لماذا كانت هزيمة أردوغان مدوية في إسطنبول؟

الخميس، 11 أبريل 2019 10:00 ص
لماذا كانت هزيمة أردوغان مدوية في إسطنبول؟
أردوغان
كتب مايكل فارس

لا يزال زعيم حزب المعارضة أكرم إمام أوغلو، متقدما على رجب طيب أردوغان الرئيس التركي، بفارق 18742 بعد اكتمال عملية إعادة فرز الأصوات الباطلة في 17، من أصل 39، دائرة بالمدينة، حيث تمت إعادة فرز 119.652 صوتا باطلا، ، وقد أضيف 2184 صوتا لصالح حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه أردوغان، في حين أضيف 785 صوتا لحزب الشعب الجمهوري.

كانت هزيمة أردوغان فى إسطنبول وأنقرة حيث معقل حزبه كانت مدوية، بعدما تحولت الانتخابات المحلية في بلده إلى استفتاء شعبي على أدائه الذي لم يخل من تصريحاته الشعبوية وترويجه لسياساته في المنطقة، التى استخدم خلالها التصريحات العنجهية دون صدى على أرض الواقع، فقد أظهرت الأولية في الانتخابات المحلية أن الناخبين لم يقتنعوا بهذا الأداء، ليواجه حزب العدالة والتنمية، الذي يقوده أردوغان، هزيمة قوية، لم يتعرض لها منذ ربع قرن.

إن الانتخابات المحلية التي أجريت 31 مارس الماضي، انتهت بتسجيل المعارضة العلمانية مفاجأة مزعجة لأردوغان، بحسب ما ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، التى أكدت فى مقال رأي لصاحبه سليم سازاك، الباحث في جامعة براون الأمريكية، أن انتصار المعارضة تاريخي، لا سيما بالنظر إلى أن أردوغان، الذي لم يخسر انتخابات واحدة منذ انتخابه عمدة إسطنبول في عام 1994، كان يرى انتخاب حزبه بمثابة استفتاء على شعبيته.

ويعتبر لأول مرة منذ ربع قرن، ستخضع العاصمة أنقرة والعاصمة الاقتصادية إسطنبول، لحكم العلمانيين وليس الإسلاميين، في إشارة لحزب العدالة والتنمية الذي يقوده أردوغان، ومن بين أكبر سبع مناطق حضرية في تركيا، بقي اثنان فقط بين يدي حزب أردوغان، وهذا يعني أن أكثر من نصف سكان البلاد سيتعاملون مع رؤساء بلديات من المعارضة، وهذه المناطق هي أيضا محركات اقتصادية لتركيا، كما تمثل إسطنبول وحدها حوالي ثلث الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. وهي تشكل إلى جانب  أنقرة وإزمير، أكثر من نصف الاقتصاد. كذلك أصبحت مدن رئيسة أخرى مثل أضنة وأنطاليا ومرسين تحت سيطرة المعارضة.

وهناك عدة أسباب بل وقائع وأخطاء كبيرة ارتكبها أردوغان أدت لهذه النتيجة، التى لم يكن البطل فيها قوة المعارضة أكثر من الأخطاء التى ارتكبها أردوغان وحزبه، فبدلا من اختيار مرشحين أقوياء، رشح أردوغان أقرب الموالين له، مثل رئيس البرلمان الحالي بن علي يلدريم، ووزير الاقتصاد نهاد زيبيكسي، وحول الانتخابات المحلية إلى استفتاء على شعبيته، فأقام 102 تجمعا انتخابيا في 50 يومًا.

ومن الأخطاء الكبرى التى ارتكبها أردوغان أيضا، عندما أظهرت استطلاعات الرأي الأداء الضعيف لحزبه، تحول أردوغان إلى قواعد لعبته المعتادة وهى" شيطنة خصومه"، والسيطرة على الجماهير، وإلقاء اللوم على الغرب، وخلط الدين بالسياسة، بحسب ما قال سليم سازاك كاتب المقال، لذا فكانت هذه الانتخابات تتعلق بمن يرصف الطرق، ويكنس الشوارع، ويعتني بالحدائق، لكن حزب العدالة والتنمية حاول أن يجعل الأمر يتعلق بالرقة ومكة وغزة، لذا لم يقتنع الناخبين، ورغم عدم استسلام حزب العدالة والتنمية بعد في إسطنبول، وهناك أسباب تدعو للقلق من أنه لن يستسلم، حيث يصر أردوغان على إعادة الانتخابات في إسطنبول بعد فشل طلب الحزب لإعادة فرز جميع الأصوات الباطلة لمحو هامش فوز مرشح المعارضة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق