انقسام شعبي.. بعد زواج 47 عاما بريطانيا تطلق «البريكست»

السبت، 01 فبراير 2020 09:00 ص
انقسام شعبي.. بعد زواج 47 عاما بريطانيا تطلق «البريكست»
بريكست
كتب مايكل فارس

خرجت بريطانيا رسميا من الاتحاد الأوروبي "البريكست"، لتُظهر الساعات الأولي من يوم السبت، أول انفصال كبير بين الطرفين بعد انضمام نحو نصف قرن من انضمام المملكة المتحدة إلى المشروع الأوروبي، لكن ذلك لا يعني أي تغيير على أرض الواقع، فهناك طريق يستغرق أشهر قبل أن يرى البريطانيون أثر البريكسيت في حياتهم اليومية.

ورسميا دخلت بريطانيا منذ 47 عاما كعضو في الاتحاد الأوروبي، لتخرج بداية 2020 وهو التوقيت الذي وعد فيه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بإبرام اتفاقية تجارة حرة واسعة مع الاتحاد الأوروبي أكبر تكتل تجاري في العالم، وخلال الفترة الانتقالية التي تنتهي في 31 ديسمبر عام 2020، ستستمر بريطانيا في تطبيق قوانين الاتحاد وعضوا في السوق الموحدة، لكنها لن تكون ممثلة في المؤسسات الأوروبية، كما أن حرية التنقل بين الجهتين ستبقى كما لو أن بريطانيا لا تزال عضوا في الاتحاد الأوروبي وينطبق الأمر كذلك على الخدمات المالية بمختلف أشكالها والتي ستبقى خاضعة للاتفاقيات الموقعة بين البنوك والمؤسسات المالية الأوروبية.

ويعتبر الاقتصاد البريطاني هو الخاسر الأكبر من خروجه من البريكست وفقا للمؤشرات، التي أعلنتها وكالة بلومبيرغ، فقد أكدت أن التكلفة الاقتصادية للبريكست قد وصلت إلى نحو 130 مليار جنيه إسترليني، بالإضافة إلى 70 مليار سيتبكدها الاقتصاد خلال العام الحالي،  وهذه الأرقام تعني أن الاقتصاد البريطاني بات أصغر بنحو ثلاثة في المئة عما كان سيكون عليه لو بقيت بريطانيا جزءا من الاتحاد الأوروبي.

والقوميون البريطانيون، يرون خروج بريطانيا من الاتحاد حلم "يوم استقلال" بعيدا عما اعتبروه مشروعا محكوما عليه بالفشل يهيمن عليه الألمان وأخفق في تحقيق أحلام سكانه البالغ عددهم 500 مليون نسمة، أما  المعارضين يعتقدون أن البريكست حماقة من شأنها أن تضعف الغرب، وتنسف ما تبقى من النفوذ العالمي لبريطانيا، وتقوض اقتصادهاوتؤدي في نهاية المطاف إلى تحويلها لمجموعة من الجزر المنعزلة فيشمال المحيط الأطلسي.

وانقسمت الأراء في بريطانيا بين المؤيد والمعارض للخروج، فصحيفة  "ديلي مايل" المؤيدة بدورها لبريكست، فكتبت على غلافها "فجر جديد لبريطانيا"،وأرفقت العنوان بـ"عند الساعة 11 مساء، تغادر أمتنا العزيزة أخيراً الاتحاد الأوروبي - صديقة دوماً لأوروبا، ولكن حرّة ومستقلة من جديد بعد 47 عاماً"، أما صحيفة "ذي جارديان" اليسارية عبرت عن تفضيلها للبقاء في الاتحاد الأوروبي، فعنونت "جزيرة صغيرة" ووصفت بريكست بأنّه "أكبر رهان منذ جيل".

واستمرت الصحف البريطانية بين المؤيد والمعارض وكل منهما ينشر وفق توجهه، فصحيفة "تايمز" كتبت على صفحتها الأولى مقالة تعرض أفكار رئيس الوزراء بوريس جونسون حول اتفاق التبادل الحر الذي يرغب في التوصل إليه مع الاتحاد الأوروبي، ويكون على نسق الاتفاق الأخير بين التكتل الأوروبي وكندا، وكتبت "يريد رئيس الوزراء اتفاقا تجاريا مع بروكسل على غرار الموقع مع كندا"، من جانبها، كتبت فاينانشل تايمز "بريطانيا تنسحب وسط خليط من التفاؤل والاسف".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق