ليوناردو دافنشي يتسبب في أزمة دبلوماسية بين إيطاليا وفرنسا بعد 5 قرون على رحيله

الأحد، 03 فبراير 2019 10:00 م
ليوناردو دافنشي يتسبب في أزمة دبلوماسية بين إيطاليا وفرنسا بعد 5 قرون على رحيله
دافنشى

 
دخلت إيطاليا وفرنسا في خلاف دبلوماسي بشأن الفنان الإيطالي، ليوناردو دافنشي، رغم مرور 500 عام على وفاته، ما يعني أن الاحتفالية التي يعدها متحف اللوفر الفرنسي بشأن ذكرى الفنان الإيطالي، قد تنتهي بخسائر فادحة.
 
يأتي هذا في الوقت الذي تستعد فيه أوروبا لعرض فني يستمر عاماً كاملاً بمناسبة مرور 5 قرون على رحيل دافنشي، ما يهدد المعرض الضخم في متحف اللوفر في العاصمة الفرنسية باريس، وفقا لما ذكرته صحيفة «الجارديان» البريطانية.
 
وبحسب «الجارديان»، فقد كان دافنشي، الابن غير الشرعي لكاتب العدل في بلدة فينشى في منطقة توسكان الجبلية عام 1452، قد قضى معظم سنواته الأخيرة في بلاط الملك الفرنسي فرانسوا الأول، الذي كان راعيا للفنون والآداب، إذ توفي في الثاني من مايو عام 1519.
 
ليوناردو دي سير بيرو دا فينشي (15 إبريل 1452 - 2 مايو 1519) كان موسوعيًا ينتمي إلى عصر النهضة حيث كان رسامًا، مهندسًا، عالم نبات، عالم خرائط، جيولوجيًا، موسيقيًا، نحاتًا، معماريًا وعالمًا إيطاليًا مشهورًا، ولأنه كان رجلًا عبقريًا ذا موهبة عالمية في عصر النهضة فقد جسد روح عصره كاملًا مما أدى ذلك إلى اكتشاف كبار نماذج التعبير في مختلف مجالات الفن والمعرفة. 
 
ويعتبر أحد أعظم عباقرة البشرية ربما عبقريته التي ميزته أكثر من أي شخصية أخرى، كانت بمثابة التجسد الإنساني المثالي لعصر النهضة. وكثيرًا ما وُصف ليوناردو باعتباره رمزٌ لرجل عصر النهضة، ورجل ذو «فضول جامح» وصاحب «خيال إبداعي محموم».
 
وتحولت حياة ليوناردو دافنشي إلى ما يشبه الأسطورة المستمرة، كما تبينها لوحة «إنجريس» الشهيرة التي كان يموت بها في أحضان الملك فالوا، على الرغم من أن الأخير كان في ذلك اليوم في مكان آخر يعمد ابنه.
 
وتسبب دافنشي هذه الأيام، في خلاف سياسي طويل الأمد بين حزب الرابطة اليميني المتطرف في إيطاليا بزعامة ماتيو سالفيني، ورئيس حزب الوسط في فرنسا إيمانويل ماكرون، الأمر الذي تسبب في إثارة أحزان المؤرخين وقلق القائمين على عالم المتحف في العالم.
 
وقد تزايدت جهود التفاوض مؤخرا من أجل تهدئة الجدل الذي نجم عن عضو حزب الرابطة ونائب وزير الثقافة الإيطالي لوشيا بورجونزوني عندما اقترحت أن تلغي حكومتها «إعارة» بعض اللوحات الرئيسية لدافنشي وسحبها، بعد أن كانت المتاحف الإيطالية وافقت على ذلك قبل عامين، متهمة فرنسا بمحاولة الهيمنة على احتفالات ليوناردو و«تهميش إيطاليا في حدث ثقافي كبير».
 
وأضافت بورجونزوني ولتوضح وجهة نظرها: «ليوناردو إيطالي وكل ما هنالك أنه مات في فرنسا فقط». ومن المقرر أن يتم افتتاح عرض متحف اللوفر في أكتوبر بحيث لا يطغى على الاحتفالات الإيطالية بهذه المناسبة في مايو المقبل.
 
ويوجد في اللوفر 5 لوحات لدافنشي فقط من أصل 14 لوحة منسوبة للفنان العظيم، لكن المتحف الفرنسي أراد الاستفادة من إيطاليا باستعارة بعض اللوحات الخاصة بدافنشي، وبالمقابل، تقرر إعارة روما بعض أعمال رفائيل سانزيو لعرضها في السنة المقبلة.
 
ويعتقد أن من بين لوحات ليوناردو، الذي يسعى اللوفر لاستعارتها من إيطاليا، اللوحة الشهيرة «فيتروفيان مان»، الموجود في فينيسيا، بالإضافة إلى اللوحة غير المكتملة «القديس جيروم في البرية». وحرصا على التهدئة، لم يدل متحف اللوفر بأي تصريحات من شأنها التصعيد أو صب الزيت على النار.
 
في غضون ذلك قال وزير الثقافة الفرنسي، فرانك ريستر، إنه ينبغي معالجة الجمود عبر إجراء محادثات سلمية، ولذلك فإنه يلتقي نظيره الإيطالي ألبيرتو بونيسولي الشهر المقبل في محاولة للتوصل إلى اتفاق.
 
وقال بونيسولي، وهو عضو في حركة الخمس نجوم المناهضة المشاركة في الائتلاف الحكومي، إنه ليس ضد اتفاقية إعارة لوحات ليوناردو، مشيرا إلى وجود بعض «الاختلالات» في الصفقة الأصلية التي كان من الضروري تسويتها.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق