الهدف إرباك المنطقة العربية.. الإخوان وتنظيم القاعدة وجهان لعملة واحدة

الأربعاء، 23 أكتوبر 2019 09:00 ص
الهدف إرباك المنطقة العربية.. الإخوان وتنظيم القاعدة وجهان لعملة واحدة

شكلت جماعة الإخوان العديد من الأجنحة لهدم الدولة المصرية ومؤسساتها، بعد ثورة (30 يونيو)، وفض اعتصامي رابعة والنهضة في شهر (أغسطس 2013)، أجنحة تتولى التخطيط والتنفيذ للعمليات الإرهابية، وأجنحة أخرى تتولى نشر الشائعات وترويجها على وسائل التواصل الاجتماعي.
 
وأجنحة أخرى تظهر في وسائل الإعلام والقنوات الفضائية التي تبث من تركيا، وتعمل الأخيرة على شرعنة ما تقوم به الأجنحة الإرهابية وفى نفس الوقت توجيه سهام النقد والتشكيك في أي إنجاز تحققه مصر، بهدف تنفيذ المخطط الإخواني الخبيث لتفتيت الدولة المصرية.
 
يوم بعد الآخر، تتكشف المكائد الإخوانية، وعلاقة الجماعة بالإرهاب، ليس فقط في سيناء حسبما أشار محمد البلتاجي، في إطار مقايضته للدولة قبل سنوات لإنهاء العنف مقابل إعادة مرسي، لكن الأيام أصبحت كفيلة، بفضح الملف الأسود، للعلاقة السرية بين التنظيم والقاعدة وداعش والنصرة، وسائر التنظيمات الإجرامية في العالم.
 
والتحالفات بين أركان الإرهاب، كشفها المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية الأمنية والعسكرية، الذي أصدر تقريرًا ناريًّا، يكشف فيه علاقات الجماعة السرية بأجنحة التطرف في المنطقة، وحمل عنوان: «البلدان العربية بين مطرقة الإخوان وسندان القاعدة وداعش»، وكشف عن أدق تفاصيل العلاقة بين الجماعة والقاعدة، والخيوط المتشابكة التي تجمعهما.
 
أدان التقرير بشكل واضح، التنظيم العالمي للإخوان، وحمله مسئولية إنتاج كل التيارات التكفيرية من القاعدة إلى داعش، واعتبره أكبر وأخطر التنظيمات الدولية العابرة للحدود، خصوصًا أنه يعمل على تغيير وجهة الشباب من مواطن يؤمن بقيم المواطنة والإنسانية إلى إنسان غريب عن وطنه، له انتماء إلى جماعة متطرفة تمارس العنف الإيديولوجي، ويؤمن بالأوهام التي تروجها له الجماعة.
 
وأزاح التقرير، الستار عن أدق تفاصيل المخاطر الإخوانية، التي تضيع هوية الفرد، وتؤهله لتلقى بذور الشر والعنف، وتصنع منه ديناميت على استعداد للانفجار في الآخر، وخاصة الذي لا يؤمن بهم ولا يتبنى فكرهم.
 
كما حدد بعناية مسئولية التنظيم الدولي للإخوان، عن إنتاج أهم رؤوس التطرف في المنطقة، بداية من المقاتلين الأفغان العرب، إلى رموز القاعدة وداعش، ولا يزال يُخرج فصائل مختلفة من الجماعات الإرهابية.
 
وكشف التقرير أيضا النقاب عن رجال الإخوان في القاعدة، بداية من أيمن الظواهري، زعيم التنظيم الحالي، فضلا عن انتماء أغلب قيادات جبهة النصرة للجماعة، وهو ما يبرر الدعم الواضح الذي تتلقاه من التنظيم الإخواني.
 
كما يوحد الإخوان بين الجناح السياسي للجماعة في ليبيا، والميليشيات المسلحة وجيوب القاعدة الذي أصبح واضحًا، بعد قرار دخول الجيش الوطني الليبي في مواجهة مباشرة معهم، من أجل تحرير طرابلس وليبيا عموما.
 
أصبحت مطرقة الإخوان، تحاول الصمود وتأجيل الانهيار، مستنجدة بسندان داعش والقاعدة، في تناغم كبير من أجل البقاء، وفرض عدم الاستقرار والدمار، وبجانب ذلك وفرت القاعدة الحماية للإخوان، للتسلل إلى شمال أفريقيا، وتحديدًا دول الساحل والصحراء، ما تسبب في زيادة الهجمات الإرهابية، وكانت الجزائر أكثر الدول استهدافًا، وخصوصًا المنطقة الحدودية فيها.
 
وساهمت التنظيمات الدينية في ضرب الثورات العربية، وكسر أهدافها وخصوصًا في مصر وسوريا والعراق، بعدما ساعدت الإخوان عناصر تنظيم داعش، للمرور إلى المناطق غير المأهولة بالسكان، حتى تستخدمهم كروت ضغط لتمرير حكمها رغما عن جيوش وشعوب المنطقة.
 
ولكن المؤامرة الإخوانية بحسب التقرير، لم تنجح في مواجهة التحالف الدولي الحقيقي، خصوصا الذي نشأ بين دول تمثل قوى إقليمية رئيسية مثل مصر والسعودية والجزائر والمغرب والأردن، موضحا أن انضمام سوريا والعراق مستقبلًا، يمثل أرضية مهمة لمواجهة قوى الإرهاب الدولي.
 
الدكتور أيمن سمير، الكاتب والباحث، يرى أن تنظيم الإخوان له أفكار مشابهة للأفكار النازية، مؤكدا أنه طوال عقود، والتنظيم يخدع الساسة والحكومات بأنه جماعة معتدلة، لكن تقارير الاستخبارات جعلت أغلب البلدان العربية والغربية، تتحرك لإدراج التنظيم الإخواني "جماعة إرهابية".
 
وتابع: خطر جماعة الإخوان، أكبر من داعش والقاعدة على المستوى المتوسط، حيث يمكن لأجهزة المخابرات متابعة داعش والقاعدة بسبب سلوكهما الظاهر والمباشر بدعم العنف، لكن تنظيم الإخوان يؤسس لجيل من الإرهابيين، ينضمون لاحقا لجميع الحركات، على حد قوله.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق