صراع الغاز بين واشنطن وموسكو.. من يتحكم في الطاقة حول العالم؟

الأحد، 06 أكتوبر 2019 03:00 م
صراع الغاز بين واشنطن وموسكو.. من يتحكم في الطاقة حول العالم؟
بوتين وترامب

 
منذ عام2017.. وتحاول الولايات المتحدة الأمريكية صرف نظر أوروبا بعيدا عن واردات الغاز من روسيا، وتوجيه الطلب على الغاز الطبيعي المسال الأمريكي، الأمر الذى وصل إلى انتقاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السياسة الأوروبية لكونها تعتمد بشكل مفرط على الغاز الروسي، ما يشير إلى تحول الصراع بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، إلى «صراع من المتحكم في الطاقة حول العالم».
 
وبحسب تقرير نشرته شبكة «العين» الإخبارية، فإن الذي أشعل الصراع أكثر فأكثر هو استئناف موسكو العمل بخط أنابيب نورد ستريم 2 الروسي الذى وصفه ترامب بأنه «خطوة جذرية إلى الوراء لأمن الطاقة الأوروبي ومصالح الولايات المتحدة».. ويكشف التقرير التالي ملامح صراع الغاز بين أمريكا وروسيا، عبر «س وج» على النحو التالى:

س: كيف تعاملت أمريكا مع الإصرار الروسى بتصدير الغاز لأوروبا؟

ج:  قامت الولايات المتحدة بالضغط على روسيا من خلال فرض عقوبات عليها وعلى حلفائها بالأخص ألمانيا؛ لإيقاف خط أنابيب نورد ستريم 2، زاعمة أن هذا المشروع من شأنه أن يدفع الغاز الروسى إلى عمق أوروبا الغربية ويمكّن روسيا من فرض نفوذ أكبر على السياسة الخارجية الأوروبية، ما يمكنها من استخدام الطاقة كأداة للضغط على أى دولة.

س: لماذا تسعى أمريكا بالضغط على دول الاتحاد الأوروبى لشراء الغاز الأمريكى بدلا من الروسى؟

ج: تعمل الولايات المتحدة جاهدة على دفع دول الاتحاد الأوروبى لشراء الغاز الطبيعى المسال من الولايات المتحدة بدلاً من روسيا باعتباره وسيلة لتنويع وتأمين إمدادات الطاقة، وخلق مناخ تنافسي، كما أنه من شأنه أن يسهم فى خفض العجز التجارى الأمريكي.

س: كيف تتعامل روسيا مع الضغوط الأمريكية؟

ج : انتقدت روسيا جهود الولايات المتحدة فى إفشال مشروع مد خط أنابيب لنقل الغاز الروسى إلى أوروبا بشكل واضح خلال المنتدى الاقتصادى العالمى الذى انعقد فى مدينة سان بطرسبرج الروسية، كما أعلنت روسيا تضامنها مع الصين التى تخوض حربا تجارية مع واشنطن.
 
س: لماذا يعتبرالاتحاد الأوروبى سوق كبير للغاز؟ 

ج: تزايدت المنافسة والصراع بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن إمدادات الغاز الطبيعي، فبالنظر إلى الاتحاد الأوروبى كقوة عظمى مكونة من 28 دولة بإجمالى عدد سكان يبلغ نحو 512 مليون نسمة، يعد الاتحاد الأوروبى سوقا محل نظر لأكبر مصدرى الطاقة فى العالم، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالغاز الطبيعى.

س: ما هى عيوب ومميزات الغاز الأمريكى ؟
ج : تتطلع واشنطن إلى تحدى روسيا من خلال زيادة صادراتها من الغاز الطبيعى المسال الأمريكى باعتباره أسهل وأكثر أمانا فى التخزين والنقل، ولكنه من ناحية أخرى يعد باهظ التكلفة بسبب الجهد المطلوب لتسييله ونقله مقارنة بالغاز المنقول فى خطوط الأنابيب ومصادر الطاقة الأخرى.

س: كم بلغ حجم توريد الغاز من أمريكا لأوروبا عام 2018؟
ج: بلغ حجم الغاز الطبيعى المسال الذى تم توريده من الولايات المتحدة إلى الاتحاد الأوروبى نحو 24% من إجمالى إنتاج الغاز المسال الأمريكى فى أكتوبر الأول 2018، وتتوقع المفوضية الأوروبية أن تتضاعف الصادرات الأمريكية من الغاز لأوروبا بحلول عام 2022، وذلك مع تنامى إنشاء خطوط الغاز المسال بأنحاء أوروبا.

س: متى بدأت أمريكا فى الظهور كمصدر للغاز؟

 ج: الولايات المتحدة بدأت الظهور كمصدر للغاز فى عام 2017 لأول مرة، وفقا لتصريحات إدارة معلومات الطاقة، فقد ارتفعت صادرات الولايات المتحدة من الغاز الطبيعى المسال بنحو 58% فى النصف الأول من عام 2018 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2017. وخلال الأشهر الأولى من عام 2019، بلغت واردات الاتحاد الأوروبى من الغاز الأمريكى نحو 13% لتصبح بذلك ثالث أكبر مورد للاتحاد الأوروبي.
 
ويرجع ذلك إلى زيادة الإنتاج من حقول الصخر الزيتى فى الولايات المتحدة. وتعكس تلك الإحصاءات رغبة ترامب فى توفير بديل للطاقة الروسية للحلفاء الروسيين بما تم وصفه بـ"غاز الحرية".

س: هل نجحت المساعى الأمريكية فى صرف أوروبا عن الغاز الروسى؟

ج: وعلى الرغم من الطفرة التصديرية للغاز التى حققتها الولايات المتحدة فى فترة وجيزة، لا تزال روسيا أكبر مورد للغاز الطبيعى إلى الاتحاد الأوروبى فى عام 2018، وفقا لبيانات المفوضية الأوروبية. كما يظهر مدى اعتمادية الاتحاد الأوروبى على الغاز الروسي، عندما سجلت المفوضية أن 11 دولة من أعضاء الاتحاد الأوروبى (بلغاريا وجمهورية التشيك وإستونيا ولاتفيا والمجر والنمسا وبولندا ورومانيا وسلوفينيا وسلوفاكيا وفنلندا) قامت باستيراد أكثر من 75% من إجمالى الواردات الوطنية من الغاز الطبيعى من روسيا فى عام 2018، نظرا لقربها من البلاد.

س: ما هى الجدوى الاقتصادية لخط نورد ستريم 2 لتصدير الغاز الروسى أوروبا؟

ج: يربط خط نورد ستريم 2 روسيا بأوروبا عبر بحر البلطيق، ويعد خط الأنابيب الموسع بديلا لتجاوز بلدان المرور مثل أوكرانيا، والذى يعمل على توصيل الغاز من أحد مراكز الإنتاج عبر بيلاروسيا وبولندا إلى ألمانيا، وسيمتد خط الأنابيب نورد "ستريم 2" لمسافة 1225 كيلومترا تربط بين روسيا وألمانيا وسائر دول أوروبا، ومن المتوقع بدء تشغيله أوائل 2020.

س: كيف يمر خط نورد ستريم 2؟

ج: يمر خط الأنابيب تحت سطح البحر عبر المياه الإقليمية لروسيا وفنلندا والسويد والدنمارك وألمانيا، وتعد السلطات الدنماركية فقط هى التى لم تسمح بعد بخط الأنابيب فى المياه الإقليمية.

س: كم تبلغ القدرة الانتاجية لهذا الخط حال تشغيلة؟

ج: تبلغ القدرة الإنتاجية السنوية لخط نورد ستريم 2 نحو 55 مليار متر بما يسهم فى إمداد الغاز لنحو 26 مليون أسرة أوروبية، ويقدر الخبراء أن يتجاوز الطلب الأوروبى على الغاز الروسى 50%، فى حالة بدء تشغيل نورد ستريم 2.

س: ما موقف ترامب عندما سمع بتنفيذ هذا الخط؟ 

ج: انتقد مشروع خط الأنابيب، محذرا من أن دول أوروبا وألمانيا بشكل خاص قد تصبح رهينة لدى موسكو بسبب اعتمادها الزائد على إمدادات الطاقة الروسية،معربا عن خيبة أمله لأن الولايات المتحدة هى اللاعب الرئيسي فى حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذى يستهدف التصدى لروسيا، فى حين أن الدول الأعضاء فى التحالف مثل ألمانيا تضع أمن إمدادات الطاقة لديها فى يد روسيا.

س: لماذا تزايدت اتجاهات دول الاتحاد الأوروبى الأن إلى استخدام الغاز؟

ج: تزداد احتياجات الاستيراد فى الاتحاد الأوروبى بسبب عمليات التخلص التدريجى من الأسلحة النووية والفحم، وكذلك تقلص الإنتاج المحلى للاتحاد الأوروبي، ومن ناحية أخرى، لا يمثل هذا الخط خطراً على أمن الإمداد الأوروبي، بل سيمنح أوروبا تدفقات أكبر من الغاز الطبيعي، بالإضافة إلى قدرتها للوصول إلى الغاز الطبيعى المسال بصورة مرنة.
 
كما يتعلق الأمر بجهود الاتحاد الأوروبى للمحافظة على المناخ، حيث تسعى ألمانيا إلى إغلاق جميع المصانع التى تعتمد على الفحم بحلول عام 2038، كما تسعى أوروبا للتخلص من استخدامات الطاقة النووية فى مزيج الطاقة المستقبلي. وعلى الرغم من بزوغ الطاقات المتجددة كمصدر للطاقات النظيفة فإنها لا يمكن اعتبارها منافسا للغاز الطبيعي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق