قصة «كتيبة الموت» الروسية: تشكلت من الجنس اللطيف عقب سقوط «القيصرية» (صور)

السبت، 13 أبريل 2019 02:00 ص
قصة «كتيبة الموت» الروسية: تشكلت من الجنس اللطيف عقب سقوط «القيصرية» (صور)

بعد سقوط النظام الملكي الروسى جرى تشكيل عدة كتائب من ممثلات الجنس اللطيف، وكانت ماريا بوتشكاروفا التي ذهبت إلى جبهة القتال بإذن القيصر الروسي في عام 1915 خلال الحرب العالمية الأولى هي مَن طرحت فكرة تشكيل «كتائب الموت» من النساء أمام نواب «ممثلي» الجنود في أبريل1917.

وفق موقع سبوتنك الروسى فكان المفروض وفقا لصاحبة الفكرة أن تحثّ مشاركة ممثلات الجنس اللطيف في الحرب الرجال على مواصلة القتال حتى إحراز الانتصار وكسب الحرب.

وتبنت الحكومة المؤقتة التي تسلمت مقاليد الحكم في روسيا بعد سقوط النظام الملكي في فبراير 1917، هذه الفكرة بحماس لأنها كانت بحاجة إلى ما يجبر الشعب الذي سئم من الحرب على تحمل ويلات الحرب ومواصلة الحرب امتثالا لرغبة الحلفاء البريطانيين والفرنسيين.

ك
ماريا بوتشكاروفا قائدة كتيبة الموت النسائية
 
وصدر لماريا بوتشكاروفا تكليف بتشكيل أول كتيبة مقاتلة من النساء. وأبدت ألفان من النساء الرغبة في الانتساب إلى تلك الكتيبة. ولم تجتَز امتحان القبول إلا 300 من المرشحات الألفين. وذهبت 200 فقط منهن إلى جبهة القتال ضد ألمانيا في يونيو 1917.

واشتبكت الكتيبة النسائية مع القوات الألمانية للمرة الأولى في 8 يوليو 1917. وذكر الجنرال أنتون دينيكين، القائد الأعلى للقوات المسلحة الروسية وقتذاك، أن المقاتلات تعرضن إلى قصف مدفعي خلال الهجوم وتكبدن خسائر كبيرة. ومع ذلك شاركن في صد 4 هجمات شنتها القوات المعادية في اليومين التاليين، وهاجمن القوات المعادية أكثر من مرة.

وأبلغت ماريا بوتشكاروفا قيادة الحيش أن كتيبتها تمكنت من احتلال خطيْن من خنادق القوات المعادية وبلغت خسائر الكتيبة النسائية خلال 3 أيام من القتال 30 قتيلة و70 جريحة. وأصيبت ماريا بوتشكاروفا نفسها بجراح خطيرة استدعت نقلها إلى المستشفى العسكري حيث مكثت هناك خلال شهر ونصف الشهر.

وأكد الجنرال دينيكين معارضته لمشاركة النساء في العمليات القتالية بقوله: «لا مكان للمرأة في ميدان الموت»ونظرا للخسائر الكبيرة حظر القائد الأعلى الجديد للقوات المسلحة الروسية، الجنرال لافر كورنيلوف، في 14 أغسطس مشاركة النساء في القتال، تاركا المتطوعات يخدمن العلم الوطني في وحدات الخفر والحراسة والوحدات الصحية ووحدات الاتصال والإشارة.

وكانت كتيبتان نسائيتان أخريان قد وصلتا إلى جبهة القتال، ولكنهما لم تتمكنا من المشاركة في أي عملية قتاليةوأدى حظر مشاركة النساء في القتال إلى تسريح المقاتلات الكثيرات، وانتهاء النشاط المتعلق بتشكيل الوحدات العسكرية من النساء في روسيا.

ولم تتمكن الوحدات النسائية من تحقيق ما أرادت الحكومة المؤقتة لإلهام أفراد القوات المسلحة وتشجيعهم على مواصلة المشاركة في الحرب. إلا أن المقاتلات الكثيرات أبدين قدرا كبيرا من الشجاعة ونكران الذات.

وصدر للكتيبة النسائية المرابطة في مدنية بتروغراد «بطرسبورغ» عاصمة روسيا حينئذ، تكليف بحراسة «القصر الشتوي» الملجأ الأخير للحكومة المؤقتة قبل ثورة أكتوبر 1917.

ك1
 

ووفقا لذكريات ماريا بوتشكاروفا، لم تكن كتيبتها تنوي  المشاركة في الحرب الأهلية، فغادرت العاصمة. إلا أن الحكومة المؤقتة تمكنت من إبقاء إحدى سرايا الكتيبة النسائية بالحيلة، حيث أمرتها بخفر ثلاثة جسور فوق نهر نيفا. ولأن الثوار كانوا قد سيطروا على تلك الجسور فإن الحكومة المؤقتة أمرت السرية بالذهاب إلى القصر الشتوي حيث صدر لها تكليف بالدفاع عن مقر الحكومة. ولم تتحمس المقاتلات لهذه المهمة، ولم يطلقن النار على الثوار حين دخلوا القصر. وبعدما احتل الثوار القصر الشتوي عادت عناصر كتيبة الموت إلى ثكنتهن بدون الأسلحة.

وانتهى وجود كتائب الموت النسائية وفقا للأوامر الصادرة عن القائد الأعلى الجديد الثوري، نيكولاي كريلينكو، في التاسع من ديسمبر 1917.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق