من المتحكم في "الريموت كونترول"؟

الأحد، 16 فبراير 2020 08:22 م
من المتحكم في "الريموت كونترول"؟
شيرين سيف الدين

 
 
حقيقة لا يقلقني بشكل كبير ظهور نوع من أنواع الأغاني الهابطة المسمى عبثا بـ"فن"، ولا يقلقني إقبال البعض عليه ، نعم "البعض"، لأن عدد ٢ مليون من ١٠٠ مليون لا يعد سوى بعض، فالنسبة ليست غالبة، بالإضافة الا أن البعض قد يستمع لمثل هذه النوعية من باب الإعجاب والبعض الآخر من باب الفضول .
 
إن المشكلة ليست في أسلوب الغناء ونوعيته فقط، لكن المشكلة فيما تدعو إليه مثل هذه النوعية من خلال كلماتها، فنجدها تدعو وتشير لشرب "الحشيش والخمور" والانحراف، وكأن المجتمع ينقصه ترسيخ مثل هذه الأفكار عبر ما يفترض أنه قوى ناعمة.
 
في ظني أن لا أحد يعترض على الغناء الشعبي فللشعبي مذاق خاص ونكهة مميزة، لكن في حدود الكلمات المسموحة، ولدينا من المطربين الشعبيين من يطربوننا فعلا أمثال الفنان حكيم وعبد الباسط حمودة والراحل حسن الأسمر وغيرهم ممن يرضون أذواق البعض دون إسفاف، حتى فكرة غناء المهرجانات برغم من أنها لا تستهويني شخصيا، إلا اننا قد نستطيع الاستفادة منها في توجيه محبيها لقيم نرغب في الوصول إليها من خلال كلمات هادفة، فالمهرجانات أشبه بنوعية غناء "الراب" الأمريكاني، وتعد سلاحا ذو حدين، فالمسألة دائما ليست في الأداة لكن في كيفية استخدامها وتوجيهها، فالسكين التي تستخدم في طهي الطعام الصحي هي ذاتها التي تستخدم في قتل برئ.
 
مشكلتي الأساسية تكمن في تقنين الخطأ وإباحته والإعلان عنه بمنتهى البساطة بحجة الجمهور "عايز كدة"، وهي حجة مرفوضة لأن الأغلبية "مش عايزة كدة "، حتى لو أن هذا بالفعل هو ذوق الجمهور فلا يجوز مجاراته في الخطأ، وإلا فإن هذا بالتبعية يعني تلبية رغبة الجمهور أيا كانت، حتى وإن اتجه نحو الجريمة أو الإرهاب فعلينا الموافقة عليها وتقنينها واعتبارها شيئا طبيعيا، وهو الأمر المرفوض بالطبع والغير مفهوم والذي يحتاج لوقفة لمعرفة من وراء منهجة الخطأ في المجتمع، ومن لديه إصرار على العمل ضد مبدأ بناء البشر قبل الحجر ومعرفة من هو المتحكم ب"الريموت كونترول "!.
 
ورغم كل ما سبق فإن ما يدعوني شخصيا للتفاؤل في هذه الإشكالية هو حملة الرفض الكبيرة من جمهور غفير محترم قرر التعبير عن اعتراضه على أن تسود حالة " العبث " المجتمع، وقرر أن يجعل صوته أعلى من الأصوات الهادمة والمنفرة، وأعتقد في النهاية أنه لن يصح إلا الصحيح وأنه عندما يصل المنحنى للقاع فإنه يبدأ في الصعود مجددا لأعلى، وهو ما أتصور أنه السيناريو القادم رغم أنف الرافضين، فالصحوة التي ظهرت فجأة تدعو للطمأنينة والتفاؤل.
 
ونهاية أدعو الجميع بأن يبدأوا بأنفسهم ومع أبنائهم وتوجيههم بالحكمة والموعظة الحسنة إلى اختيار ما هو محترم ومفيد ونظيف، ولنبدأ جميعا في اصطحاب أبنائنا لحضور حفلات دار الأوبرا الكثيرة، التي تعد نزهة راقية وبسعر معقول جدا ومستمرة على مدار العام، فمثل هذه الحفلات تسمو بالذوق العام ومجرد زيارة دار الأوبرا والاختلاط بتلك الأجواء الراقية تحسن من المزاج وتجعل الإنسان يميل لكل ما هو راق وينفر من السوقي والغوغائي، كما أدعو وزارة التربية والتعليم والمدارس الخاصة بإدراج حفلات دار الاوبرا ضمن الرحلات المدرسية أيضا على أن تخصص حفلات صباحية خاصة بالطلبة .
 
ونهاية وبرغم كل شيء لدي قناعة أن غدا أفضل وأننا سنتحكم يوما ما في " الريموت كونترول ".
 

 

تعليقات (3)
100 100
بواسطة: فادي
بتاريخ: الأحد، 16 فبراير 2020 11:30 م

مقال في الجون وعايزين نعرف فعلا مين المتحكم في الريموت كونترول ؟

حتنضف ان شاء الله
بواسطة: نجوى
بتاريخ: الإثنين، 17 فبراير 2020 05:26 م

طول مافي ناس واعية حتنظف ان شاء الله

يارب
بواسطة: دينا
بتاريخ: الإثنين، 17 فبراير 2020 05:37 م

يارب يكون فعلا القادم أحسن وحنفضل نعلي صوتنا لما نشوف مين حينتصر

اضف تعليق