هل يعاقب مجلس الأمن بريطانيا لإيوائها هاني السباعي رغم وجوده ضمن قائمة الإرهاب الدولية؟

السبت، 25 يناير 2020 03:19 م
هل يعاقب مجلس الأمن بريطانيا لإيوائها هاني السباعي رغم وجوده ضمن قائمة الإرهاب الدولية؟
أمل غريب

أعلنت وحدة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، التابعة لمجلس الأمن الدولى، عن آخر تحديث لقوائم العقوبات ذات الصلة بالإرهاب وتمويله الخاصة بمجلس الأمن، والتى ضمت 16 اسما بينهم 5 مصريين و69 كيانا، وذلك وفقا لتحديثات لجنة الجزاءات بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، المعنية بتوقيع العقوبات على تنظيمى «داعش والقاعدة» الإرهابيين، وما يرتبط بهما من أفراد وجماعات ومؤسسات وكيانات إرهابية، عملا بالفقرة 68 من قرار مجلس الأمن رقم 2368 لسنة 2017.
 
شملت القائمة المحدثة المصريين: «هانى السباعى يوسف، على السيد محمد مصطفى بكرى، عبد الله أحمد عبد الله الألفي، ثروت صالح شحاته علي، مصطفى كمال مصطفى إبراهيم»، وأهم اسم بينهم «هانى السباعى»، 60 عاما، الذى يلعب دورا مهما داخل التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية، كما أنه حاليا المتحدث الرسمى لتنظيم القاعدة فى أوروبا، مستخدما مركزه المشبوه «المقريزى للدراسات التاريخية»، كغطاء لدعم التنظيمات الإرهابية داخل القارة العجوز، على المستويين المادى والبشرى، بالإضافة إلى أنه يلعب دورا كبيرا فى عمليات التحريض على العنف المسلح ضد مؤسسات الدولة المصرية، يدعو فيها إلى تشكيل خلايا نائمة لمهاجمة قوات الجيش والشرطة، وتحقيق أهداف خارجية .
 
اسمه هانى السيد السباعى يوسف، مواليد 1 مارس 1960، بمدينة القناطر الخيرية، متزوج وله أبناء وأحفاد، وتأثر كثيرا بالإخوان المسلمين، وأفكار أقطاب السلفية والجهاديين، وشكلوا فكره التكفيرى، فالتقى الشيخ حافظ سلامة، فى سجن القلعة، حيث كان على رأس المتهمين فى قضية إعادة تنظيم الجهاد، فى منتصف عام 1982، أثناء ما كان السباعى معتقلا فى قضية انتمائه لتنظيم الجهاد هو الآخر عام 2981، فتوطت بينهما العلاقة داخل السجن، وعندما شيد حافظ سلامة، مسجد النور بالعباسية فى القاهرة، الذى كان يعد بمثابة قلعة للمؤتمرات والمحاضرات الأسبوعية لكبار مشايخ الفتنة ودعاة التكفير فى ذلك الوقت، ومنهم الشيخ محمد الغزالى، وقادة الإخوان، مثل عمر التلمسانى ومصطفى مشهور، وغيرهم الكثيرين من مشاهير الحركة الإسلامية، مع السباعى، كما كان دائم الاستماع إلى خطب ودروس ومحاضرات الشيخ عبد الحميد كشك، فطاف السباعى خلال مرحلة شبابه، على جميع المأدب فى مختلف مساجد القاهرة والجيزة، لحضور محاضرات ودروس شيوخ الفتن والتحريض، فارتاد مسجد أنس بن مالك بالمهندسين، الذى كان يعتبر قلعة جماعة التبليغ فى ذلك الوقت، فتتلمذ على يد الشيخ إبراهيم عزت، الذى جعل من المسجد حينها، خلية نحل لاستقطاب الشباب وضمهم إلى صفوف المجاهدين التكفيريين فى أفغانستان.
 
تأثر تفكير وشخصية هانى السباعى، بشيوخ الفتن والتكفير، جعلته يحمل على عاتقه رسالة نشر فكرهم الجهادى فى مختلف محافظات مصر، وبدأ فى نشر أفكاره المتطرفة التى تلقاها على يد مشايخه.
 
 فور هروب هانى السباعى إلى لندن، فتحت له علاقاته الوثيقة بتنظيمى الجهاد والقاعدة، الأبواب للعمل فى بريطانيا، فبدأ بالكتابة فى مجلة المنهاج بلندن، ثم مجلة نداء الإسلام بأستراليا، كما تم اختياره ليكون مستشارا تاريخيا لمركز الدراسات الإسلامية بأستراليا، إلى أن وضعه تنظيم داعش فى منصب المتحدث الرسمى لها فى أوروبا، وذلك لتسهيل عملية إرسال أموال التنظيم له، والتى تم تخصيصها لبناء مراكز إسلامية متعددة فى بلدان أوروبا، من أجل تجنيد الشباب للانضمام إلى التنظيم الإرهابى، ومنها مركز المقريزى للدراسات التاريخية، الذى أسسه فى لندن، ويُمول بشكل كامل من جمعيات قطرية وتركية. منذ هروب السباعى، إلى لندن وعمله مع تنظيم داعش الإرهابى، وهو ضالع بالتحريض والتمويل فى مختلف العمليات الإرهابية التى وقعت فى مصر، خلال فترة التسعينيات من القرن الماضى، إلى أنه حدث له تحول كبير خلال فترة حكم جماعة الإخوان الإرهابية عام 2013، وراح يبايعها فى كل خطبه التى كان يلقيها من مركزه المشبوه، وفور اندلاع ثورة 30 يونيو، شن هجوما تحريضيا علنيا على الدولة المصرية ومؤسساتها الوطنية، بل أنه طالب أعضاء جماعة الإخوان بحمل السلاح فى وجه الدولة.
 
هانى السباعى، الذى هرب منذ 28 عاما إلى لندن، وهو يمارس شتى أنواع التحريض ضد مصر، وضالع فى عدد من العمليات الإرهابية ولا يخفى على أى شخص انتماؤه إلى تنظيم القاعدة وموالاته لداعش، وينكر فكرة حصوله على اللجوء السياسى لبريطانيا، وصدر بحقه حكم بالإعدام فى قضية العائدون من ألبانيا، الأمر الذى يثير تساؤلات خطيرة بهذا الشأن يستوجبا الإجابة عنها بشكل دقيق، لماذا لم ترحله الحكومة البريطانية حتى الآن وتسمح له بالتحرك داخلها وخارجها بهذا الشكل المريح؟.. ولماذا ترفض تسليمه إلى السلطات المصرية؟
 
على ما يبدو أن الأجهزة الأمنية البريطانية، تثبت كل يوم لعملائها من قيادات العنف المحرضين على الإرهاب، تمسكا بهم وعدم تخليها عن أبنائها المخلصين من قيادات الجماعات المتطرفة بسهولة، فهذه الأجهزة هى التى دعمت جماعة الإخوان المسلمين منذ إنشائها خلال فترة العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضى.
 
وتتمسك لندن، بإرهابيين خطرين مثل هانى السباعى، وترفض تسليمه، لسببين، الأول، لأنه لديه رصيد معلوماتى فى غاية الأهمية عن أهم وأخطر قيادات وكوادر وعناصر الإرهاب حول العالم، سواء التابعين لتنظيمى القاعدة أو داعش، السبب الثانى، لكتابه المشهور «تسريح الجيوش ضرورة شعبية»، وهجومه الدائم على الجيوش الوطنية فى العراق وسوريا ومصر وليبيا.
 
 
مجلس الامن البريطانى
 
 
هانى السباعى
 

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة