هل يفتح ترامب ملف نشاط الإخوان في واشنطن خلال عام 2020؟

الجمعة، 03 يناير 2020 03:00 م
هل يفتح ترامب ملف نشاط الإخوان في واشنطن خلال عام 2020؟
عنف أنصار تنظيم الإخوان

مع  بداية تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حكم الولايات المتحدة الأمريكية، بدأ الحديث عن فتح ملف نشاط جماعة الإخوان فى الولايات المتحدة الأمريكية، واتجاه الإدارة الأمريكية لحظر نشاط الإخوان، إلا أن فتح هذا الملف تم عرقلته بشكل كبير خاصة من أذرع كل من قطر وتركيا، إلا أنه مع حلول عام 2020 يثار العديد من التساؤلات حول مصير ملف نشاط الإخوان فى الولايات المتحدة الأمريكية، وهل سيشهد هذا العام فتح ترامب لهذا الملف.

وقال إبراهيم ربيع، القيادى الإخواني السابق، والخبير في شئون الجماعات الإرهابية، إن جماعة الإخوان تتلقى ضربات وهزائم متتالية في الفترة السابقة، بعد فتح الملف الخاصة بهم في الكونجرس الأمريكي، والاتجاه بإعلانها جماعة إرهابية، وهو ما يهددها خلال الفترة المقبلة، وخاصة في ظل المطالبات من العديد من المنظمات الحقوقية والمجتمع المدني، بجرائم هذه الجماعة ليس في مصر فقط، بل في المنطقة العربية، لما ارتكبته هذه الجماعة من عنف وأعمال تخريب وتهديد لاستقرار الدول .

وأضاف القيادى الإخواني السابق، في تصريحات صحفية، أن الجماعة الإرهابية لم يعد لها تواجد في الغرب، وتأثرت خلال الفترة الماضية بشكل كبير، وهو ما يهدد الجماعة خلال العام الحالي بعودة فتح الملف في أمريكا، لافتا أن هناك نواب داخل الكونجرس الأمريكي يتم تمويلهم من مراكز أبحاث تابعة لجماعة الإخوان في الخارج، وهم يحاولون تعطيل تحرك مشروع قانون إدراج جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية.

وتابع أن الفترة المقبلة ستشهد جماعة الإخوان الإرهابية العديد من الخسائر والانكسارات المتتالية فى الكثير من الدول، وعلى رأسهم ليبيا وسوريا والكثير من الدول، وخاصة في ظل تآمرهم مع أردوغان والاحتلال التركي من أجل تدمير الدول ونشر العنف والتخريب فى المنطقة من أجل مصلحة أردوغان ومصلحتهم لتنفيذ مخططهم الإرهابي في المنطقة.

فى هذا السياق أكد هشام النجار، الباحث الإسلامى، ملف حظر نشاط الإخوان فى الولايات المتحدة الأمريكية أصبح معقدا للغاية فى ظل إقدام الجماعة على الاعتماد على سياسيين أمريكيين للتسويق لهم، مشيرا إلى أن الأمور تزداد تعقيدًا بشأن هذا الملف لأن هناك من يسوق لها سياسيًا ويحاول إعادة بعثها وإنتاجها فى مشهد أحداث الشرق الأوسط من جديد وخاصة في الشمال الأفريقى كما فى تونس وليبيا.

وقال الباحث الإسلامى، إن الوقت الراهن يشهد تقاطع المصالح وتتداخلها بين القوى الدولية والإقليمية حول الاستعانة بالإخوان وهو الأمر الأكثر وضوحًا من تجاذبات العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا بقيادة الإخوانى الحالم بالخلافة رجب أردوغان.

وأضاف هشام النجار، أن ملف حظر نشاط الإخوان فى الولايات المتحدة الأمريكية يخضع لاعتبارات كثيرة منها الوضع الإقليمي في الشرق الأوسط وإمكانية نجاح أردوغان من عدمه في إنقاذ جماعته، والوضع السياسي للرئيس الأمريكى دونالد ترامب في الداخل في مقابل محاولات خصومه السياسيين لعزله أو على الأقل إضعافه، متابعا: كلما كان موقف ترامب قويا كان قادرًا على إنفاذ وعوده وتحقيق خططه بحظر نشاط الإخوان، ولعل تصنيف الإخوان جماعة ارهابية أحد الملفات الرئيسية التى يتبناها الجمهوريون ويعارضها الديمقراطيون.

فيما قالت داليا زيادة، مدير المركز المصرى للدراسات الديمقراطية الحرة، إن هناك تيارا داخل الولايات المتحدة الأمريكية يسعى بشتى الطرق لتأجيل فتح ملف نشاط جماعة الإخوان فى واشنطن واعتبارها إرهابية، مشيرة إلى أن هذا التيار قد يؤجل مساعى الرئيس الأمربكى دونالد ترامب اعتبار الإخوان تنظيم إرهابى خلال عام 2020، لافتة فى ذات التوقيت إلى أن توغل الإخوان في واشنطن وتواجدهم المستمر في أكبر الصحف الأمريكية هو أمر متعلق بالسياسة الداخلية فى أمريكا أكثر ما هو متعلق بالعلاقة بين أمريكا ودول الشرق الأوسط.

وأضافت مدير المركز المصرى للدراسات الديمقراطية الحرة، في تصريحات صحفية، أن التيار الليبرالي في الولايات المتحدة ما زال هو المسيطر الأكبر على أهم مؤسسات الدولة وأكبر وأشهر وسائل الإعلام، رغم وجود ترامب الجمهوري الشعبوي على رأس الدولة، لافتة إلى أن هذا التيار الليبرالي قد وضع نفسه في حالة تصادم مستمر، ليس فقط مع سياسات ترامب، ولكن أيضاً مع شخص ترامب، لما يمثله من هدم لكل ما يؤمن به الليبراليون من حيث التعددية والحريات الفردية في مقابل مصلحة الجماعة.

وأوضحت داليا زيادة أن ما يفعله الليبراليون الأمريكيون من فتح منصاتهم لتنظيم إرهابي مثل جماعة الإخوان، يأتى من باب مكايدة ترامب، هو جريمة لن يدركوا أبعادها ولا تأثيرها المدمر إلا بعد سنوات قليلة من الآن عندما ينجح الإخوان في تنفيذ خطتهم في السيطرة على أروقة السياسة الأمريكية، متلاعبين بقيم حقوق الإنسان والحريات مثلما فعلوا من قبل مع قيم الدين الإسلامي التي شوهوها وفسروها على هواهم ولخدمة مصالحهم، وهو ما بدأنا نشهد بوادره في إطار المجتمع المدني والحركات السياسية المعارضة لترامب.

وتابعت: جرم الليبراليين الأمريكيين الأكبر يتمثل في محاولاتهم المستميتة لوقف أو تأجيل مسألة إدراج الإخوان على قوائم التنظيمات الإرهابية الدولية، التي سبق ووعد بها الرئيس ترامب في حملته الانتخابية، موضحة أنه كلما تقوم الولايات المتحدة بتصنيف جماعة أو فصيل من فصائل الإخوان، مثل وحركة حسم وتنظيم لواء الثورة في مصر، وجبهة النصرة في سوريا، وغيرهم، كتنظميات إرهابية نظن أننا اقتربنا من الهدف الأهم وهو تصنيف الجماعة الأم، جماعة الإخوان، كتنظيم إرهابي، لكن ما يحدث على أرض الواقع هو عكس ذلك، إذ يبدو أن هذه التصنيفات تقدم على سبيل المسكنات للدول العربية.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق