أسرار من داخل الكهف الإخواني (الحلقة الأولى)

الجمعة، 26 أبريل 2019 07:00 م
أسرار من داخل الكهف الإخواني (الحلقة الأولى)
أسرار الإخوان - ملف خاص
طلال رسلان يكتب:

◄ 15 عملية اختراق ناجحة بين إخوان الداخل والخارج تكشف خريطة اللجان الإعلامية والمتعاونين والتمويلات ومسارات عبورها

◄ خطة الإخوان من السيطرة على النقابات المهنية إلى زرع أعضائها فى الصحف القومية واستغلال منصات السوشيال ميديا

◄ الجماعة امتلكت 100 صفحة على فيس بوك بعد 25 يناير..وحزب الحرية والعدالة سيطر على المشهد الإعلامى

◄ صقور الجماعة يرفضون السيطرة الحزبية على الإعلام ويقودون تحركات سرية.. و30 يونيو تكشف الصراع الخفى

◄ صراع الجبهات بين نائب المرشد والأمين العام يكشف خبايا الجماعة بعد التسريب المتبادل للوثائق والمعلومات

 

فى ثمانينات وتسعينات القرن الماضى، وضعت جماعة الإخوان خطتها للسيطرة على مفاصل الدولة، معتمدة فى الأساس وضع يدها على النقابات المهنية، باعتبارها العصب الذى يمكنها من التواجد فى الصورة، ومناكفة الحكومة والنظام للدخول معهم فى مفاوضات تمكنها من الوصول إلى مبتغاها.

 

السيطرة على النقابات المهنية، من وجهة نظر الإخوان، هو أن تكون الأغلبية فى يديها، مع ترك منصب النقيب لمرشح الحكومة، ليكون هو أداة الاتصال بين الجماعة والدولة، وكان القائم الأساسى بهذه المهمة، الدكتور حمدى السيد، نقيب الأطباء لسنوات طويلة، والذى كان أداة الوصل بين المكتب الإرشاد والدولة.

حمدي السيد نقيب الأطباء السابق
حمدي السيد نقيب الأطباء السابق

 

من النقابات انتقلت الجماعة إلى الجماعات الخيرية والأهلية، لتضمن من خلالها الوصول إلى قلب الشارع، وما بين الحكومة والشارع حققت الجماعة خلال هذه الفترة مكاسب مختلفة، أدت منها وصولها إلى مجلس الشعب فى 2005 بأكبر عدد فى تاريخ الجماعة وهو 88 عضواً.

 

زرع الإخوان فى الصحف القومية

الإعلام لم يكن غائباً عن فكر الجماعة، بل كان له الأولوية، لذلك توزعت خططهم بالتواصل مع أكبر عدد من الإعلاميين فى الصحف والفضائيات التى بدأت تظهر، ووصل الأمر إلى فكرة امتلاك منصات إعلامية تحت ستار أحزاب أخرى، مثلما فعلوا مع حزب الأحرار الذى باع لهم رخصة صحيفة " أفاق عربية"، لتكون لسان حال الجماعة، لكن قيادة الإخوان لم تكتف بذلك، بل كان هدفها ألا تكون محصورة فى وسيلة إعلامية واحدة، بل يكون لها تواجد فى الكثير من الوسائط الإعلامية، لتضمن الوصول إلى الجميع، وتكون رسائلها متاحة للكل، فلم تكتف بوجود أفاق عربية تحت سيطرتها، بل استغلت وجود عدد من عناصرها ضمن مجلس نقابة الصحفيين لتزرع عناصر إخوانية فى عدة صحف قومية وحزبية، مستغلة انتخابات النقابة التى تجرى كل عامين للتفاوض مع مرشح الدولة أيا كان هو، مكرم محمد أحمد أو إبراهيم نافع، لتعيين عدداً من الصحفيين الإخوان فى صحف قومية مقابل منحه أصواتهم فى معركة النقيب.

الصحف القومية
الصحف القومية

 

من المدونات إلى التواجد على فيس بوك

كانت الجماعة تتحرك بالمنطق التقليدى فى الأداء الإعلامى، ولم تلحظ أن تغيراً طرأ على الساحة، بظهور مواقع التواصل الاجتماعى، تحديداً موقع "فيس بوك" الذى أنطلق فى 2004 ثم توالت بعده المنصات الأخرى، فلم تنتبه لأهميته الا بعد سنوات، حينما رأت أن فكرة المدونات التى وفرتها شركة "جوجل" وغيرها قبل ذلك لن تفى بالغرض، فتطور وسائل التواصل الإجتماعى سريع، والمدونات ليست الوسيلة الأمثل لتوصيل رسائل الجماعة، فبدأت فى 2009 الاهتمام بفيس بوك ومن بعده تويتر، لكن بشكل فردى، ولم تنخرط الجماعة على وسائل التواصل الاجتماعى الا بعد أحداث 25 يناير 2011، حينما رأت تأثير السوشيال ميديا فى دفع المصريين للخروج للشارع، من خلال رسائل تم بثها عبر صفحة "كلنا خالد سعيد"، التى دعت للنزول فى 25 يناير، ومع أن أحد أعضاء الجماعة كان من المسئولين عن إدارة هذه الصفحة، لكن يبدو أن وجوده كان بمبادرة فردية، والا لوجدنا للجماعة نشاط أوسع على "فيس بوك" قبل 2011.

 

بعد 25 يناير، اكتشفت الجماعة الكنز الذى كان غائبا عن تفكيرها، فانخرطت جماعة وفرادى فى وسائل التواصل الاجتماعى، وكانت تعليمات مكتب الإرشاد فى المنيل حينها، لقواعد الجماعة بكل تشكيلاتها، فى المكاتب الإدارية واللجان والشُّعَب، أن يبدءوا الوجود المكثف من خلال "فيس بوك" و"تويتر" والقوائم البريدية وغيرها، وفى غضون شهور كانت الجماعة تملك أكثر من 100 صفحة، إمّا بصيغة رسمية تحمل أسماء الجماعة ومُتحدثيها ومكاتبها ولجانها فى المحافظات، أو غير رسمية ترفع شعارات ثورية وسياسية عامة، أو يتحالف فيها عناصر الجماعة مع شباب من التيارات الأخرى، ومن خلال هذه الصفحات كانت رسائل الجماعة تصل لكل الأعضاء وللمتعاطفين معهم، وأيضاً للمستهدفين.

الإخوان ومواقع التواصل
الإخوان ومواقع التواصل

 


"الحرية والعدالة" يخطف الأضواء من إعلام الجماعة

التحول الثانى كان مع تأسيس حزب "الحرية والعدالة" أواخر أبريل 2011، ليكون ذراعا سياسيا للتنظيم، فزاد تواجد الجماعة على السوشيال ميديا، من خلال الصفحات التى تم تدشينها باسم الحزب مركزياً وفى المحافظات، بشكل باتت معه الجماعة تملك أكثر من الفى صفحة على السوشيال ميديا، فضلاً عن أذرع إعلامية أخرى تقليدية، مثل صحيفة الحرية والعدالة وقناة مصر 25 وغيرها.

 

اذا تركنا الإعلام التقليدى وركزنا على السوشيال ميديا وتعامل الجماعة معه، سنكتشف أن إدارة الإخوان لصفحاتهم على فيس بوك تشبه إلى حد كبير الهيكلة الإدارية للتنظيم نفسه، فهذه الصفحات عبارة عن خلايا عنقودية مُتفرعة بشكل لا مركزى، بما لا يسمح لعناصر كل مجموعة بمعرفة زملاء المجموعات الأخرى، وكأنهم يتعاملون فى جزر منفصلة، لكن ما يجمعهم إدارة واحدة من فوق، تحدد لهم طريقة التحرك وآليات النشر والأنتشار، ووفقاً لهذه الهيكلة، يقتصر الاتصال على مسؤول تنسيق يرتبط بعدد من المسؤولين فى ذات المستوى الإدارى، ويديرهم جميعا مسؤول ربط، ليلتقى مسؤولو الربط جميعا عند حلقة مُنسّق الإعلام فى المكتب الإدارى بالمحافظة، ويدير مُنسّقى كل المحافظات مُنسّق عام يتبع مكتب الإرشاد.

 

هذه الهيكلة التى اعتمدت عليها الجماعة فى إدارة صفحات السوشيال ميديا تغيرت تماماً بعد ظهور حزب الحرية والعدالة، فالحزب كانت له لجنة إعلامية أردات من البداية أن يكون لها هيكل واضح، بعدما اكتشفت إن إدارة التنظيم للسوشيال ميديا بالمنطق السرى والأمنى، لم يمكنها من الوصول والانتشار، ومع تزايد اعتماد الجماعة على الحزب الوليد، وأعتباره المنقذ حال تعرض الجماعة لأى عارض يؤثر على عملها وتواجدها، فكان الدعم كله موجه للحزب، لذلك انتصرت رؤية اللجنة الإعلامية بالحزب حينها بضرورة توحيد خلايا العمل الإعلامى تحت إدارتها، فجَرَت سريعا عملية تطويع واسعة، قُوبلت بقدر من الاعتراض والتململ من بعض الأعضاء، الذين رأوا الأمر سحقا للجماعة لصالح الحزب، وتغليبا للعمل السياسى على النشاط الدعوى والاجتماعى، لكن موجات الاعتراض انكسرت سريعا تحت ضغوط الخطة المُحكمة للتطويع.


صقور الإخوان يرفضون سيطرة الحزب على إعلام الجماعة

فى نهاية 2011 وضعت لجنة الإعلام فى "الحرية والعدالة" يدها على كل النوافذ والوسائل الإعلامية، لكن كانت المفاجئة أن هناك من داخل الجماعة من يعارض السياسة الجديدة ويقاومها، فاستمرت آلية عمل الوحدات القاعدية فى الجماعة كما هى، خلايا عنقودية لا تعرف بعضها ولا يجمعها رابط مباشر، وهو ما كشف أحد أعضاء التنظيم الذى رفض الإفصاح عن أسمه إعلاميا، بقوله إن استمرار هذه الخلايا تسببت فى وجود عداء مُضمر بيت عدد ليس بقليل من قيادات وقواعد الجماعة تجاه الحزب ومُتصدِّرى المشهد السياسى، فهؤلاء من وجهة نظر الجماعة محدثى سياسة، لكن هذا العداء لم يكن بأى حال من الأحوال قابلاً للتحول إلى واقع أو تحرك على الارض ضد الحزب وقياداته، لأن طبيعة الجماعة وهيكلها التنظيمى لا يسمح بذلك، لأن السمع والطاعة هو الخط الذى يسير عليه الجميع، لكن بالتأكيد كان هناك داخل الجماعة من يتحيّن الفرصة المواتية للتعبير عن نفسه.

 

عضو التنظيم الإعلامى للجماعة، الذى نشط ضمن المجموعات الإعلامية للجماعة بين 2011 و2014، أضاف أن كثيرا من زملائه فى تلك الفترة كانوا يُعبّرون عن غضبهم وسخطهم على الأوضاع والصيغة الجديدة التى أوجدها الحزب، لكن هذا الرفض لم يكن معلناً بل كان فى الحدود الآمنة، وضمن الدوائر الضيقة التى يشعرون بالدفء داخلها، معتبرا أن البذرة الأولى لحالة العداء القائمة بين أجنحة الجماعة حتى الآن وجدت أرضها الخصبة بدءا من 30 يونيو 2013 ، مع الإطاحة بـ"مرسى" وفض اعتصام رابعة، وهو ما رأى فريق التنظيم أنه نتاج ما زرعه السياسيون، وبتفكّك الحزب وجدوا الفرصة مواتية لاستعادة هياكلهم والعمل بأدواتهم القديمة.

30 يونيو 2013 تكشف الصراع داخل الإخوان

ما كشفه هذا العضو يؤكد أن الصراع داخل الجماعة كان قديماً وإن لم يظهر على السطح الا بعد 30 يونيو 2013، ربما خوفاً من انتقام الجماعة مثلما حدث مع قيادات سابقة أبدت رفضها لسياسات الإخوان فكان مصيرهم الطرد والتشريع والتشنيع أيضاً، لكن جاءت ثورة 30 يونيو لتحدث فارق كبير داخل الجماعة، فالمقدسات والمحرمات جرى تجاوزها، ولم تكن الصراعات مكتومة بل ظهرت على السطح، وسرعان ما انقسمت القيادات القديمة إلى جبهتين: الأولى يتزعمها نائب المرشد محمود عزت ويسانده قائد اللجان النوعية محمد كمال الذى قتل فى اشتباكات مع الشرطة قبل قرابة ثلاث سنوات، والثانية يقودها الأمين العام محمود حسين ويعاونه أحمد عبد الرحمن مسئول المكتب الإدارى بالخارج ومكتب الفيوم سابقا.

 

الجبهتان تصارعتا اعلاميا وسياسياً، وبعد 30 يونيو بشهور قليلة تصاعد الصراع بين الجبهتين الذى وصل إلى درجة العداء المحتدم فى صيف 2016، وكان لهذا العداء أشكال مختلفة، فقد بدأ بمحاولة السيطرة على مفاصل الجماعة والتنظيم الدولى، ومن هنا حاولت كل جبهة، أن توظف لخدمتها كل الأدوات المتاحة لها، فاختارت جبهة محمود عزت مسار الإرهاب والعنف المسلح بدون إعلان هويته فى بادئ الأمر، لتحميل الجبهة الثانية مسؤوليته أمام الدولة والرأى العام، فيما قامت الجبهة الثانية بقيادة محمود حسين بتسريب معلومات مهمة عن اللجان النوعية وهياكلها ومراكز إدارتها، وامتدت التسريبات لاحقا لتشمل اللجان الإعلامية وخطط الدعاية والترويج وحصيلة التبرعات والاشتراكات وحجم التدفقات المالية من خلال التنظيم الدولى والأذرع الاقتصادية للجماعة والمساندة المباشرة من بعض الحكومات، فى مقدمتها تركيا وقطر.

ثورة 30 يوينو
ثورة 30 يوينو

 


"عزت وحسين" صراع الجبهتين

اذا عدنا إلى ما قاله العضو السابق فى الجماعة والذى كان أحد خلايا الإعلام الإخوانى، سنجد أنه تفسير لما يحدث من صراعات وخلافات بين الجبهتين، فجبهة محمود عزت المعروف داخل الجماعة بأنه من القطبيين، نسبة إلى سيد قطب، لم يكن موافقاً على فكرة الحزب من البداية، ولا أن يكون الذراع السياسى للجماعة، لذلك احتفظ لنفسه بمجموعة لاستخدامها فى الوقت الذى يراه مناسباً للانقضاض على الجماعة والسيطرة على مفاصلها، وهذا الوقت كان من وجهة نظره بعد 30 يونيو، بعدما تهاوت هياكل الجماعة، فرأى عزت أن الوقت مناسب للانقضاض، وأن يعود القطبيين للواجهة مرة أخرى، لمحاربة ليس فقط الدولة، ولكن الجبهة الاخرى ممثلة فى محمود حسين ومن معه.

 

حرب وعداء مستتر تحول إلى علنى، كان من نتاجه تسريب أسرار اجتماعات المكتب الإدارى فى تركيا، ولجنة إدارة الأزمات التى تضم ممثلين عن إخوان أوروبا وماليزيا والسودان وجنوب أفريقيا، والتى نشرنا تفاصيلها فى حلقات مسلسلة خلال سبتمبر 2017، ثم تتابعت التسريبات المتبادلة متضمنة تفاصيل إدارة إخوان الخارج للنوافذ الإعلامية، والدفع بعشرات من عناصرهم ضمن فرق العمل داخل قناة الجزيرة القطرية، وتليفزيون دويتش فيله الألمانى وعدة مؤسسات أخرى، عبر تمركزات فى 22 دولة حول العالم، كما نشرنا تفاصيلها فى تحقيق بالوثائق خلال ديسمبر الماضى، تضمن شهادة موثقة لأحد عناصر اللجان الإعلامية بالداخل، أشار إلى اسمه بالحرفين الأولين "م. م"، متحفظا على الإعلان عن هويته؛ لارتباط أسرته بالجماعة حتى الآن ووجود شقيقه فى تركيا، لكنه أكد أن صراع جبهتى "صقور عزت" و"ثعالب حسين" على أشدّه، وأن الأمر وصل إلى مرحلة الحرب الحقيقية.


الوصول إلى العداء المعلن
 

مع استمرار الصراع والعداء، حدث تطور لم يكن فى حسبان الجبهتين، وهو اختفاء محمود عزت وانحسار قدرته على الظهور المباشر، وهو ما وضع شباب جبهة العنف المسلح فى المواجهة مع محمود حسين ورجاله، وحتى لا تموت فكرتهم نظموا انتخابات قاعدية، وأعلنوا تشكيلا جديدا لمكاتب الداخل والمكتب العام والشورى، وهى الانتخابات التى لم يعترف بها "محمود حسين" وقيادات الخارج، ليزداد الموقف اشتعالا وتتصاعد حدة الاشتباكات بين الجبهتين، وكانت النقطة الفاصلة حينما ظهر محمود حسين على شاشة قناة الجزيرة قبل عام مهاجماً إخوان الداخل وإدارتهم لمشهد الصراع مع الدولة، قائلا إنهم مجرد مجموعات لا وزن لها، وهو ما رد عليه الشباب ببيان حاد اللهجة، قالوا فيه: أن "محمود حسين لم يكتف بسعيه لإيقاف أية محاولة للتقارب، فيخرج بين حين وآخر لاستعادة الخلاف وترسيخ الانقسام وتعزيز الفرقة... وعدم الاعتراف بالإجراءات الانتخابية انقلاب يتزعمه قلبا للأمور وتزويرا للحقائق" مؤكدين أن ما يبذله "حسين" وفريقه استغلال لمقدرات الجماعة وجريمة سيُسأل عنها من يقترفها ومن يسكت عنها.

 

فى البداية كان الخلاف محصور بين قيادات الجماعة، وبعض التسريبات الإعلامية، لكن ظهور حسين على "الجزيرة" ورد الشباب عليه، أحدث تجول دراماتيكى داخل الجماعة، أثر عليها وعلى هياكلها التى تعرضت للتفكك، فأصبحنا رسمياً أمام جماعتين وليس جماعة واحدة، وربما أكثر من جماعتين أيضاً، فى ظل وجود تحركات من بعض قيادات الخارج لاستغلال هذا الخلاف بين مجموعتى عزت وحسين لتصدر المشهد، وهو ما يمكن أن نستنتجه من المسميات المتعددة التى جرى تأسيسها والإعلان عنها فى تركيا مثل المجلس الثورى، أو تحالف الشرعية، أو لجنة إدارة الأزمة، أو المكتب الإدارى بالخارج، أو التنظيم الدولى، أو لدى إخوان الداخل، وبالنسبة للقسم الأخير فإن تطورات المشهد أكدت سيطرة شباب الحراك المسلح على مفاصل التنظيم.

 

لايزال الصراع مستمر بين الجبهتين أو الجبهات الكثيرة، لكنه بدأ مؤخراً يأخذ منحى جديد، فلم يتوقف الأمر على امتلاك منصات دعائية وإعلامية وصفحات للرد على الاتهامات، والمبادرة بكشف أسرار الخصوم وتسريبها للإعلام أحيانا، وإنما تطور بصورة حادة وصولا إلى تنفيذ عملية استهداف تقنى واختراق للحسابات والأجهزة من كل جبهة للأخرى، وبحسب المعلومات الكثيرة المتوفرة تحت أيدينا، شهدت الشهور الأخيرة مئات من محاولات الاختراق، نجحت منها أكثر من 15 محاولة للطرفين، وبفضل تلك الغزوات المُتبادَلة انتزع إخوان الداخل مئات الصفحات والحسابات وقنوات الاتصال من جبهة الخارج، واقتنصوا أوراقا مهمة بحجم التمويلات ومسارات تدفقها وخريطة مستقبليها، وفى المقابل وضع الخارج يده على تفاصيل تحركات شباب جبهة محمد كمال ولجانهم الإعلامية، والمنصات والنوافذ الخاضعة لهم، والتجهيزات اللوجستية ومجموعات الإنتاج الميدانى، وتكلفة تلك الأنشطة ووسائل تدبيرها داخليا وخارجيا، وهو ما سيتم الكشف عنه فى حلقات متتالية.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة