«سقوط ديونيسوس».. فنان يرسم رحلته من الإدمان إلى التعافي (صور)

لاشك أن إدمان المواد المخدرة والكحوليات يصل بصاحبه إلى قاع الهاوية، لاسيما إذا لم يكن لديه المقدرة على تجاوز تلك العادة، والتخلص منها التي تنعكس آثارها على الحياة الاجتماعية، والعملية، والعائلية للمدمن، كما تؤثر بشكل مباشر على نفسيته، وطريقة تعامله مع من حوله، وتدخل به إلى نفق مظلم لا نهاية له إذا لم يبدأ التفكير في التعافي والانتقال إلى الجانب المضيئ من الحياة.

أرون كورييت.. فنان أمريكي، دمر إدمان الكحوليات حياته وفقد زوجته وأصدقائه، وبت وحيدا يسير في دروب الظلام، حتى وصل إلى مرحلة من اليأس دفعته إلى التفكير في التخلي عن تلك العادة، والتعافي منها نهائيا، وهو مانجح بالفعل في تنفيذه، ليبدأ برسم لوحات فى المعرض العام فى ولاية فلوريدا الأمريكية، تعبر عن ضياعه خلال فترة إدمانه، ولكن الغريب فى الأمر أن إدارة المعرض تلقت  بعض الشكاوى من المواطنين قالوا فيها إن اللوحات تحمل تعبيرات شيطانية.

تبدأ القصة، عندما حاول فنان يدعى آرون كورييت، التعبير عن حالة الضياع التى مر بها بعد إدمانه الخمر، وأطلق على اللوحة اسم «سقوط ديونيسوس»، وهو إله الخمر عن الإغريق القدماء، ليفاجىء بعدها بمطالبات إلى عمدة المدينة والمسئولين بإزالة تلك اللوحة بحجة أنها تحتوى على تعبيرات شيطانية، وهو ما نفاه صاحب اللوحات قائلا إنه لا يريد أن يهين دينا أو ثقافة من خلال عمله الفنى، مشيرا إلى أن اللوحة  تعب عن رجلاً يسقط فى دوامة، وهو ما يريد التعبيرعنه حيث فقد أصدقائه وعائلته وزوجته وفى النهاية حياته، بعد إدمانه الكحول ، متابعا: «نواياى لهذه اللوحة شخصية بحته، ولم أتعامل إلا مع إساءة استخدام الكحول، الذى القى بى فى دوامة كلفتنى كل شىء تقريبا، أصدقائى وعائلتى ووزجتى، وفى النهاية حياتى».

وتظهر لوحة كورييت، والتى يبلغ طولها 9 أقدام، صورة لإنسان يقع  داخل حفرة ومحاطا بالنيران وسط وجود العديد من الأفراد المعذبين، وكان العمل واحدا من سلسلة خمس لوحات تصور شخصيات أسطورية لصالح أحد المشروعات الفنية الذى يعرض أعمالا للفنانين المحليين، وبالفعل تم إزالتها بعد عدة شكاوى لمسئولى المدينة.

وقال كيفن كوك، المتحدث باسم مدينة ليكلاند، أن اللوحة أُزيلت بعد عدة شكاوى لمسئولى المدينة ، بمن فيهم عمدة المدينة ، التى شهدت انقسام ما بين مؤيد ومعارض لوجود اللوحة والأسباب التى أدت إلى رفعها، وسط العديد من المخاوف من عرض ذلك العمل الفنى.

وقال أحد السكان يدعى جويل فان، أن مشهد اللوحة مربكا بكل المقاييس،  فهى لوحة مظلمة وشيطانية  وأن الفنان لديه العديد من اللوحات الرائعة الآخرى .