قصة منتصف الليل.. «نهى» رحلة سيدة مطلقة تحدت الصعاب وأبكتها النهاية

الأربعاء، 20 مارس 2019 11:00 م
قصة منتصف الليل.. «نهى» رحلة سيدة مطلقة تحدت الصعاب وأبكتها النهاية
أرشيفية
إسراء بدر

جلست «نهى»، على أريكتها تنظر لما يدور حولها وسط تجمع الأهالي، فذات الأشخاص تجمعوا قبل عدة أعوام لتحديد موعد زواجها من «عمر»، ولكن هذا الجمع جاء لتحديد مصيرهما واتخاذ قرار الانفصال من الزوج الاعتمادي الذي اعتاد إلقاء المسؤولية كاملة على عاتقها من نفقات وأعباء منزلية، وتحملت كل ذلك من أجل طفلتها التي لم يتخط عمرها العامان خوفا من الطلاق وتفكك الأسرة وأن تعيش الطفلة بعيدا عن والدها.
 
ولكن الأسئلة التي ترددت في أذنيها في المرحلة الأخيرة من الخلافات المتكررة هو ما حال الطفلة عندما تكبر وتجد والدها يأخذ مصروفه من أمها ويطالبها بسد احتياجات الأسرة بالكامل، ما حالها وهي تجد أمها تلعب دور الأم والأب بالكامل، والأهم هو ما دوره الحقيقي في هذه الأسرة فكل ما يفعله هو أخذ الأموال للسهر مع أصدقاءه وتناول المخدرات بأنواعها المختلفة فبأي عين تنظر إلى والدها؟.
 
إلى أن قررت «نهى» الطلاق من زوجها لتبدأ حياة جديدة في مسكن جديد خاص بها في أحضان طفلتها ففوجئت أن الأموال التي كان ينفقها زوجها من دخلها الشهري كفيلة بأن تجعل طفلتها ملكة متوجة وتعيش في أحسن حال.
 
وكان التحدي الأكبر هو أن تصنع من هذه الطفلة شخصية يتباهى الجميع بها وبمستقبلها، ومع مرور الأيام والسنوات ألحق الطفلة بمدرسة دولية، وأنفقت عليها عشرات الآلاف واهتمت بتعليمها وفي ذات الوقت ممارستها للرياضة وغيرها من الأنشطة المساعدة في خلق شخصيتها.
 
وفي يوم نتيجة المرحلة الثانوية وقفت «نهى» تهلل فرحا وملئت المنطقة بالزغاريد فقد تفوقت ابنتها وحصلت على تقدير يؤهلها للالتحاق بكلية الطب، كانت حينها الفرحة تملأ قلبها بنبتها الصغير المتمثل في ابنتها وهي تجده أمامها يكبر ويترعرع في أحسن حال.
 
واستمرت على هذا النهج في أسلوب التربية إلى أن تخرجت ابنتها من الكلية وأعدت للدكتوراه وهنا وقفت «نهى» تبكي من شدة الفرح وما ألفت انتباهها هو الأحاديث الجانبية للحضور فوجدت آباء وأمهات يهمسون في أذن أطفالهما: «نفسي أشأوفك زي البنت دى».
 
وقعت هذه الكلمات على مسامعها كسيمفونية رائعة شعرت حينها أن مجهودها لم يضيعه الله فقد تباهت بابنتها أمام الخلق وأصبحت أمنية الأزواج المتواجدين أن يكون أطفالهما مثل طفلتها رغم أن طفلتها عاشت في أحضانها بعيدا عن أبيها ولكنها أثبتت للجميع قدرتها على تحدى الصعاب وتخطى الفراق.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة