قيس سعيد ونبيل القروي في الصدارة.. هل يكونا الوجه الآخر لـ «منصف المرزقي» في تونس؟

الثلاثاء، 17 سبتمبر 2019 06:00 م
قيس سعيد ونبيل القروي في الصدارة.. هل يكونا الوجه الآخر لـ «منصف المرزقي» في تونس؟
قيس سعيد ونبيل القروي متصدران الانتخابات التونسية

تصدر المرشح المستقل، قيس سعيد النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية التونسية التي أجريت أول أمس، فبعد فرز 89% من الأصوات جاء سعيد أولًا بـ 18.8%، بينما حل نبيل القروي ثانيًا بنسبة أصوات 15.7%.

وفي الوقت الذي تحدثت فيه الكثير من الصحف العربية عن الضربة القوية التي تلقاها إخوان تونس، بعد إعلان النتائج الأولية للانتخابات، التي جاءت بـ «عبد الفتاح مورو» نائب رئيس حركة النهضة ومرشحها للانتخابات الرئاسية في المركز الثالث، اعتبر كثيرون أن مستقبل تونس السياسي لا يزال غامضًا حتى وأن تصدر شخصيتان تصفهما الصحف المحلية والعربية بأنهما مستقلان، «قيس سعيد» و«نبيل القروي».
 
وبينما أثار عدد من السياسين في تونس الشكوك حول شخصية قيس سعيد، حيث يشاع قربه لفكر الإسلام السياسي، بل وضعه البعض في خانة النهضة على اعتبار ما حدث بأنه تمويه إخواني بحضور شخصية نهضوية في الانتخابات في حين التصويت يكون لأخرى غريبة وغامضة وبعيدة كل البعد عن المشهد لتكون هى الواجهة المستقبلية الضامنة لبقاء نفوذ الإخوان في تونس، اجتمع كثيرون على شخصية نبيل القروي تبتعد عن كافة هذه الشكوك خاصة وأنه وضع بالسجن خلال الانتخابات.
 
قيس سعيد الذي يحمل بروفايله والسي فيه الخاص به، عددًا من المميزات كعشقه للغة العربية واتقانه للفصحى خلافًا لما هو معروف عن الثقافة التونسية التي عادة ما يغلب عليها استخدام اللغة الفرنسية أو التحدث باللكنة التونسية الخالصة، يضع البعض علي اختياره وصعوده بهذا الشكل علامات استفهام كونه حافظ على علاقة وطيدة مع جماعات الإٍسلام السياسي كالسلفيين والإخوان في فترة بروزه السابقة، بينما يحمل البعض الآخر الكثير من الآمال عليه بالخروج من مستنقع الإخوان، على اعتبار أنه سيأخذ بتحذيرات الساسة الذين دعوا إلى عدم تكرار تجربة منصف مرزوقي الذي كان واجهة لجماعة الإخوان طيلة فترة رئاسته عقب الثورة التي تعرف بالياسمين التي أطاحت بالرئيس الأسبق زين العابدين بن علي. 
 
من ضمن الأصوات التونسية التي حذرت الشعب من تكرار تجربة «المرزوقي» بانتخاب قيس سعيد ، كانت جبهة الإنقاذ التونسية التي أكدت عبر حسام الفطناسي أن الرجل الذي إنبهر به شبابنا و أصبح اغلبهم يدافع عنه بشراسة، هو المرشح السري لشقها الأكثر و تعصبا ممن يسمون أنفسهم بالصقور أو روابط حماية الثورة، مؤكدًا أن ترشح مورو الذي هو على خلاف معلوم عند الجميع مع راشد الغنوشي سوى ذر رماد على العيون.
 
صعود «نبيل القروي» لدورة ثانية في الانتخابات لم يكن مفاجئًا بالشكل الذي حدث مع قيس، فالسبب الذي سجن لأجله القروي وفقًا لكثير من الخبراء أنه منافس قوي ليوسف الشاهد في الانتخابات الرئاسية التونسية، خلافًا لما هو منشور بأن سجنه قبل أسبوعين فقط من الانتخابات الرئاسية المبكرة جاء بتهمة «التهرب الضريبي».
 
وتبنت حملة القروي الرئاسية، الطابع الإنساني الذي يجذب الكثير، حيث قام قبل دخوله السجن بالكثير من الجولات في كل مناطق البلاد قدم خلالها مساعدات غذائية للفقراء والمسنين، موفرة له تلك الجولات قاعدة شعبية كانت بالتأكيد هي الضامنة لصعوده المدوي إلى الدور الثاني، ولكن يبقى السؤال هل سيكون للقروي إذ فاز بالانتخابات توجه استقلالي عن النهضة التي لها نفوذ واسع بالمشهد، وسيحارب ويقاوم محاولتهم السيطرة الكاملة على الرئاسات الثلاثة، أم سيكون هو الآخر تجربة مشابهه لمنصف المرزوقي الذي أدعى اختلافه مع الإخوان في انتخابات الرئاسة التي أعقبت الثورة ليخدع الشعب بعدها ويسلم السلطة لنهضة على طبق من ذهب.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق