قصة منتصف الليل.. بحثت عن الراحة وحين خذلها الجميع ماتت بحسرتها

الإثنين، 25 مارس 2019 11:00 م
قصة منتصف الليل.. بحثت عن الراحة وحين خذلها الجميع ماتت بحسرتها
إسراء بدر

جلست «عبير» السيدة الثلاثينية فى غرفة صغيرة تطل على حجرة استقبال الضيوف تستمع لما يدور بين أهلها وزوجها الذى جاء لمناقشة ما يدور بينهما من خلافات تحملتها طوال ثلاث سنوات من زواجهما وانجابهما طفل صغير فرغم وقوفها بجانبه وقتما ضاقت به الدنيا ليتحول الأمر معه إلى حق مكتسب يطالبها بالأموال لينفقها كما يشاء وإذا طلبت منه التوفير لعدم قدرتها على سد كافة احتياجاته واحتياجات المنزل لم تجد منه سوى التوبيخ وظلت مكتوفة الأيدى صامتة أمام كل أفعاله آملة فى تغير حاله للأفضل مع الوقت ولكن الحال لم يتغير بل يزداد سوءا إلى أن هددها بخطف طفلها إذا لم تلبى رغباته فى الأموال فقررت اللجوء إلى أهلها وقصت عليهم ما تمر به فانبهروا من قوة تحملها طوال هذه الفترة.

وعدوها بحل الأمر والوقوف بجانبها إلى أن تحصل على حقوقها من زوجها ومحاسبته على كل أفعاله وإذا وصل الأمر إلى الانفصال والطلاق سيظلوا بجوارها لتحصل على حقوقها وطفلها القانونية وبالفعل هاتفوا زوجها للحضور ومناقشة الأمر ولكن المفاجأة كانت فى تحول الأمر رأسا على عقب فقد جاء زوجها وأعلن أهلها أن لديه الحق بالكامل وواجبها أن تقف بجوار زوجها فى أزماته ونسيوا أمر وقوفها بجواره وتطور الأمر للتهديد بل والأكثر من ذلك هو اعتذارهم للزوج وطلبهم للسماح والغفران ووعدهم له بأن يعيش حياة هنيئة مع زوجته يعمها الحب والاستقرار ليقف الزوج مرفوع الرأس أمام الجميع.

ودخل الأب يمسك بيد «عبير» ويأتى بها أمام زوجها لتعتذر له وهى لا تعلم على أى شئ تعتذر فوقفت مذهولة لموقف أهلها من المناقشة فأين حديثهم ووعودهم لها بإتيان حقها فلم تشعر بنفسها والدموع تتساقط من عينيها حزنا على ما وصلت إليه على أيدى أهلها واضطرت للاعتذار رغما عنها واختفى الجميع لتجلس مرة أخرى مع زوجها وطفلتها وبدأ زوجها يطالبها بالأموال أكثر وطلباته تتزايد ولكن هذه المرة بنبرة ثقة وهو على يقين بعجزها عن التصرف بعد موقف أهلها معها.

لم تستوعب «عبير» ما تمر به والضغوط تتزايد وهى مكتوفة الأيدى فلمن تلجأ بعدما خذلها أهلها وشعور الحسرة وخيبة الأمل تملأ قلبها إلى أن شعرت بألم شديد فى رأسها فلجأت إلى غرفتها لتحصل على قسط من الراحة وعقلها لم يتوقف عن التفكير فيما حدث فأغلقت عيناها ولم تكن تعلم أنها لن تفتحهما من جديد فالتقطت نفس عميق لم يخرج من جسدها فكان النفس الأخير شعرت بسكرات الموت التى لم تؤلمها أكثر مما مرت به فلقد اعتادت على تحمل الألم وكتمانه لتتحمله الآن للمرة الأخيرة فى هذه الدنيا وبدأ جسدها يتراخى إلى أن انسحبت روحها من جسدها، غادرت الحياة وتركت خلفها هموم لم يشعر بها أحد غيرها من زوج جشع وأهل خذلوها وبعدما عاشت ميتة أراد الله أن تموت بالفعل عسى أن تجد راحتها فى الآخرة بعدما فقدتها فى دنياها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق