أردوغان والعائلة.. «سوابق» ومافيا تدير شبكات فساد كبرى

السبت، 12 أكتوبر 2019 05:00 م
أردوغان والعائلة.. «سوابق» ومافيا تدير شبكات فساد كبرى
أردوغان

«بلال» يتلاعب بأراضي الأوقاف والأبنية الأثرية دون مقابل وحولها لستار خلفي لزيادة ثروة العائلة.. وتقارير مخابراتية تكشف علاقته ببترول «داعش»

ابنته  «سمية»  متورطة فى عمليات رشوة مع رجال أعمال أتراك.. وذاع صيتها كسياسية فاسدة تستغل نفوذ والدها

صهر رئيس تركيا يتحكم فى ليبيا..تورط مصنع «بيراقدار - للطائرات المسيرة»  فى دعم ميليشيات  «السراج»

بيرات البيرق زوج «إسراء» استعان به رئيس تركيا فى المناصب الوزارية ليكون يده الباطشة ومندوبه فى الصفقات القذرة

إنها حقا عائلة «سوابق»،.. باختصار هذا هو الوصف اللائق برئيس تركيا رجب طيب أردوغان، وعائلته التى أثبتت كل التقارير الرسمية تورطها فى عمليات فساد كبرى، لم تقتصر على الابن الأكبر بلال، بل امتدت إلى الابنة الصغرى «سمية»، وأزواج بناته، فخلال سنوات قليلة، استطاع أردوغان أن يشكل عائلة أقرب إلى المافيا.

وكشفت التسريبات الصوتية، والصور التي نشرتها وسائل إعلام تركية معارضة، عن أردوغان، وعائلته، حجم الفضائح التى توصمه وأبناءه الأربعة، خاصة ابنته الصغرى «سمية» التى تورطت في عمليات رشوة مع رجل أعمال تركى، فى الوقت الذى يتكتم فيه نظام أردوغان، على تلك الفضائح، وأذيع تسريب يجمع بين «سمية» ابنة أردوغان.

رجل الأعمال التركى «مصطفى لطيف طوباش»، أثناء طلبها لرشوة مقابل تسيير أعماله المخالفة للقانون، حيث جاء فى أحد المقاطع الصوتية لها، وهى تقول: «أنا تحدثت إلى أمى، لقد اخترنا من قبل المنزل الخلفى أيضا ضمن هذه المنازل، وكما خططنا من قبل ليكون حمام السباحة الموجود فى الخلف مثل الموجود فى المقدمة، وممكن تكون المسافة بين المنازل أكبر من المسافة بين منزلك والمنزل الموجود بجانبه»، ورد رجل الأعمال التركي، قائلاً: «تمام المسافة 9 أمتار وأنا سأطلب أن تكون أكبر»، فقاطعته سمية، قائلة: «لتكن المسافة 10 أو 11 مترا، لقد تحدثنا أيضا أن يكون حمام السباحة بجانبه ستار حتى نسحبها عند اللزوم، وإذا عرفنا كم سيكون طول الستار عندما يكون هذا الستار مغلقا»، فرد طوباش، قائلا: لا داعى لهذا الحديث الآن»، فقاطعته سمية، قائلة: «أنا أتحدث فى هذا لضبط المسافة حتى لا يظهر حمام السباحة فى الطابق الثاني»، ورد: «نتحدث فى هذا فيما بعد، دعينى الآن أعد مخطط المنزل ولا داعى للمطبخ الداخلى ما دام هناك مطبخ فى الخارج»، فقالت: «نعم فمكان المطبخ الداخلى يظل غرفة»، فقال: «سأفعل هذا وأخطط له وسترينه أنت ثم نرى فيما بعد»، فقالت: «تقول أمى إنه فى المسافة بين الحائط الخارجى تكون هناك حديقة للتجول أو للأطفال، أى شىء صغير لا يأخذ مساحة كبيرة، لكن ستكون كما لو كانت مساحة للألعاب»، فرد رجل الأعمال قائلا:«تمام هذا أمر سهل».

الابنة الصغرى تعالج جرحى داعش

ينتقل الفساد فى عصر أردوغان إلى الجينات الوراثية لأبنائه، فقد تسللت «سمية» من خلال منصب أبيها لتصبح سياسية هامة، وتصدر مشهد ظهورها فى معظم الجولات والزيارات برفقته دائما، مما أتاح لها فرصة التعلم من أبيها كثيرا، بينما ذاع صيتها كسياسية فاسدة تستغل نفوذ والدها لإقامة علاقات مع تنظيم «داعش» الإرهابي، وذلك وفقا لما أكده تقرير موقع «جلوبال ريسيرش»، بأن ابنة أردوغان ترأست هيئات وطواقم طبية سرية لعلاج جرحى تنظيم داعش الإرهابى فى معاركه مع الجيش السورى عام 2015، واعتمد التقرير على شهادة ممرضة عملت لمدة أسابيع داخل مستشفى عسكرى سرى فى «شانلى أورفا»، وأكدت مشاهدتها لعشرات الجرحى المرتدين ملابس كاكي، فى شاحنات عسكرية تركية، تبين أنهم من عناصر داعش، مشيرة أن مهمتها كانت إعداد غرف العمليات ومساعدة الأطباء فى مهامهم، مقابل تلقيها راتبا بلغ 7500 دولار شهريا، مؤكدة مشاهدتها لـ«سمية» أردوغان، مرات عديدة داخل  المقر الرئيسى للمستشفى فى شانلى أورفا.

وأوضح التقرير أن ابنة أردوغان، أعلنت رغبتها فى السفر إلى الموصل العراقية، معقل تنظيم داعش، للقيام بما أسمته بأعمال إغاثة وإنسانية والتطوع، بينما كان الأمر فى الحقيقة شراء النفط السورى والعراقى من داعش، بسعر أقل لبيعه فى السوق السوداء وتحقيق مكاسب طائلة.

 «سمية»أردوغان، من مواليد 22 أغسطس 1985 بإسطنبول، أنهت تعليمها الثانوى فى تركيا، ثم تابعت تعليمها الجامعى فى الولايات المتحدة الأمريكية، بعد فشلها فى تخطى امتحان القبول للجامعة عام 2002، بعدها حصلت على درجة البكالوريوس فى العلوم السياسية والاجتماعية من جامعة انديانا، بالاستفادة من منحة قدمها لها أحد رجال الأعمال، كرشوة لأبيها، ثم حصلت على درجة الماجستير فى مجال الاقتصاد من كلية لندن للاقتصاد.

بعد عودة «سمية» أردوغان إلى تركيا، عام 2010 أصبحت شريكة فى شركة «دوروك ازجارا» للغذاء، وبدأت فى نفس العام عملها كمستشارة مسئولة عن العلاقات الخارجية لحزب العدالة والتنمية، الذى أتاح لها المشاركة فى العديد من الرحلات خارج تركيا، وفى عام 2013، عملت مستشارة لأبيها الذى كان قد أصبح رئيسا للوزراء حينها، وكانت تلازمه فى المناسبات والزيارات الرسمية، وتولت مهمة الترجمة لوالدها إلى اللغة الإنجليزية فى تلك اللقاءات، حتى أنها أثرت على بعض قرارات والدها خلال أزمة تظاهرات حديقة جيزى فى 2013، الأمر الذى أثار اندهاش البعض لأنها الابنة الصغرى له، حتى تمكنت من أن تصبح عضوا فى لجنة السياسات الخارجية للحزب العدالة والتنمية الحاكم، وتلقت دعما كبيرا من جانب الحزب، لتدخل مجالات أوسع فى الحياة السياسية، وفى وقت قصير استطاعت العمل كمستشارة  لـ«أحمد داوود أغلو» الأمين العام للحزب، لمدة 4 سنوات، إلا أنها قدمت استقالتها من منصبها فور تولى أردوغان منصب رئيس الجمهورية.

أردوغان يغسل سمعة ابنته بشائعة تعرضها للاغتيال

وفى خطوة ليست بالجديدة على نظام أردوغان، فقد فبرك جهاز المخابرات التركى كذبة تروج أن «حركة الخدمة»، المعارضة للنظام التركي، خططت لتنفيذ عملية اغتيال ابنة أردوغان، بهدف إكسابها تعاطفا شعبيا، بعدما فشل والدها فى غسل سمعة ابنته بحملة إعلامية واسعة، على خلفية ثبوت تورطها فى قضايا فساد ودعم للإرهابيين فى سوريا، إلا أن تمثيلية الاغتيال التى صاغها الرئيس التركى لم تلق قبولا لدى الرأى العام، وارتفعت موجة الغضب الجماهيرى مما دفع والدها إلى التراجع عن ترشيح ابنته فى البرلمان.

بالريموت كنترول.. صهر أردوغان يتحكم فى ليبيا

عقد رئيس بلدية إسطنبول، قادر توباش، قران «سمية»، على «سلجوق» ابن رجل الأعمال «أوزدمير بيرقدار»، فى مايو 2016، وسط مشاعر السخط عمت تركيا بأكملها بسبب إقامة الحفل بالتزامن مع جنازات لـ8 من العسكريين، 6 منهم لقوا مصرعهم بمنطقة جيلى على الشريط الحدودى بين تركيا والعراق، و2 سقطت مروحياتهما.

وتمتلك عائلة «بيرقدار»، شركة لتصنيع مكونات السيارات منذ عام 1948 باسم «بيرقدار ماكينا»، إلا أن الشركة بدأت فى تصنيع المعدات الجوية منذ بداية الألفية الثانية، لكن التعاون الحقيقى بين بيرقدار، والجيش التركى بدأ بعد فوزه ببطولة نظمها الجيش التركى لأفضل طائرة مسيرة مصغرة، وطلبت أنقرة بعدها 19 طائرة من هذا النوع، لكنه فى 2015 جذب انتباه العسكريين الأتراك، بعدما نجحت أحدث طائراته TB2 فى جذب انتباه العسكريين الأتراك، بعدما ضربت أهدافا من على ارتفاع 4 كيلومترات، ومدى 8 كيلومترات، وبعد زواجه من «سمية» ابنة أردوغان، أصبحت شركته المصنـع المفضل للطائرات المسيرة فى تركيا.

ويتورط مصنع «بيراقدار» زوج ابنة أردوغان، فى نشاطات لطائرات مسيرة تركية فى ليبيا، تعمل لصالح حكومة الوفاق الوطني، وتستهدف عناصر ووحدات تابعة للجيش الوطنى الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر، من خلال فريق خبراء عسكريين أتراك، يديرون المعارك الدائرة فى ليبيا، لصالح حكومة الوفاق الوطني، بقيادة رئيس الوزراء فايز السراج، من غرفة عمليات مقرها طرابلس، حيث تتمركز حكومة الوفاق الوطنى الليبية، إذ يتولى الفريق التركى مسئولية تشغيل طائرات «بيرقدار» المسيرة، لشن غارات على قوات حفتر، فى مدينة غريان ومعسكر أبو رشادة.

حلم التوريث لا يفارق أردوغان

يحلم رجب أردوغان، لو أن أحد أبنائه الأربعة يخلفه فى الحكم، إلا أنه لم يهيئ بعد لتوريث أو ترشيح أى منهم، خاصة ان أبنه الأكبر «أحمد براق»، انسحب من الحياة العامة بسبب ما يعانيه من مشكلات نفسية، على خلفية تسببه فى مقتل امرأة تركية فى إسطنبول عام 1998 بعد أن صدمها بسيارته، مما أدى إلى وفاتها متأثرة بجراحها، وهرب من موقع الحادث، وقت أن كان أردوغان يشغل منصب عمدة إسطنبول.

الواضح من المشهد، أن أردوغان، لا يثق فى ابنه الثانى «نجم الدين بلال»، الذى يُوصف بأنه ليس بالذكاء الكافى ليخلف والده على قمة تركيا.

وقد لا يبدو للعيان، أن الرئيس التركى يدعم ابنته الثالثة «إسراء»، للانفتاح على الحياة السياسية وخلافته كما يفعل مع أختها الصغرى «سمية»، إلا أنه دون أدنى شك لم يفوت الفرصة لدعم زوجها «بيرات البيرق»، ومساعدته للوصول إلى مكانة عليا فى السياسة التركية.

انضم «بيرات» إلى شركة تشاليك القابضة، العاملة فى مجالات الطاقة والبناء عام 1999، وبعد 3 أعوام، عين مديرا ماليا لفرع الشركة فى الولايات المتحدة الأمريكية، ثم مديرا للفرع، فى هذه الأثناء كانت «إسراء تدرس» فى جامعة بيركلى بكاليفورنيا، مما سمح لها التعرف على بيرات، بكل حرية، ثم أصبح تولى منصب المدير التنفيذى للشركة فى 2007،  ودفع باتجاه أن تشترى تشاليك، صحيفة «صباح» وقناة «A- Haber»، ثم بيعا لاحقا لشركة أخرى يمتلكها صديقان لأردوغان، وأصبحا موالين لسياسات أردوغان، حاليا.

استقال «بيرات» زوج ابنة أردوغان، من منصبه فى الشركة، وترشح على قوائم حزب العدالة والتنمية فى إسطنبول، ثم عينه أردوغان، فى منصب وزير الطاقة عام 2015، أثناء توليه رئاسة وزراء تركيا، فى خطوة اعتبرها الشارع التركى محسوبية سياسية وسط الكثير من الانتقادات، خاصة بعد تمرير «بيرات»، قانون ضرائب صاغه زملاؤه فى شركة تشاليك، مما ساعدها على إدخال أموال جنتها من أعمال خارج تركيا، دون دفع ضرائب، تم نقلها إلى أحد الملاذات الضريبية.

استطاع «بيرات» أن يحظى بنفوذ كبير فى السياسية التركية، بعد تعيينه فى الحكومة، ووصل الأمر إلى أنه يتصرف أحيانا كرئيس، ويوجه انتقادات لسياسيين ويعطى تعليمات للوزراء، ويحدد لهم كيفية إدارة أعمالهم ومن يجب عليهم توظيفه أو طرده، فأردوغان غالبا ما يقدمه للضيوف الأجانب أثناء زيارة تركيا، كما يشركه فى أغلب الاجتماعات.

نجل أردوغان يوسع ممتلكاته بـ 15 مطعما و160 مليون ليرة

يتزعم «بلال» الابن الرابع لأردوغان، مؤسسة خيرية ادعى تقديمها أعمالا خيرية، فى شكل وقف خيرى، بهدف تعليم الشباب وتطويره، إلا أنه سرعان ما تمدد هذا الوقف بشكل لافت، لدرجة أنه ضم 21 مسكنا طلابيا، و3 أدوار ضيافة، و160 مليون ليرة تركية، ومنها بدأ «بلال» مشروعاته الاستثمارية فى الجامعات ورياض الأطفال، عملا على تخريج أجيالا تدين بالولاء له ولأبيه.

تلاعب «بلال» البالغ من العمر 37 عاما، بالوقف وحوله إلى ستار يخفى وراءه صفقاته المشبوهة، وإدارة عملياته فى غسل الأموال، علاوة على استغلاله لنفوذه  فى تسهيل الحصول على مساحات ضخمة من الأراضى، وتخصيصها إلى رجال أعمال، مقابل عطايا ومكافآت سخية، مكنته من امتلاك ثروة طائلة باستغلال أسم أردوغان ومنصبه، إذ يمتلك شركة تجميل، فضلا عن 15 مطعما، وشركة أغذية، بالإضافة إلى صفقاته مع إحدى الشركات البرازيلية لاستيراد البن، علاوة على سعيه لاقتحام مجال المعجنات.

وكشفت تحقيقات الفساد التى أجريت شهر أبريل الماضى، أن «بلال» نجل أردوغان، يوسع ممتلكاته بمساعدة مقربين من الرئيس التركى، على رأسهم الأمين العام لإدارة الأوقاف، الذى خصص لنجل أردوغان، أراضى منتقاة وأبنية أثرية لمدة 49 عاما دون مقابل، إذ أكد التحقيقات تخصيص أحد أعضاء حزب العدالة والتنمية والذى يتولى رئاسة إحدى بلديات مقاطعة فاتح، مسكن الطلاب المقام بميزانية الدولة بشكل كامل، للوقف لمدة 25 عاما دون مقابل، كما ضمت المديرية العامة للأملاك القومية 9 أفدنة و800 متر، إلى الوقف لمدة 30 عاما.

وذكرت التحقيقات، استيلاء «بلال» أردوغان، على 15 فدانا بطول ساحل بحيرة صابانجا، تحت غطاء الوقف، وهى تعتبر أفضل المناطق فى تركيا، بادعاء توسيع الوقف لخدمة الشعب التركي، إلا أن الفضيحة الكبرى التى تلطخ سمعة عائلة أردوغان، جاءت على لسان الرئيس الروسى فلادمير بوتين، بأن نجل أردوغان، يتاجر بشكل مباشر فى نفط تنظيم داعش الإرهابى، من داخل الأراضى الليبية والسورية.

ولا يخجل أردوغان، من كشف تقارير أجنبية عن تورطه وأبنائه فى دعم الميليشيات المسلحة داخل ليبيا، طمعا فى النفط الليبى، إذ تحصل هذه الجماعات على دعم مباشر من «بلال» نجل الرئيس التركي، بالإشارة إلى حجم التسليح الذى تمتلكه ميليشيات أنصار الشريعة وقوات فجر ليبيا وتنظيم داعش، فضلا عن مراكز الإغاثة الطبية التى تقيمها الابنة الصغرى «سمية»، لعلاج مصابى التنظيمات المتطرفة داخل ليبيا وخارجها، فقد كشف تقرير أصدرته لجنة الاتصال الدولية بالاتحاد الأفريقى، المعنية بمتابعة الأزمة الليبية، عن معلومات تؤكد تورط أنقرة، فى إشعال الحرب داخل ليبيا، لتمكين جماعة الإخوان الليبية من السيطرة التامة على مقاليد الحكم، مقابل استيلاء تركيا، على بترول ليبيا من الحقول الواقعة تحت سيطرة الجماعات المتطرفة، حيث ذكر تقرير اللجنة أن قوات فجر ليبيا الجناح العسكرى لجماعة الإخوان، يتم التحكم فى قراراتها من خلال مكتب يقع وسط العاصمة أسطنبول، وليس من داخل ليبيا، كما هو شائع، وعليه يتم دعم هذه القوات بأسلحة تركية أتت على شكل مساعدات خلال العامين الماضيين، بإجمالى 100 مليون دولار، ويتم استيراد الأسلحة من دول أخرى لصالح ليبيا، الأمر الذى أكده تعيين «أمر الله ايشلر»، مبعوثا خاصا لأردوغان، داخل ليبيا، حيث معروف عنه انتماؤه وتعاطفه مع جماعات الإسلام السياسى ومنها الإخوان.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق