السر فى نعى الينايرجية لمبارك

السبت، 29 فبراير 2020 08:00 م
السر فى نعى الينايرجية لمبارك
حسني مبارك

فى 25 يناير 2011 خرجوا ضده مطالبين برحيله، وفى 25 فبراير 2020 خرجوا عبر حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعى لينعوا رحيله، مقدمين العزاء لأسرته.. كان هذا هو حال النشطاء والسياسيين الذين تصدروا المشهد فى 2011، ولم يتوقع أحد أن يعودوا بعد 9 سنوات ناعيين مبارك الذى ثاروا ضده.
 
الناشط السياسى وائل غنيم غرّد على حسابه الرسمى بموقع «تويتر» قائلا: «رحمة الله على الرئيس حسنى مبارك، كل نفس بما كسبت رهينة وكلنا رايحين لربنا اللى أحسن من البشر كلهم، ربنا يصبر أهله ومحبيه ويبارك فى عمر أحفاده، كان محبا ومخلصا لمصر، تحمل مسئولية ضخمة تجاه الشعب المصرى فأصاب كثيرا وأخطأ كثيرا وصبر على كثير من الأذى فى نهاية عمره، وسيحكم التاريخ»، كما كتب الدكتور محمد البرادعى، على حسابه بـ«تويتر» قائلا: «رحم الله الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان».
 
كما كتب عصام حجى: «رحمه الله وصبر أهله على فراقه، كمصرى شاركت فى 25 يناير هى الرحمة والمودة بين كل المصريين، وبالتأكيد ليست الشماتة فى الموت رحمة»، كما كتب غيرهم كثيرون، وهو ما أثار مجموعة من التساؤلات حول هذا التغير فى موقف «الينايرجية» تجاه مبارك.
 
المتتبع لمواقف عدد ممن شاركوا فى 25 يناير 2011، سيجد أن غالبيتهم بدأ فى مراجعة موقفه من الثورة، خاصة بعدما آلت إليه الأحداث فى العامين التاليين للثورة، واستحواذ جماعة الإخوان الإرهابية على السلطة، رئاسة وبرلمانا، وسعيهم لتحويل مصر إلى جزء من الخلافة الإسلامية ومقرها تركيا، وهو ما جعل الكثيرين ممن شاركوا فى الثورة يعيدون حساباتهم وقراءاتهم للموقف، ولعل أبرز مثال على ذلك الناشط وائل غنيم، الذى خرج مؤخرا فى عدة فيديوهات عبر «فيس بوك»، وتويتر متحدثا عما أسماه بالمراجعة الذاتية.
 
بجانب المراجعة الذاتية، فهناك أيضا من ينظر لمبارك على أنه أحد القادة العسكريين الذين شاركوا فى حرب أكتوبر 1973، وكان لهم دور كبير فى هذه الحرب، وكما لكل منا سلبيات، فلا بد من النظر للإيجابيات، وأن الفترة التى قضاها مبارك فى الخدمة العسكرية كفيلة بأن ينعاه المصريون.
 
لكن هناك رأيا آخر يشير فى اتجاه أن مبارك من وجهة نظر معارضيه، كان أكثر قادة المنطقة «تعقلا» تجاه أحداث ما سمى بالربيع العربى، فلم يختر الصدام مع الشعب، بل قرر التنحى دون إراقة دم أى من المصريين، بل رفض أن يغادر مصر ورفض كل الدعوات التى تلقاها حينها، مفضلا البقاء فى مصر والموت على ترابها، وزاد على ذلك أنه خلال جلسات محاكمته فى قضايا قتل المتظاهرين وغيرها، أبدى مبارك احترامه الكامل لهيئة المحكمة.
 
وحال إجراء مقارنة بين موقف مبارك بعد 2011، وموقف جماعة الإخوان الإرهابية بعد ثورة 30 يونيو 2013، سيظهر الفارق الشاسع بين الاثنين، فالأول آثر السلامة، بينما قررت الجماعة الإرهابية أن تدخل فى صدام دموى مع المصريين.
 
ويرى المتابعون للموقف أن كل هذه المعطيات هى التى جعلت المشاركين فى 25 يناير 2011 أول من نعوا مبارك. 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق