يكشفها إمام المسجد.. استعدادات الاحتفال بمولد العارف بالله «أبو الحجاج» في الأقصر

 

قبيل ساعات من إنطلاق الليلة الختامية للمولد السنوى لأبو الحجاج ، مساء يوم الجمعة المقبلة، وإنطلاق دورة المولد ظهر يوم السبت، وذلك بمشاركة الآلاف من أبناء الأقصر والمحافظات المجاورة، تم الإنتهاء من أعمال تطوير مسجد العارف بالله سيدى أبوالحجاج الأقصرى أمام معبد الأقصر بوسط المدينة والذى يعد أكبر وأضخم مسجد لأئمة الصوفية بمحافظة الأقصر.

 

 

 

 

قال الشيخ موسى على الرفاعى ، إمام مسجد العارف بالله أبو الحجاج الأقصرى ، أنه تم الإنتهاء من فرش 170 متر سجاد بصحن المسجد على نفقة وزارة الأوقاف، كما تم الانتهاء أيضا من تركيب كاميرات المراقبة الخاصة بالمسجد والتى بلغت 12 كاميرا مراقبة وذلك بالجهود الذاتية من أهل الخير المحبين لسيدى أبى الحجاج الأقصري.

 

 

وأضاف الشيخ موسى على الرفاعى أنه ينقص المسجد حالياً أعمال تجديد التندات الشمسية ، والتى يستظل بها الزائرين من حرارة الشمس ، كما ينقص إستكمال فرش السجاد لفناء المسجد، موضحا أن يجرى حالياً التجهيز لإحتفالات مولد العارف بالله أبوالحجاج الأقصرى، لإقامة الليلة الختامية فى  بحضور محافظ الأقصر المستشار مصطفى ألهم، واللواء طارق علام مدير أمن الأقصر، وعدد من قيادات المحافظة ومديرية الأمن .

 

تفاصيل الإحتفالات والدورة الختامية وتأمينها

 

ومن المقرر أن تشهد الليلة الختامية لمولد الإمام أبو الحجاج الأقصرى ،  تلاوة القرآن الكريم للشيخ ممدوح عبد الستار، وتختتم بمديح نبوى للمنشد  عاطف الهو، ويتحدث خلال الفعالية محافظ الأقصر والدكتور أحمد شمس الدين الحجاجى  ،رئيس مجلس إدارة جمعية الشباب الحجاجى، ورجال الأوقاف والأزهر الشريف بالمحافظة، وفى صباح يوم السبت المقبل، تخرج دورة المولد السنوية التى تجوب كافة أنحاء المدينة 

 

 

 

وترتبط الإحتفالات السنوية بمولد العارف بالله سيدى أبو الحجاج، بالعديد من أشكال الاحتفال المتعارف عليها ، حيث تتم إقامة ليالى من الإنشاد الدينى والمديح لكبار المشايخ بمصر والصعيد، وكذلك تنظيم أكبر "دورة مولد" بوسط المدينة ويحرص على المشاركة فيها الآلاف من المواطنين من مختلف قرى ومدن الأقصر ومحافظات الصعيد، حيث يقول إيهاب صبرى الحجاجى أحد أبناء العائلة الحجاجية أن "دورة مولد أبو الحجاج" تعتبر من أبرز معالم الإحتفال بالمولد، ويتم خلالها خروج مواكب إحتفالية يتقدمها أبناء الأسرة الحجاجية، السير فى مجموعات، على أن تتولى النساء توزيع الحلوى على المشاركين، ويتقدم الدورة  مجسم هودج مصغر مكسو باللون الأخضر أو الأزرق

 

من هو الإمام أبو الحجاج الأقصرى 
 

العارف بالله أبو الحجاج الأقصرى، هو "يوسف بن عبد الرحيم بن عيسى الزاهد"، وينتمى إلى أسرة  عرفت بالتقوى والصلاح، وكان والده صاحب منصب كبير فى الدولة العباسية، وينتهى نسبه إلى سيدنا الحسين بن على رضى الله عنهما، وقد ولد الشيخ فى أوائل القرن السادس الهجرى بمدينة بغداد، فى عهد الخليفة العباسى المقتفى لأمر الله.

 

 

وترك الإمام أبو الحجاج الأقصرى ، العمل الرسمى وتفرغ للعلم والزهد والعبادة، وسافر إلى الإسكندرية والتقى فيها أعلام الصوفية خاصة من أصحاب الطريقتين الشاذلية والرفاعية، وتتلمذ على يد الشيخ عبد الرازق الجازولى، وأصبح أقرب تلاميذه ومريديه، ثم عاد أبو الحجاج إلى الأقصر، والتقى الشيخ عبد الرحيم القنائى (صاحب مسجد قنا الشهير)، وأقام واستقر بالأقصر، حتى وفاته فى عهد الملك الصالح نجم الدين الأيوبى عن 90 عامًا، وكان له مجلس علم يقصده الناس من كل مكان.

 

وترك أبو الحجاج تراثا علميا، ومن أشهره منظومته الشعرية فى علم التوحيد وتقع فى 99 بابا، وتشتمل على 1233 بيتا، وتوفى الشيخ بالأقصر عام 642هـ، ويقال إنه كان كثيرالاعتكاف والانعزال عن الناس .

 

 

تاريخ مسجد وضريح الإمام أبوالحجاج الأقصري
يتميز مسجد ضريح أبو الحجاج الأقصرى بطابع خاص، حيث إنه يحتوى على أعمدة أثرية ويضم أجزاءً من معبد الأقصر، ويستقبل ضريح أبو الحجاج بالأقصر، بشكل يومى الآلاف من المواطنين،  كما تقصده العروس قبل زفافها لطلب البركة ، ومرت على بناء المسجد والضريح أكثر من 8 قرون، بشكله الفريد وتوسطه لكتلة أثرية فريدة يقصدها السياح من مختلف البلدان القادمين لزيارة معبد الأقصر 

 

 

ويعود تاريخ بناء المسجد إلى عام 658هـ، الموافق 1286م، وقد بنى بساحة معبد الأقصر على نسق المساجد الفاطمية القديمة، ومسجد أبو الحجاج الأقصرى تم تسجيله ‏كأثر‏ ‏إسلامى ‏فى 21 يونيو 2007، وهو عبارة عن ساحة مربعة الشكل، مغطاة بقبو ومدخله الرئيسى يقع بالجهة الغربية جرت له عمارات كثيرة فى العصور الأيوبية والمملوكية والعثمانية والحديثة، وهو مشيد على الجهة الشمالية الشرقية لمعبد الأقصر، ويبلغ ارتفاع مدخله 12 مترَا، ويعلو المسجد شريط من الشرفات المبنية بالطوب الأحمر،  وتعد مئذنة مسجد أبو الحجاج الأثرية من أعرق وأشهر المآذن بمصر، فهى أقدم أجزاء المسجد القديم ، وتتكون من ثلاث طبقات الأولى مربعة الشكل، والثانية والثالثة على شكل أسطوانى، وقرب نهايتها مجموعة من النوافذ والفتحات، وهى مبنية بالطوب اللبن، والجزء الأسفل المربع مقوى بأعمدة خشبية، ويبلغ ارتفاعها نحو 14 مترا.