روكفلر - ستار بكس وإنت

السبت، 03 أغسطس 2019 02:30 م
روكفلر - ستار بكس وإنت
هبه العدوى

 
حدثنا توم هانكس عن  دخول "ستار بكس" قبل عشرين  عاما من الآن داخل مشهد من فيلم " You've Got Mail " ..حدثنا عن حالة ربكة عامة لاختيار الأفضل، اختار يا  ترى اي نوع من القهوة؟، أجرب موكاتشينو ولا فرابتشينو ولا لاتيه ولا كافيه أوليه ولا إيه ولا إيه؟.. ولا أقولك خلينا زي ما إحنا "نضرب قهوة سادة أو زيادة او  اللي بلبن على قهوة " فرفشة" اللي جنب بيتنا".
 
تحدثنا مؤسسة روكفلر الأمريكية (المؤسسة الشرقية) والتي تبلور دورها داخل أمريكا في أعقاب الحرب العالمية الثانية بأن "الصراع لم يعد في ميادين القتال وساحاتها وإنما أصبح صراعا في بيوت الناس وعقولهم".
**********
أيوه أنت المستهدف، وليس الأمر بنظرية مؤامرة دنيئة تبث فيك الرعب أبدا كفيلم الفيل الأزرق الذي لا أعلم - مع احترامي لصانعيه ولحرفية صناعته وتشويق إثارته- لما الحاجة لتدخيل الأمراض النفسية مع تلبيس الجان في مجتمع يؤمن بالخرافة في عصر المعلومات ويري مريض الشيزوفرنيا الناتجة عن اختلال مستوى الدوبامين في العقل، لابسه جن!! ..
 
لكن سيطرة شهوة الغريب والغير مألوف، هذا الذي يصنع أعلى الإيرادات ويؤهل لل(بست سيللر) دون قيمة إنسانية مضافة أو رسالة فنية تثير عقل المشاهد بحثا  أو تدفيء وجدانه حباً .. او تفك طلسم مما ورثه المجتمع من خرافات.. ما سبق هو الأصعب. 
*******
عن  (فكر مؤسسة روكفلر)، يحدثنا هيكل رحمه الله في كتابه "زيارة جديدة للتاريخ" متحدثا بلسان "المؤسسة" أن الفكر لابد أن يلعب دوره في هذا الصراع.. لابد أن يصبح المفكر جزءا من المؤسسة وليس على هامشها أو خارجا عنها.. المؤسسات مجال يجتمع فيه مديرو العقول من المفكرين مع غيرهم.. يحصلون على دخول مرتفعة مثل نفس الدخول الذي يحصل عليها مديرو البنوك والشركات والمصانع .
 
كل مطلب المؤسسة هو أن تكون عملية صنع القرار بنفسها وبيدها وبصرف النظر عن كل الرسميات والشكليات.. وبعيدا عن الدخول المباشر في  الانتخابات..
 
بعد الحرب العالمية الثانية اختلف المفكرون في هدف الولايات المتحدة الأمريكية وهل هو حرفية قيادة وتطور تاريخي طبيعي.. أم أن نظرية المؤامرة الصهيونية هي الأساس خاصة بعد  أن أصبحت أوروبا هي الرجل العجوز، وبدأ الخوف من سيطرة النظام الشيوعي.. وآن الأوان أن تحل وريثة جديدة ولكن بأدواتها الجديدة (الفكر  ) 
******
اختار براحتك يا مواطن، لكن لو ما اختارتش (نظامنا الرأسمالي)، حنجهزلك أساطيل ونرتب لك معارك وتسقط انت فيها ب(جهلك) لنقيم دولتنا الديمقراطية (غمزة من عيونهم زي اللي بنعملها للأطفال عشان نضحك عليهم بيها 😉) 
الأهم في المعركة إن (ينجح) (نظامنا الرأسمالي كفكر) 
يعني تروح وأنت مرتبك يدوب مكفيك لآخر الشهر، تشتري وجبة ماكدونالدز، تعملي جمعية تجيبي شنطة سينيه، تشتري فيلا بالقسط لآخر عمرك، تدخل مدارس تقطم ضهرك مش عشان تعليم أفضل، عشان لكنة أمريكية هيه التعريف المجتمعي للأرقي.. يعني ساقية بيدور فيها العالم، لكن يبدو أن نهايتها قد اقتربت ..
روكفلر  بدأ مؤسسته من قبل سبعين عاما، نجح.. 
تحدث  ابن خلدون عن "دورة التاريخ الطبيعية"..
قرأت كثيرا عن قرب انهيار الرأسمالية.. عن نظام شيوعي سبق في الانهيار.. 
ماذا عن البحث عن صناعة فكر يؤهل المواطن المصري للإختيار؟ 
أزاي أتعلم اختار؟.. أزاي أكون مواطن مصري حر؟ 
اللي هو إيه تعريف الحرية الفردية؟ طيب المجتمعية؟ إيه قيمنا اللي عليها حتقوم حضارتنا؟ كيف تبدأ مصرنا رحلة التأسيس لطفل السلام العالمي فكرا وقلبا، صناعةً وتنفيذاً؟ 
******
 
بتختار لما تدخل ستار بكس الأفضل بناءا على إيه؟ هل تذوقت كل النكهات؟ أم دخلت في التجربة أم سبق أحدهم مقتحما عقلك مرشحا مشروبه هو المفضل لك؟ أم تراك جربت مرة، ففضّلت أن تبقى أسيرها؟ أم تراك ممن يتجنبون كل مسائل الاختيار وربكته؟ 
أن تختار (الأفضل)، اللي هو إيه (الأفضل)؟ وطبقا لمنظومة قيم عبارة عن إيه؟
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق