الانقسام العرقي يفجر أنقرة من الداخل.. أكراد تركيا: جنودنا يقاتلون أقاربنا

الخميس، 17 أكتوبر 2019 11:10 ص
الانقسام العرقي يفجر أنقرة من الداخل.. أكراد تركيا: جنودنا يقاتلون أقاربنا
اكراد تركيا
كتب مايكل فارس

 
عمق الهجوم التركي على شمال سوريا، الانقسام الداخلي في البلاد التي يحكمها الديكتاتور رجب طيب أردوغان، حيث يعترض الأكراد داخل أنقرة على هذه العملية العسكرية التي يحارب بموجبها نفس عرقهم في سوريا، بينما رحب أنصار رجب طيب أردوغان هذه العملية، فيما ألقت الشرطة القبض على أكثر من 100 شخص بسبب منشوراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي التي تنتقد الهجوم.
 
وشنت تركيا عدوان عسكري في شمال شرق سوريا، بهدف طرد قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد من الأراضي على طول حدودها، وإنشاء منطقة آمنة بعمق 30 كيلومترا، حيث تعتبر أنقرة قوات سوريا الديمقراطية امتدادًا لحزب العمال الكردستاني، الذي يقاتل من أجل الحكم الذاتي في جنوب شرق تركيا، الذي تقطنه أغلبية كردية منذ ما يربو على ثلاثة عقود.
 
والأكراد في تركيا يبلغون قرابة 20% من نسبة السكان، ويرفضون بشكل قاطع، هذه العملية التي وصفوها بالغزو حيث يرى خبراء أنهم يفضلون السلام عن الحرب، ونقل موقع "أحوال" التركي، عن فاطمة يافوز، وهي امرأة كردية تعيش في إسطنبول، كبرى مدن تركيا، قولها إنه يجب على القوات التركية الانسحاب من سوريا، مضيفة "ماذا تريد هذه الدولة من الأكراد؟ لم يفعل الأكراد شيئا لكم"، فيما قال يسار توكر، أحد سكان إسطنبول من مقاطعة سيرت الجنوبية الشرقية التي تضم أكرادا وعربا "إذا قال العالم كله إنه ليس إرهابا وأنت الوحيد الذي تطلق عليه الإرهاب، فقد تكون أنت الذي يواجه مشكلة".
 
ويرى خبراء أخرون أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يستخدم العملية السورية لإخفاء الانكماش الاقتصادي الذي أدى إلى تآكل الدعم للحزب الحاكم، فيما أكد موقع "أحوال" أن أولئك الذين يعيشون بالقرب من سوريا، لم تكن الحرب الأهلية بالنسبة إليهم نزاعا بعيدا، فقد أثرت بشكل مباشر على أفراد الأسر التي تعيش على الجانب الآخر من الحدود، فيما قال عزمي بكير، وهو من بلدة جيلان بينار في مقاطعة شانلي أورفة التركية، وهي واحدة من المكانين اللذين يتوجه منهما الجيش التركي إلى سوريا "هؤلاء الذين شاركوا في القتال هم جنودنا، والذين يقتلونهم هم أقاربنا، مضيفا  لا أعتقد أن لدينا أي عمل هناك، سنصبح جزءا من الاضطرابات الداخلية في سوريا".
 
وقد تسبب الغزو التركي في نزوح أكثر من 275 ألف شخص، من بينهم أكثر من 70 ألف طفل، بحسب الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا، وما يزال أردوغان يصر على مواصلة العملية، حيث قال لصحفيين أمس الأول "إنهم يطلبون منا أن نعلن وقفا لإطلاق النار. لا يمكننا أبدا أن نعلن وقفا لإطلاق النار".
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق