عشرات الضحايا وصواريخ بالستية.. إيران تدق طبول الحرب مع أمريكا بـ"هجوم الفجر"

الأربعاء، 08 يناير 2020 10:13 ص
عشرات الضحايا وصواريخ بالستية.. إيران تدق طبول الحرب مع أمريكا بـ"هجوم الفجر"
طلال رسلان

استيقظ العالم فجر الأربعاء على رائحة الحرب التي تفوح في المنطقة، يبدو أن إيران لم تصمت كثيرا على سقوط أقوى شوكة لها في المنطقة بمقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ومعه نائب الحشد الشعبي في العراق أبو مهدي المهندس وقيادات آخرين في قصف جوي أمريكي بطائرة مسيرة استهدفت سياراتهم قرب مطار العاصمة العراقية بغداد.
 
بسابق إنذار ونية معلنة شنت طهران هجوما صاروخيا باليستيا على قاعدتين تتمركز فيها قوات تابعة للجيش الأميركي، وللتحالف الدولي في العراق، انتقاما لمقتل الجنرال الإيراني، قاسم سليماني.
 
صورة نشرتها وكالة فارس للهجوم الإيراني
صورة نشرتها وكالة فارس للهجوم الإيراني
 
وفقا للمعلومات المعلنة، تمتلك الولايات المتحدة نحو 5 آلاف جندي ومستشار عسكري في العراق، يتوزعون على أكثر من 12 قاعدة عسكرية، من أبرزها "عين الأسد" التي طالها الهجوم الصاروخي الإيراني.
 
واستهدف القصف الصاروخي الذي انطلق من إيران قاعدة عين الأسد الجوية، إضافة إلى قاعدة عسكرية أخرى في أربيل.
 
لم تمر دقائق على الضربة الإيرانية حتى علقت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في بيان رسمي، بتأكيد إطلاق إيران أكثر من 12 صاروخا على القاعدتين، في الوقت الذي نقلت فيه "فوكس نيوز" عن مسؤول قوله إن عدد الصواريخ بلغ 15.
 
وتعد قاعدة عين الأسد ثاني أكبر القواعد الجوية في العراق، وجرى تشييدها بين عامي 1980 و1987، وذلك في محافظة الأنبار غربي البلاد، وتضم عين الأسد، التي كانت حتى عام 2003 تعرف باسم "قاعدة القادسية الجوية"، مبان عسكرية ومخازن محصنة ومرافق خدمية.
 
وكانت القوات الأميركية احتلت هذه القاعدة، التي تتسع لـ5000 عسكري، بين عامي 2003 و2011، ومنذ نهاية عام 2014، باتت تضم أكثر من 300 مدرب أميركي ومستشارين عسكريين، وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب زار "عين الأسد" في أواخر عام 2018، حيث كان برفقة زوجته ميلانيا.
 
 
العراق يعلق بصفر إصابات
 
وتيرة بيانات متسارعة من كل جانب عقب استهداف إيران للقاعدتين الأمريكتين في العراق، سيل من المعلومات المتضاربة يتدفق، صواريخ إيران تتصدر عناوين وسائل الإعلام العالمية والعربية. 
 
في بيان مقتضب صباح الأربعاء أعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية سقوط 22 صاروخاً في العراق، بعدما قصفت إيران بصواريخ بالستية فجراً قاعدتين عسكريتين يتمركز فيهما جنود أميركيون، ردّاً على مقتل قائد "فيلق القدس" الجنرال قاسم سليماني بضربة أميركية.
 
 
وأشار البيان الذي نشر بعد نحو سبع ساعات من الهجوم ولم يشر إلى إيران، إلى أن القصف استمر نصف ساعة "وقد سقط 17 صاروخاً على قاعدة عين الأسد الجوية وخمسة صواريخ على مدينة أربيل"، مشيراً إلى أنه "لم يسجل أي خسائر ضمن القوات العراقية"، من دون تفاصيل عن الجنود الأميركيين.
 
وكان التلفزيون الإيراني الرسمي قد زعم أن الهجوم الصاروخي الذي نفذته طهران قد أسفر عن مقتل 80 فرداً من القوات الأميركية، فيما أصيب 200 آخرون بجروح.
 
ونفذت قوات الحرس الثوري الإيرانية الهجوم من مدينة إسلام آباد، التابعة لمحافظة كرمنشاه غرب إيران، واستهدف قاعدة عين الأسد بمحافظة الأنبار غرب العراق.
 
ونقلت الوكالة عن مصدر وصفته بالمسؤول والمطلع في الحرس الثوري قوله إنه "وفقا لتقارير دقيقة من مصادرنا في المنطقة حتى الآن قُتل ما لا يقل عن 80 من الجنود الأمريكيين وإصابة 200 آخرين بجروح".
 
أول تعليق لترامب
 
لكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكد عبر تغريدة له على موقع تويتر عدم وقوع أي إصابات في قوات بلاده، مشيرا إلى أن الأمور على ما يرام، وأن إدارته بصدد تقييم الأوضاع بعد الضربة الإيرانية.


وقال ترامب إنه يجري تقييم الخسائر والأضرار الناجمة عن الضربات الصاروخية الإيرانية على منشأتين عسكريتين في العراق، مضيفا "كل شيء على ما يرام حتى الآن".

 
وأعلن ترامب أنه سيدلي بتصريح صباح الأربعاء بشأن الضربات الصاروخية التي شنّتها إيران على قاعدتين في العراق يتمركز فيهما جنود أميركيون.
 
وأضاف في تغريدة على تويتر "كل شيء على ما يرام! لقد أطلقت صواريخ من إيران على قاعدتين عسكريتين في العراق. تقييم الخسائر والأضرار جارٍ الآن. حتى الآن كل شيء على ما يرام".
 
وتابع "لدينا الجيش الأكثر قوة والأفضل تجهيزا في العالم، وبفارق شاسع.. سأدلي بتصريح صباح الغد".

إيران.. العين بالعين وخطاب التهدئة

بدت التصريحات الفورية للمسؤولين في إيران تسير على طريق التهدئة، ونفي واضح لأي نية للتصعيد.

وأبرز وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بكلمات لا تقبل الشك أن بلاده "ستكتفي بهذا الرد ولا تسعى لتصعيد".
 
وأضاف، في تغريدة على حسابه في تويتر "لا نسعى إلى التصعيد أو الحرب لكننا سندافع عن أنفسنا في وجه أي عدوان".
 
تصريح تزامن معه تهديد يبدو "للاستهلاك الإعلامي" ذكر خلاله التلفزيون الإيراني، نقلا عن مصدر مطلع بالجيش الإيراني، إن طهران عينها على 100 هدف آخر "في حال اتخذت أميركا أي إجراءات للرد".
 
كما هدد الحرس الثوري الإيراني باستهداف القواعد الأميركية إذا ردت واشنطن، ناصحا الأخيرة بسحب قواتها من المنطقة "لتفادي سقوط مزيد من القتلى، واستهداف حلفاء واشنطن في المنطقة إذا تم الاقتراب من طهران".
 
وهذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها إيران مسؤوليتها عن هجوم "انتقامي" على مقتل سليماني.

عشرات القتلى بالخطأ.. ماذا حدث للطائرة الأوكرانية

في خضم الأحداث المشتعلة، وكمن تلقى حجرا أثناء مروره وقت مشادة بين اثنين.. أعلن التلفزيون الإيراني، مقتل جميع ركاب الطائرة الأوكرانية، التي سقطت فوق العاصمة طهران بعيد إقلاعها، وقالت وسائل إعلام إن صواريخ إيرانية طالتها بالخطأ.

وكانت وسائل إعلام محلية ذكرت أن الطائرة، التي كان على متنها 176 شخصا، سقطت فوق العاصمة الإيرانية.
 
وقال رئيس الهلال الأحمر الإيراني بحسب ما نقلت عنه وكالة أنباء الطلبة (إيسنا) شبه الرسمية إنه "حتما هناك استحالة بأن يكون هناك ناجون".
 
من جهتها، قالت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية "إرنا" إن الكارثة الجوية أسفرت عن "مقتل كل الركاب".

من جانبه قالت السفارة الأوكرانية في إيران، الأربعاء، إن معلومات أولية تشير إلى أن عطلا في المحرك، وليس هجوما بصاروخ أو عملا إرهابيا، تسبب في تحطم طائرة ركاب أوكرانية في طهران.

 
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق