بين مواقفه القومية وإقحامه في السياسة.. "بابا العرب" يثير الجدل في الشارع القبطي

الخميس، 31 أكتوبر 2019 11:00 م
بين مواقفه القومية وإقحامه في السياسة.. "بابا العرب" يثير الجدل في الشارع القبطي
مسلسل بابا العرب

مسلسل تلفزيوني أعلن عنه دير الأنبا بيشوي القبطي، يروي قصة حياة البابا شنودة بعنوان "بابا العرب"، يقوم ببطولته النجم ماجد الكدواني.
 
العمل يتكون من 34 حلقة، ويتناول 3 مراحل فى حياة البابا "الطفولة والشباب والرهبنة والباباوية ثم النياحة"، فيما أعد المادة التاريخية له المؤرخ الكنسي نشأت زقلمة، وكتب الحوار الدكتور عطا الله توفيق.
 
وتأتي الخطوة بعد إنتاج الكنيسة عددا كبيرا من الأفلام القبطية، التى تناولت قصص الشهداء والقديسين المصريين على مدار الأعوام السابقة.
 
وقال القمص بموا الأنبا بيشوى، إن الكنيسة حصلت على موافقة رقابة المصنفات الفنية على المسلسل، إضافة إلى موافقة وزارة الثقافة، بشرط عرضه على القنوات الفضائية العامة، وعدم قصره على الأقباط.
 
أثار المسلسل الجدل في الشارع القبطي، فجانب يرى أن البابا شنودة له مواقف قومية وعربية ومن ثم الاسم ينطبق عليه، وجانب آخر يرى أن الاسم يقحم السيرة الباباوية في السياسة رغم أن الدير وهو الجهة المنتجة لا علاقة لها بالأمر.
 
الكاتب والمفكر كمال زاخر، قال إن "اللقب اطلق على قداسة البابا شنودة في حياته ولم يبد اعتراضاً عليه، بعد مواقفه السياسية في قضايا زيارة القدس والتطبيع وموقفه من الرئيس السادات".
 
وتابع "زاخر": "سواء عند الأقباط أو المسلمين القضية بطبيعتها خلافية، ولما كان الفيلم بحسب ما يتردد من إنتاج أحد الأديرة فلا أتصور أن محتواه سيكون سياسياً لذلك فالمسمى لا يتفق وتوجه الدير الذي لا يشتبك مع السياسة".
 
أما الباحث ماركو الأمين المتخصص في التراث القبطي، أن رفض بعض الأقباط تلك التسمية يرجع لفوبيا انتشرت مؤخرا في الشارع القبطي ترفض نسب كل ما هو عربي للمسيحيين المصريين مضيفا: مع وجود النزعة المصرية و التى بدأت مع مطلع القرن العشرين فى كتابات منظرى الليبرالية المحدثين أمثال أحمد لطفى السيد و جريدة مصر لتادرس شنودة المنقبادى.
 
وأشار الأمين إلى أن الثورة العربية التي كانت بذرة الفكرة القومية قامت على أكتاف المسيحيين العرب خاصة الشوام كذلك فإن الكنيسة وقفت في صف القضايا العربية منذ القرن السادس عشر ففي اجتماع مجلس الكنائس العالمى الأول قام مندوبو الكنيسة القبطية بالاحتجاج ضد ما تقوم به ميلشيات الكيان الصهيونى فى الأراضى الفلسطينية ودافعوا عن  القضية الفلسطينية فى المحافل الكنسية وكان أبرزهم الأنبا صموئيل اسقف الخدمات والأنبا اغريغوريوس اسقف البحث العلمى
 
واستكمل الأمين: فى عهد حبرية القديس كيرلس السادس شجبت و ادانت الكنيسة انتهاك الأراضي الفلسطينية و تصاعد الموقف إلى أن تم منع حج الأقباط إلى القدس في نهاية الستينات
 
وبالنسبة لعصر البابا شنودة قال الأمين: حين ارتقى و صعد انبا شنودة للحبرية البطريركية كان له موقف متطور جدا فى دعم القضية الفلسطينية و القضايا العربية فلقد شارك نظير جيد فى حرب فلسطين و تجلى موقفه الأعظم في رفضه لاتفاقية كامب ديفيد التى وقعها السادات ليعلن بعدها قرارا بالحرمان الكنسي ضد من يسافر للحج بأورشليم و تعسف كثيرا فى ذلك و كانت له صداقات مع ياسر عرفات  نتيجه لدعمه الواضح و ثقافته الأسلامو عربية الممتازة و مواقفه اللامعة الواضحه جدا فى القضية العربية اطلق عليه لقب بابا العرب ومن ثم فإن اللقب يتسق تماما معه.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق