالهجوم وبواعث قلق السلطات المحلية.

 

وكان المتحدث الرسمي لحكومة نيوزيلندا، قد أعلن أن منفذ هجوم المسجدين بنوزيلندا قد أرسل بيان لعدد 70 جهة قبل تنفيذه الحادث بعشر دقائق، ومن تلك الجهات التي أرسل بيانه لها حكومة نيوزيلندا، وإلى عدة وسائل إعلامية محلية وعالمية، كما أرسل البيان لعدد من الشخصيات العامة والمشهورة في نيوزيلندا.

المتحدث الرسمي للحكومة النيوزيلندية قال أن البيان كان الحديث فيه كأن الواقعة قد تمت وحدثت بالفعل، وأن الجانى كان يشرح فى البيان أسباب قدومه على هذا العمل الإجرامى.

 

وقد استغل القاتل الأسترالى الاصل مواقع التواصل كمنصة للترويج لجريمته حيث لم يكتف بالبث المباشر للجريمة فحسب، بل نشر بيانه على مواقع التواصل قبل ساعة من تنفيذ الواقعة، وكان عنوان هذا البيان هو "البديل الأكبر"، وأن فكرة هذا الهجوم بدأت معه خلال زيارته الأخيرة لفرنسا عام 2017، وتحدث عن فكرة استبدال السكان الأصليين بالمهاجرين وتغيير الحضارة، كما تحدث عن هجومين حدثا فى أوروبا أثناء تواجده هناك فى 2017.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق