بين الخلل النفسي والعيوب الخلقية.. الجانب الخفي في حياة رواد الفن التشكيلي

الأحد، 17 نوفمبر 2019 10:43 ص
بين الخلل النفسي والعيوب الخلقية.. الجانب الخفي في حياة رواد الفن التشكيلي
دافنشى

«لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس».. تعتبر هذه المقولة عنوان هذا الموضوع، الذى يتحدث عن كيف تخطى رواد الفن التشكيلى أزماتهم وأمراضهم وعجزهم من خلال المواصلة فى طريقهم الإبداعى الفنى، حتى يبهروا العالم ويقدموا تحفا فنية لا تقدر بثمن منذ سنوات طويلة وحتى وقتنا هذا، ومن هنا نقدم فى الأسطر التالية معلومات عن أشهر الفنانين التشكيليين الذين عانوا من الأمراض الجسمانية والعقلية، ولكن قدموا وأشهر أهم اللوحات على مر التاريخ.

ليوناردو دافنشى
عانى دافنشى مما يسمى علمياً بـ«إكسوتروبيا»، وهو ما ينتج عن اختلاف شكل العين فى كل حدقة، بحيث تتموضع إحدى العدستين إلى اليسار، وهو ما يطلق عليه تعبير الحول الخارجى.
 
ووجد الباحثون فى تمثال «ديفيد»، الذى نحته دافنشى ناقلاً ملامح وجهه الشخصية فى شبابه، ما يدل على عدم توازى العينين، مضيفين أنه بالنظر إلى أعمال دافنشى تمت ملاحظة تباعداً بين العينين فى كل لوحاته.
 
وتمت دراسة حالة العين عبر رسم دوائر على الجفن والقزحية والحدقة على كل لوحة وقام بقياس أماكنها، وعبر تحليل القياسات تم التوصل أن دافنشى كان يعانى من درجة من الحول الخارجى، حيث تتجه عين إلى الخارج بـ10.3 درجة فى حالة الاسترخاء.
 
دافنشى

كلود مونيه
تعرض كلود مونيه للعديد من الأزمات النفسية والصحية طوال فترة حياته، ففى عام 1860 التحق الفنان كلود مونيه بالجيش وتم أرساله إلى الجزائر، واستغل فترة تواجده بالرسم، حيث وصف واقع الألوان الشديدة بأنها ألوان متوهجة فى هذه البلاد الشرقية، ولكن سرعان مع تم تسريحة من الجيش بسبب إصابته بحمى التيفود.

وكانت أكثر المحطات تأثيرًا فى حياته هو رحيل زوجته الثانية أليس وابنه الكبر جين، والذى كان أقرب الأبناء له، وفى تلك الفترة ظهرت عليه علامات اعتام عدسة العين، وخضع لعدة عمليات لإزالة اعتام عدسة العين، مما ترتب عليه مشاهدة ألوان فوق البنفسجية والتى لا ترى عادة، وقد أثر ذلك على اختياره للألوان، ولكنه فى النهاية فقد بصره.
 

كلو مونيه

فان جوخ
عانى الفنان العالمى فان جوخ من اضطراب النفسية، وانتحر فى عام 1890، وكان فان جوخ وصل إلى قرية أوفير فى مايو 1890، بعد مغادرته لإحدى المصحات النفسية الواقعة على مشارف منطقة «سانت ريميه دو بروفانس» شمال شرقى مدينة آرل.
 
وكانت فترة إقامته فى تلك القرية الأخصب على الإطلاق على مدار مسيرته الفنية؛ ففى غضون 70 يوماً فحسب، أنهى رسم 75 لوحة مرسومة بالفرشاة أو الألوان السائلة، وأكثر من 100 من اللوحات المرسومة بالقلم أو الفحم، وغيرها.
 
وعلى الرغم ذلك فقد انتابه شعورٌ متزايد بالوحدة والقلق، مما أدى إلى قطع إحدى أذنيه وبات على قناعة بأن حياته ليست سوى فشل، وفى نهاية المطاف نجح فى الحصول على مسدس صغير الحجم، يعود إلى صاحب المنزل الذى كان يقيم فيه فى أوفير، وكان هذا هو المسدس الذى أخذه معه حينما توجه إلى الحقول.
 
فان جوخ

فريدا كاهلوا
تعتبر الفنانة فريدا كاهلوا من ضمن الفنانات البارزات فى عالم الفن التشكيلى، ولكن كان مشوارها الفنى مليئا بالصعاب فى وقت مبكر، فعندما كانت فى عمر السادسة تقريبًا أصيبت بشلل الأطفال الذى تسبب فى جعلها طريحة الفراش لتسعة أشهر ولم تتعالج منه بالكامل، حيث تسبب فى إعاقةٍ فى رجلها اليمنى ونتج عنه عرجٌ يظهر عند مشيها. كان لهذا شديد الأثر فى نفسها، حيث كانت ترتدى الجوارب الصوفية دائمًا كى تخفى هذه الإعاقة.

كانت معظم أعمالها شخصية جدًا تمثل معاناتها وآلامها وحياتها، وفى 1932 أدرجت فريدا عناصرًا أكثر وضوحًا وسيريالية فى رسوماتها، فمثلًا فى رسمتها الشهيرة «مستشفى هنرى فورد» لخصت قصتها فى إجهاضها الثانى، حيث رسمت نفسها عارية على سرير فى المستشفى وعددًا من الأشياء مثل جنين وحلزون ووردة وحوض بشري. كانت كل هذه الأشياء تطفو حولها ومتصلة بجسدها عن طريق خيوطٍ حمراء رفيعة.
 

Frida-Kahlo

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة