بعد رصده 12 عامًا.. هكذا تمكنت أمريكا من قتل قائد فيلق القدس

السبت، 04 يناير 2020 09:00 ص
بعد رصده 12 عامًا.. هكذا تمكنت أمريكا من قتل قائد فيلق القدس
سليماني
كتب مايكل فارس

تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية، من قتل قائد فيلق القدس الإيراني اللواء قاسم سليماني وهو رجل إيران القوي، على مر عدة عقود، وذلك بضربات جوية استهدفت موكبه.

وسليماني مُصنف من قبل الولايات المتحدة الأمريكية كداعم للإرهاب، وبحسب مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، يقود وجود قرابة 150 ألف شخص ضمن الحرس الثورى فى العراق وأنحاء أخرى بالشرق الأوسط.

وبدأت العملية الأمريكية، لاستهداف سليماني، فجر الجمعة، في الواحدة بعد منتصف الليل بتوقيت العراق، باستخدام طائرات مستهدفة عدداً من قيادات وأعضاء فى الحشد الشعبى، أثناء خروجهم من مطار بغداد، من البوابة الجنوبية برفقه وفد غير عراقي.

وأشارت الأنباء إلى تواجد بعض من القيادات الإيرانية من الحرس الثورى فى مطار بغداد الدولى، ثم استهدفت الضربات الأمريكية المكان بقصف صاروخى، تسبب بمقتل سليمانى، ومحمد الجابرى مسؤول مديرية العلاقات فى الحشد، وحيدر على مسؤول الآليات، وغيرهم.

وتم استهداف سليمانى، بعدة صواريخ من طائرة مسيرة "بدون طيار"، حيث استهدفت الصواريخ سيارتين كانتا تقلان سليمانى ومسؤولين آخرين، بالقرب من منطقة الشحن فى مطار بغداد، وإن استهدافه جرى بعد لحظات من خروجه من الطائرة التى أقلته من لبنان، فيما أشار مسؤولين فى العراق، أن جثة سليمانى تمزقت إلى أجزاء.

وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن سليماني، قائد فيلق القدس التابع لميليشيات الحرس الثوري الإيراني، كان هدفا لعملية سرية قادتها قوات أمريكية خاصة، بينما كان يقود سيارته وسط قافلة من إيران إلى شمال العراق في يناير 2007، والذي كان وقتها كبير قادة الأمن والاستخبارات في إيران، أفلت من القبضة الأمريكية، حيث تراجع قائد المهمة عن قراره بقتله في الأمتار الأخيرة، وفقا لرواية الصحيفة.

وقائد قيادة العمليات الخاصة المشتركة السرية الجنرال ستانلي ماكريستال، الذي كان مكلفا بمراقبة سليماني، قال في مقال سابق له، إنه لتجنب توابع قتل العسكري الإيراني البارز، قررت القيادة الاكتفاء بمراقبة القافلة، وليس إطلاق النار عليها، ولكتن يبدو أن صبر واشنطن على سياسات إيران التي يترجمها سليماني إلى أفعال على الأرض، قد نفد فجر الجمعة، وبعد 12 عاما من نية استهدافه وسط الظلام بين إيران والعراق، حيث قتل مع مجموعة من مرافقيه بضربة "درون" أمريكية قرب مطار بغداد.

"نيويورك تايمز"، نقلت عن مسؤولين في الإدارة الأمريكية قولهم، إنه طول الفترة التي شعر فيها سليماني أنه في مأمن من النيران الأمريكية، جعله يوقن أنه "فوق العقاب ولا يمكن المساس به"، حتى إنه سمح ذات مرة لطائرة عسكرية أمريكية بالتوقف إلى جوار طائرته في مطار أربيل شمالي العراق، ولكن عملية فجر الجمعة استندت إلى مجموعة من المعلومات من المخبرين السريين وخبراء التتبع الإلكتروني، وطائرة استطلاع وأدوات مراقبة أخرى، وفقا لقادة ومسؤولين أميركيين حاليين وسابقين.

وكشف مسؤول أمريكي رفيع المستوي لـ"نيويورك تايمز"، أن المهمة المصنفة في خانة "سرية للغاية"، خطط لها بعد وفاة متعاون أمريكي في 27 ديسمبر، بهجوم ميليشيات عراقية على قاعدة عسكرية تضم جنودا أمريكيين، لذا فإن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقتل سليماني، سبق أن رفضه الرئيسان السابقان جورج بوش الابن وباراك أوباما، خشية أن يؤدي ذلك إلى حرب قد تخرج عن السيطرة في منطقة ملتهبة أصلا، و لكن ماكريستال أشاد بقرار ترامب بالقضاء على القائد الإيراني الآن، وقال في رسالة بالبريد الإلكتروني: "كان الاستهداف ملائما بالنظر إلى دور سليماني العلني في تنظيم الهجمات الإيرانية على الولايات المتحدة وحلفائنا".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق