«القاهرة للمواطنة» تدعو للتسامح والتعايش ومحاربة الفساد

السبت، 21 سبتمبر 2019 10:00 م
«القاهرة للمواطنة» تدعو للتسامح والتعايش ومحاربة الفساد
منال القاضى

وثيقة القاهرة للمواطنة التى ظهرت بعد انتهاء فعاليات المؤتمر الدولى للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، «وثيقة جامعة يجب تطبيقها فى كل دول العالم»، هذا ما أجمع عليه كل رجال الدين المشاركين فى فعاليات المؤتمر الذى استمر لمدة يومين متتالين، حيث أكدوا أن ما ورد بها كفيل بإسعاد العالم، خاصة أنها تدعو إلى التعايش السلمى بين مختلف الأديان. 
 
وقال الدكتور عبداللطيف عبدالعزيز آل الشيخ وزير الشئون الإسلامية والأوقاف بالسعودية، إن الأزهر فى مصر يقدم الخير لكل الإنسانية، وأن الأفكار المغلوطة التى بثتها الجماعات المتطرفة كانت سببا فى الثورات وقتل المدنيين والعسكريين وتدمير الأوطان والشعوب، مشيرا فى تصريحات لـ«صوت الأمة» إلى أن بناء الدول الإسلامية قائم على الاهتداء والتمسك بكتاب الله وسنة رسوله، ففيهما الهدى والسعادة، مؤكدا أن من بين قواعد بناء الدول التى عززها الإسلام ودعت إليها الأديان التسامح والتعايش ومحاربة الفساد والمفسدين، يقول تعالى: «ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا»، موضحا أن من أعظم أنواع الفساد الفكرى والعقدى، مشددا على ضرورة أن يراعى فى تجديد الخطاب تغيير الفتوى بتغيير الزمان المكان، فالفتوى على رأى قديم يجب تغييرها كما فعل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه.
 
 من جانبه أشاد الدكتور عبدالحميد متولى، أمين عام المجلس الإسلامى بدولة البرازيل، بتوصيات المؤتمر، قائلا: «إن تلك الوثيقة مرتبطة ومنسقة بهذا الوضع، فنحن أمام وثيقة القاهرة مثلما أخرجت المملكة العربية السعودية وثيقة مكة للمؤتمر العالمى لرابطة العالم الإسلامى فى رمضان الماضى، لتعكس دور مصر الريادى فى خدمة الإسلام والمسلمين فى الداخل والخارج لتجديد الخطاب الدينى، وهو ما طالب به الرئيس عبدالفتاح السيسى لاهتمامه بأهل العلم»، لافتا إلى أن الوثيقة نوقشت بمؤتمر الأبحاث وأجمع عليها جميع المشاركين، ما يؤكد أنها شملت حقوق كل أفراد المجتمع.
 
وأشار «متولى» إلى أن الجولة السياحية لضيوف المؤتمر لمجمع الأديان عكست الصورة المشرفة لمصر وأنها بلد الأمن والأمان، والتى تجمع المسلم والمسيحى دون تميز، كما تعكس صورة الإسلام الصحيح التى كانت عليها مصر من التسامح والتعايش السلمى واحترام الأديان، وهى الصورة التى كانت عليها مصر عندما فتحها الصحابة، مشددا على أن المؤتمر قدم الصورة الحقيقية لمصر، وكشف دورها فى إسعاد البشرية، ونحن نقول للعالم هذه هى مصر التى تعكس صورة المنهج الأزهرى الذى يقوم على إسعاد البشرية والإصلاح.
 
ويرى الدكتور مرزوق أولاد عبد الله أستاذ فقه الاسلامى بالجامعة الإسلامية المفتوحة بأمستردام بهولندا بأن توصيات المؤتمر جيدة وهامة للغاية لأنها تتضمن كل مقومات بناء الوطن على أسس دينية تأتى من صميم عقيدتنا وشريعتنا الغراء، التى علمتنا أن حب الأوطان من أجل الإيمان، وكل مسلم بجب أن يكوم فعلا فى وطنه ومتفاعلا مع مجتمعه، وطالب «مرزوق» فى تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة» جميع العلماء بتطبيق هذه الوثيقة فى بلادهم من أجل بناء دولة لأنها تدعو للاندماج والتفاعل مع بناء الدولة.
 
من جهة أخرى، قال مفتى روسيا الشيخ نفيع الله عشيرو، إن الله منَّ على العالم الإسلامى بالأزهر الشريف، وبمصر، تلك البلد التى ورد ذكرها فى القرآن الكريم، كما ذكر جنودها ووصفهم الله بأنهم هم «خير أجناد الأرض»، والمقصود هنا ليس بجنود الجيش فقط لا بل جنود العلم أيضا الذين يتسلحون بوسطية الإسلام، لافتا إلى أنه إذا تم تطبيق وثيقة القاهرة التى خرجت من مؤتمر الأوقاف، لعاشت جميع المجتمعات فى كل قارات العالم فى أمان، مطالبا بعقد لجان دائمة للإشراف على المؤسسات الدينية فى كل الدول التى شاركت بالمؤتمر لتطبيق ما ورد فى هذه الوثيقة .
 
كانت وزارة الأوقاف قد اختتمت الإثنين الماضى، فعاليات المؤتمر الدولى الثلاثين للمجلس الأعلى للشؤن الإسلامية، الذى انعقد على مدار يومى ١٥- ١٦ سبتمبر الجارى، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، بحضور نحو 300 عالم من مختلف دول العالم، والذين أجمعوا على إصدار «وثيقة القاهرة للمواطنة»، وحملت توصيات مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، عدة أمور من بينها الوقوف خلف الحاكم العادل، وترسيخ المشتركات الإنسانية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق