قصة منتصف الليل.. رحلة زوجة «أحمد» إلى أحضان السوشيال لسد ثغرة غيابه

الخميس، 04 أبريل 2019 11:00 م
قصة منتصف الليل.. رحلة زوجة «أحمد» إلى أحضان السوشيال لسد ثغرة غيابه
إسراء بدر

جلس «أحمد» كعادته يشاهد التلفاز في ساعات متأخرة من الليل بعد عودته من يوم عمل شاق وقبل أن يلقى بجسده الهزيل ليحصل على قسط من الراحة فالتلفت لزوجته ليجدها ممسكة بهاتفها الصغير وعلى وجهها ابتسامة تحاول إخفاءها، وذلك على غير عادتها فطوال (5) سنوات زواج كانت تحاول جلب اهتمامه ولم تمل من طلبها بتدليلها وسماعها كلمات إعجاب وغزل منه، ولكن حياته اقتصرت على العمل طول اليوم ليأتي في النهاية يشاهد التلفاز وينام ليستيقظ ويبدأ اليوم بعمله وهكذا الحال عليه طول سنوات زواجهما.
 
فانتظر «أحمد» هذه الليلة إلى أن تنام زوجته في البداية ليستطيع تصفح هاتفها وفوجئ بمراسلتها شاب في عمرها تقص عليه كم المعاناة التي تعيشها مع زوجها الذي أهملها طول سنوات زواجهما وجاءت له بمواقف حقيقية، فيوم وفاة والدها توجهت إلى منزل عائلتها لتكون بجوار والدتها تواسيها على ما أصابها بعد وفاة شريك عمرها ولم يكلف الزوج خاطرا ويتوجه إليها ليقدم التعازي حتى أن أيام العزاء انتهت دون أن يراه أحد أو يهاتف أي فرد من العائلة.
 
فسكت «أحمد» قليلا وتذكر الموقف ووجد أنه ما حدث بالفعل وجاءت زوجته تعاتبه بعد ذلك ولكنه لم يهتم لعتابها وتركها لينام ويستطيع الاستيقاظ مبكرا ليتوجه إلى عمله، ثم عاد إلى المحادثة بين زوجته والشاب والتي تابعت فيه بأنها في يوم الاحتفال بعيد ميلادها فاجئها أهلها وصديقاتها بحفل عيد ميلادها وكانت تنتظر وجود زوجها بجوارها في هذه الليلة ولكنه عاد إلى المنزل في منتصف الليل كعادته ونام وكأنه يوم عادي ولم يهنئها بعيد ميلادها ولم يتذكره من الأساس على الرغم أن أهلها نشروا صور عيد الميلاد على حساباتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي ولكنه لم يلاحظ شيئا وكانت تتعذب من جفاه طوال الليل وبعدها تحدثت لنفسها قائلة: «إيه الجديد .. إيه اللي يخليني أزعل .. وهو من أمتى فاكرني أو حتى بيتعامل معايا؟».
 
وكان رد الشاب الذي تحادثه زوجته يزيد من آلامها فتعجب بشدة وأخذ يسبه ويلعنه ولم تدافع عن زوجها بكلمة ولكن كيف تدافع بعد كل ما قالته وهو حقيقي بالفعل، ولكن الكارثة الحقيقية كانت في نهاية المحادثة التي تحولت إلى غزل الشاب لزوجته محاولا سد احتياجها كأنثى وهو بداية طريق الخيانة، فترك «أحمد» الهاتف من يده وجلس يفكر في الأمر وعلى الرغم من اعترافه بأخطائه وتقصيره في حق زوجها إلى أنه لا يستطيع مسامحتها على قص تفاصيل حياتها لشاب تعرفت عليه من خلال الانترنت وظل يفكر طوال الليل إلا أن قرر أنه لا يستطيع التغيير من شخصيته كرجل لا يحب الحديث كثيرا وانشغال عقله طوال الوقت بعمله ولا يستطيع الاهتمام بزوجته كما تريد وفي ذات الوقت يرفض استمرار العلاقة الزوجية أكثر من ذلك تحسبا لوقوع الزوجة في الخطأ وتخونه بالفعل.
 
فترك المنزل وأرسل لزوجته رسالة كانت الأولى التي يرسلها لها منذ زواجهما ولكنها لم تكن رسالة عادية أو رسالة إعجاب بل أرسل لها قراره بطلاقها دون مبرر، مؤكدا أنه سيترك لها عش الزوجية ملكا لها بكافة محتوياته على أن يسد لها كافة حقوقها المادية من نفقة وغيرها، لينهي زواجه منها وعدم مسامحته لها ولكنه سامح نفسه على اقترفه في حقها طول زواجهما.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق