تفاصيل المسار الأخير في نعش الإسلام السياسى بتركيا

الجمعة، 26 يوليو 2019 09:00 ص
تفاصيل المسار الأخير في نعش الإسلام السياسى بتركيا
أردوغان
كتب مايكل فارس

بات سقوط الإسلام السياسى فى تركيا وشيكا بعد سنوات من الدعم والحشد للسيطرة على أنقرة ومحاولات فاشلة لإنهاء الدولة المدنية، بعدما سعى رجب طيب أردوغان لاستعادة أوهام الخلافة الإسلامية مجددا عبر تغذية التيارات الإسلامية وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية، إلا أنه مع اقتراب نهاية العام الجاري، يبدو أن الأحزاب السياسية المتوقع أن يطلقها قريباً منشقون عن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا باتت أكثر أهمية في أعقاب سلسلة الهزائم المفاجئة التي تكبدها حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المحلية هذا العام، بما في ذلك العاصمة أنقرة وأكبر مدينة في البلاد ومركزها المالي إسطنبول.

علي باباجان، أحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية ونائب رئيس الوزراء السابق والذي يعود الفضل له فى النجاحات الاقتصادية التي تحققت في السنوات الأولى لحزب العدالة والتنمية، يمهد الأن الطريق لحزب جديد مع الرئيس السابق عبد الله جول، بعدما استقال من الحزب الشهر الماضي، قائلا فى بيان، إن الاختلافات في القيم والمبادئ تجعل من المستحيل عليه الاستمرار في الحزب، فتركيا بحاجة إلى رؤية جديدة يتم وضعها بالتشاور مع الجماعات المختلفة.

حزب العدالة والتنمية، بدأ يفقد مصداقيته ونفوذه فى تركيا، يوما بعد يوم، وقد انتقد أحمد داود أوغلو، رئيس الوزراء السابق، الرئيس رجب طيب أردوغان علناً في خطاب نشر على موقع فيسبوك بعد الأداء الضعيف للحزب في الانتخابات المحلية التي جرت في الحادي والثلاثين من مارس الماضي وفي الأسبوع الماضي، قال داود أوغلو إنه سيواصل التعبير عن مخاوفه لكنه سيظل عضواً في الحزب، مضيفاً أن الاستقالة من الحزب ستكون الملاذ الأخير.

ومع مرور السنوات، وصل حزب العدالة والتنمية قد وصل إلى نقطة النهاية وإن الجهود الرامية إلى إنشاء أحزاب منفصلة قد تكثفت إلى حد كبير بسبب المخاوف من أن الحزب سيلحق الضرر قريباً بمصداقية التقاليد الإسلامية المحافظة في تركيا، بحسب عمر لاتشينار رئيس تحرير مجلة بيريكيم، وهو مفكر يساري، الذى أكد أيضا أن المشكلة تتمثل في أن المنتقدين داخل الحزب قد فقدوا كل مصداقيتهم، فحتى إذا قال حزب العدالة والتنمية وأردوغان إنهما اكتشفا الأخطاء وأوجه قصورهم واتخذوا خطوات لتغييرها، فإنهم لا يستطيعون فعل شيء سوى السير نحو نهايتهم المحتومة.

والحرب القائمة بين كوادر الحزب تعود لفريقين أحدهما يطالب الحزب العودة إلى سياساته الأولى التي تدعو إلى الإصلاح الديمقراطي وسيادة القانون، ويلقون باللوم على الدائرة المقربة من الرئيس، بدلاً من إلقاء اللوم على أردوغان نفسه، في هذا التحول، لتلوح فى الآفق آلية تشكيل الحزب ذاته فهو تشكل من خلال الانفصال، تم إنشاؤه عام 2001 بعد أن قطعت جماعة يقودها أردوغان وغول وبولنت أرينج العلاقات مع رئيس الوزراء السابق نجم الدين أربكان لاتباع شكل أكثر اعتدالاً من الميول الإسلامية. بعد 18 عاماً، قال رئيس الوزراء السابق أردوغان إن باباجان يقسم الإسلاميين في تركيا بالاستقالة من حزب العدالة والتنمية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق